رأي
من أعلي المنصة ياسر الفادني أنتِ البطلة وليست الضحية
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
أنتِ البطلة وليست الضحية
شهدت محفلا ذات مرة تحدثت فيه إمرأة إبنة رجال حديدية قوية قالت حين صدق : أنها قدمت إبنها الذي أستشهد في معركة الكرامة قالت بصوت جهور وقوي بعد أن رضيت بقضاء الله وقدره وانقلب حزنها صبرا ومنعة ولشد ما أعجبني عبارتها التي تشبة قوة حواء السودانية التي نعرفها قالت : أن لها عددا من الأبناء وهي مستعدة تماما لتحريضهم بل دفعهم لمعركة الكرامة والدفاع عن الأرض والعرض ، إنها لجد… هي حواء السودان التي علمتنا كيف تكون المنعة عندما تخرج وكيف تبني مصنعا للرجال
يجب أن تنحني هاماتنا إجلالا وتقديرا لمهيرة السودان التي ظلت تقاتل جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة ، هي الأم التي تقدم فلذات أكبادها للقتال وهي التي تصنع الزاد وتحمله بوجه مبتسم وروح طيبة للقوات المسلحة في المحاور المتقدمة وهي التي تبذل قصاري جهدها لإكرام نازحين شردوهم هؤلاء الأوباش حين إستباحة
يجب علينا أن نظهر جهدها بقوة…. فيهن مبدعات إلتحمن مع القوات المسلحة شعرا وغناءا حماسيا خلاسيا فريدا ، لبسن الكاكي وأظهرن أن بنت السودان وطنية من النسق الانموذج….. لا كاللواتي إتبعن طريق العمالة وبعن وطنهن بأبخس الأثمان نظير دراهم معدودة وشروهن بثمن بخس ظل الكفيل فيهن من الضاحكين…. لا كالتي تنعت نفسها وتتخذ إسما قبيحا (أم قرون) ! التي تشجع من دفعوا لها علي السرقة والنهب والإغتصاب والتشريد ويطلقن عليهم الأبطال وفمهن فيه دم (الفطيسة) وعيونهن مكحلات بسواد الخراب وقلوبهن أصابها الران والغلف … إنهن قاعدة شاذة ظهرت حين غرة لايشبهن مهيرات السودان ولا يمتن إليهن البتة بصلة ،
الآن يمكن القول وبقوة أن حواء السودان كتبت علي صفحات تاريخ معركة الكرامة جمل وتراكيب من تفاني مُشَكَّلة بعمل ومُنَوَّنَة بتضحيات…. كيف لا وهي سليلة التي قالت عندما رأت البطل الشهيد ودحبوبة مشنوقا من قبل المستعمرين : ما دايرالك الميتة أم رمادا شح …دايراك يوم لقا بدماك تتوشح ….. الميت مسولب والعجاج يكتح…أحي يا علي سيفك بسوي التح ….
إني من منصتي أنظر…حيث أري…. أن بلادي كل إمرأة فيها هي نصف الحياة… وهي السمراء التي تتفجر عزة وكرامة…. وهي والماء والخضرة والزاد في الأرض القاحلة .