الطلاق أصعب قرار متي ما اكتمات دواعيه
بقلم سالم بن سيف الصولي.
قال الله تعالى:
﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ البقرة آية: (232) وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا طَلَاقَ إِلَّا بَعْدَ نِكَاحٍ، وَلَا عِتْقَ إِلَّا بَعْدَ مِلْكٍ. رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَصححه الْحَاكِمُ، من سنن الله أنه أحل الزواج وابغض الطلاق وأجازه للطرفين بعد غلق كافة المحاولات للوصول إلى حل تلك الخلافات التي تعيق استمرارية الحياة ، هنا وجب إتخاذ هذا القرار، وهو أصعب قرار يتخذه الإنسان، ولدينا بعض إحصائيات في هذا الموضوع، حيث إرتفعت حالات الطلاق في بعض الدول العربية وتم تقسيمها على المدن والمحافظات بنسبة:8% في سنة من السنوات مقارنة بالسنة التي قبلها، حيث تمَّ تسجيل: (4)آلاف: (160)حالة، وفقًا لما أشارت إليه بعض المصادر الاخبارية، وقد تصدرت بعض المدن في بعض الدول العربية أن العدد الأعلى لحالات الطلاق بين بعض المحافظات قد بلغ (977) حالة هذا وبلغت أعلى حالات الطلاق حسب الجنسية: (3,682) حالة طلاق بين مواطني تلك الدولة، فيما بلغ أقلها: (182) حالة بين وافد ووافدة، أما حالات الطلاق بين وافده في تلك الدولة فقد بلغت: (208) حاله طلاق ، الطلاق هو أبغض الحلال إلى الله كما قال النبي عليه السلام ،وتُدفع هذه القسوة بما يُستطاع من عمل الزوج والزوجة، وعمل الأسرة والقادرين في هذا الأمر على الهداية والإصلاح، فإذا أحل بعد استنفاد الوسائل المستطاعة فما من حل آخر يغني عنه، وما من تحريم له إلا وهو أشد قسوة وأقل نفعًا، التفسير المنطقي لارتفاع هذه الحالة يتم تفسير إرتفاع الطلاق ويرجع سببه إلى دخل شهري للمرأة العربية، الدخل الشهري هو سلاح ذو حدين إما أن تصلح الحياة به أو أن تفسدها هذه الوظيفة وتتعقد بسببها وسيلة الحياة، وأيضًا سبب آخر يعقد الحياة الزوجية بسبب وجود الوظيفة جشع الرجل وشح إنفاق المرأة ومساعدة زوجها ، من هنا تأتي هذه المشكلة ويحل الخلاف بين الرجل والمرأة وتبدأ حالات الخلاف بينهم تتعقد يوما بعد يوم بهذا السبب ، يرجع الخلاف إما أن يكون من الرجل وهو يشغل نفسه ببعض الحسابات والديون المتراكمة عليه ويحمل الزوجة السبب في ذلك ويطلب منها ن تشاركه في حل مثل هذه الأمور وهي أيضآ بدورها تبدأ تتخلى عن تلك المسؤولية وتحملها إياها.
إحصائيات الطلاق بين الدول العربية والتي تتصدرها ليبيا وهي أعلى نسبة بين الدول العربية وذلك بمعدل ، بنسبة 2.5 لكل ألف شخص، بحسب موقع (داتا بانداز) لعام (2024م ) وحلت مصر في المرتبة الثانية بمعدل (2.3،) ثم السعودية ثالثاً بـنسبة (2.1.) فريق الإعلام الجديد بموقع “الخليج أونلاين” كشف ان أعلى الدول العربية بمعدلات الطلاق. لإستئصال لهذه المشكلة من جذورها يجب علي الطرفين ان يرسما خطة من بداية حياتهما الزوجية بما يرضي الله وعلى سنة نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام ، فالحياةالزوجية يفترض فيها ان تستمر للأبد. لتاسيس شراكه ناجحه تنوج بالبنين والبنات لاعمار البشرية وهو احد أهم مقاصد واهداف مؤسسة الزواج وقد حض نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام علي ذلك بقوله( تزوجوا تكاثروا فاني مياه بكم الامم) أو كما قال عليه الصلاة وانم التسليم فالحياة السوية المستقرة عمادها زواج ناجح مبني علي حسن الاختيار والخلق القويم المتدثر بثياب التقوي والإيمان ومخافة الله ومراعاة محارمه.
