رأي

ايهاب بابكر يكتب ..ضِفاف يراع : الحركة الشعبية جناح عقار والتراجيديا السياسية :

ايهاب بابكر يكتب ..ضِفاف يراع :
الحركة الشعبية جناح عقار والتراجيديا السياسية :

كنت قد كتبت هذا المقال قبل عدة أيام ولم أتمكن من نشره ورغم تجدد الأحداث بالنيل الأزرق والوضع الآن أنشره وكلي أمل ودعوة بأن يتغيير الواقع وينصلح الحال ويعمل المجتمع من أجل ذلك دون مواربة .

في البدء دعونا نحي نضالات الحركة الشعبية لتحرير السودان عموم بأقسامها المختلفة وتحية للمفكر د. جون قرن دي مابيور وكل رفاقه بالنضال

للأمانة تفاءل عدد كبير من السياسيين والمواطنين والكفاءات بالنيل الأزرق بتوقيع سلام جوبا رغم تحفظ البعض الأخر ولكن عندما تم إعلان الفريق أحمد العمدة بادي زاد التوجس أكثر فهو ذو خلفية عسكرية ولم يعلم عنه أي عمل سياسي أو تنفيذي يمكنه من إدارة دفة الإقليم فكانت الأمنيات بإختيار شخصية من الداخل تحظي بقبول واسع وليس لها ترسبات الحرب اللعينة ولكن مع كل ذلك تفاءل الجميع وأعلنو إستعدادهم للتعاون وإنجاز الحكم الذاتي والإستفادة من الموارد لمصلحة المواطن

غير صادق من يقول أن الحركة الشعبية جناح عقار لم تحظي بدعم عدد مقدر من المواطنين والناشطين وما آشتاق (السلام سمح) ببعيد منهم وماذلك الدعم إلا للمصلحة العامة للنيل الأزرق ولكن مع مرور الزمن والأحداث نفس هؤلاء المواطنين والناشطين أصبحوا من أشد المعارضين للحركة الشعبية وسياساتها

حسب إتفاق جوبا أن نسبة المشاركة في السلطة 30% لجناح عقار ونسبة 30% لجاح الحلو ونسبة 40% لباقي الأحزاب والمكونات ، وبعد إنقلاب 25 أكتوبر وخروج الحرية والتغيير من المعادلة أصبحت كل الحكومة للحركة الشعبية ومن ترضي عنه بعد رضائه عن سياساتها وبداية تمكين فئات معينة حتي في مناصب نواب المدراء العاميين للوزارات والتي جاءت حكراً للحركة الشعبية وهي وظيفة تعيينية تمكينية أرجعت للجميع سيناريوهات النظام البائد

كنت أتمني بعد تعيين الفريق أحمد العمدة حاكماً علي الإقليم أن يعلن عن قيام مؤتمر جامع لكل أبناء النيل الأزرق ويتشارك الرؤي مع الجميع للخروج برؤي وتراضي يعبد الطريق نحو الأولويات والتنمية ولكن تمترس السيد الحاكم حول نفسه وحركته والذين حوله ومحاولة بناء حواجز مع كتير من الكيانات مثل لجان المقاومة والأحزاب واللجان المطلبية والإدارات الأهلية ومع المناطق مثل المنطقة الغربية والروصيرص وتصريحات الفريق مالك عقار وسياسة دعمه للإنقلاب أدي إلي فجوه كبيرة وجعل الكثير ينصرف عن الحركة الشعبية ليس فقط كداعمين بل حتي من عضويتها المسجلة بالحركة بل أدي ذلك للإنقسام بقيادة ياسر سعيد عرمان وأخرون

حذرنا من الثغرات في إتفاق جوبا وليس مستغرب الآن الوضع الذي تعيش فيه الحركة الشعبية جناح عقار وركونها لإرادة العسكر والنخب المركزية وذلك بإستعدائها لجان المقاومة والأحزاب من الداخل ورفاق الأمس من الخارج ولم يتبقي لها إلا العسكر والذين سوف يتأكدون من غرقها وهي تسبح خلفهم دون أن تدري وسيسبحون بعيداً عنها في أقرب فرصه

من المدهش أن الموطن يدافع عن نسبة ال40% ويتسأل عنها والذين أنجزو هذا الإتفاق بعد نضال طويل أصبحو عاجزين حتي عن المطالبه بها أو الحديث عنها في الإعلام

إن الخطابات التي تصدر عن مكتب الحاكم ولجنته الأمنية وطريقة تعاملها مع الأحداث وعرض التدشينات التي تزيد من سخط المواطن أدي أيضاً لإهتزاز ثقة المواطن في إمكانية إنجاز تنمية بعيدة عن الفرقعات الإعلامية وبشكل حقيقي

عزوف الكفاءات وعدد كبير من الناشطين والأحزاب والمواطنين عن دعم الحركة الشعبية وبالتالي ضعف القاعدة أدي إلي إستعانتها بالحركة الإسلامية وما المعايدة بينهما بعيدة عن الأذهان أعقبها تعينات حكومية لعدد من منسوبي المؤتمر الوطني وهذه حلقه أخري من الإبتعاد عن المواطن وخلخلة بنيته المجتمعية والحديث عن إدرارة الأحداث القبلية الفائته وفشله سياسياً وأمنياً شيئ أخر

كنت ومازلت مؤقن أن إرتهان إرادة النيل الأزرق للمركز والبعد عن النضال ضد التهميش والدكتاتورية بل محاولة صناعتها بشكل مختلف لن يحل أزمة التنمية والتحرر بل يزيد من تفكك أجسام النضال وجعلها لقمة صائغة عند النخب السياسية والعسكرية فكيف يكون حال المواطن الذي أبتليي حتي في تعايشه السلمي الذي إمتد لعصور ناهيك عن إبتلاء إنهيار البنية التحتية وإهدار الموارد دون أن يتحرك جفن لحكومة الأمر الواقع ولجنتها الأمنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق