رأي
مصر .. مفتاح حلول أزمات المنطقة بقلم : علي يوسف تبيدي
مصر .. مفتاح حلول أزمات المنطقة
بقلم : علي يوسف تبيدي
تبدأ اليوم الثلاثاء بالعاصمة المصرية القاهرة إجتماعات رسمية بين الميسريين لمفاوضات سلام السودان ووفد مجلس السيادة الانتقالي الذي وصل القاهرة بناء على دعوة مصرية أميركية لبحث تنفيذ اتفاق جدة ،
ويلتقي المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو ، الثلاثاء ، وفد مجلس السيادة السوداني ، لاستئناف البحث في المشاركة في مفاوضات سويسرا ، وأفادت مصادر عدّة بأن الحوار الذي سيجري في العاصمة المصرية «سيكون جزءاً من المفاوضات الرسمية.
وتحتضن مصر اللقاء باعتبارها الطرف الأكثر مقبولية وثقة وقدرة على دفع عملية السلام وتليين مواقف الحكومة السودانية الرافضة لمنبر جنيف ، ومعلوم أن جمهورية مصر تحظى بقبول واسع لدى مختلف دول المحيط الإقليمي في العالم العربي والإفريقي والدولي ، كما أنها من خلال استضافتها لاجتماعات اليوم تكون قد حرصها الكبير على إستقرار المنطقة سيما وأنها تلعب ادوارا بارزة في إيجاد الحلول للأزمات المتشعبة في عدد من الدول المحيطة بها ، وتقود مصر تحركات كثيرة لمعالجة الأزمات في المنطقة وتبذل جهود واسعة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في ملفات السودان وغزة وليبيا.
وفي السياق ذاته وصل الدكتور بدر عبدالعاطي ، وزير الخارجية والهجرة المصري، امس الاثنين، إلى عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض ، وكان في استقباله وليد الخريجي ، نائب وزير الخارجية السعودي ، وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية والهجرة المصرية ، بأن الدكتور بدر عبدالعاطي، توجه إلى العاصمة السعودية الرياض ، في زيارة تستهدف دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة العربية السعودية الشقيقة ، والتشاور حول التحديات الإقليمية المشتركة وتدعيم أواصر التضامن العربي في مواجهة تلك التحديات ، وكشف أبو زيد عن برنامج وزير الخارجية ، إذ يشمل لقاءات عديدة وسيعقد مباحثات سياسية مع نظيره الأمير فيصل بن فرحان ، وزير الخارجية ، كما سيلتقي ماجد القصبي ، وزير التجارة السعودي.
وفي غضون ذلك تؤكد وزارة الخارجية المصرية ، أن مصر ستظل بحكم موقعها الجغرافي مركزًا رئيسيًا للعمل الإنساني، وستستمر في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الأزمات والكوارث، وأضافت الخارجية المصرية ، في بيان صحفي، الاثنين، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني ، أن مصر تؤكد بهذه المناسبة إيمانها الراسخ الإنسانية ، والحيادية وعدم الانحياز، والنزاهة والاستقلالية وعدم التسييس كمبادئ أساسية عامة للعمل الإنساني.
وثمنت مصر عاليًا الجهود التي يبذلها كل العاملين في المجال الإنساني ، والأبطال الذين يعملون في ظروف شديدة الصعوبة ويدفعون ثمنًا غاليًا ويخاطرون بأرواحهم لإنقاذ حياة الآخرين وتوفير الحماية لهم وتخفيف معاناتهم، وتثمن أيضًا الدور المهم والنبيل الذي تبذله منظمات المجتمع المدني المصرية في حشد وتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة ، وتشيد بالدور المهم للمنظمات والوكالات الأممية والدولية العاملة في هذا المجال وتؤكد دعمها لها.
وأوضحت الخارجية المصرية ، أن اليوم العالمي للعمل الإنساني يتزامن هذا العام مع الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة واستمرار معاناة الأشقاء في فلسطين ، بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر وما ارتكب خلالها من انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني ، بما في ذلك استهداف العاملين في المجال الإنساني والمساعدات الإنسانية ومنع دخول هذه المساعدات ، في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تهدف لتجويع المدنيين وفرض حصار عليهم ، وحرصت مصر منذ بداية الحرب على غزة على تقديم يد العون للأشقاء في فلسطين لتخفيف معاناتهم وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة لهم من أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية ، كما فتحت أبوابها للجرحى وأسرهم وغيرهم من الفارين من ويلات النزاع المسلح في فلسطين.
كما لم تنس مصر أشقاءها في السودان ، إذ استقبلت ما يزيد على 500 ألف سوداني منذ نشوب الأزمة، أبريل 2023م ، ووفرت لهم كل سبل الدعم والرعاية ، إضافة إلى 5 ملايين سوداني آخرين يقيمون بالفعل في مصر، وقدم الشعب المصري كعادته نموذجًا للتضامن الإنساني الأخوي مع أشقائه في جنوب الوادي.
وأوضحت الخارجية أن مصر
ستواصل دورها الإنساني الرائد بالمنطقة ، وستستمر في الاستجابة الإنسانية للأزمات المتعددة ، وفي تضامنها مع الأشقاء في مِحَنهم، ودعم النهج الترابطي بين العمل الإنساني والتنمية والسلام.
وأضافت: “تحية تقدير لكل عامل في المجال الإنساني ولكل مؤمن بالقيم الإنسانية النبيلة في هذا اليوم ، الذين ضحوا بأرواحهم لأجل إنقاذ الآخرين ، ومن ضمنهم مسؤولة الأمم المتحدة رفيعة المستوى المصرية نادية يونس ، التي استشهدت نتيجة الهجوم على مقر بعثة الأمم المتحدة في بغداد ، 19 أغسطس 2003، وهو اليوم الذي تم تخصيصه سنويًا لنتذكر جميعًا شهداء العمل الإنساني”.