Uncategorized
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب لقمان الحكيم .. ودوامة نقد رئاسة كامل ادريس وعودة قناة الحدث و( طنطنة ) الإعيسر .. وغضب الصحافيين !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
لقمان الحكيم .. ودوامة نقد رئاسة كامل ادريس وعودة قناة الحدث و( طنطنة ) الإعيسر .. وغضب الصحافيين !!
جاء في كتاب الاغاني لأبي الفرج الاصفهاني تحقيق الأستاذ أحمد صبحى جلال في كتابه
” أعلام الماضين في خيال الحاضرين” .. ” أن لقمان بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، كان رجلًا طويل العمر عاش ٤٠٠٠ سنة ، و كان كثير الدعاء، لا يكف عن سؤال ربه أن يطيل في عمره، وكان يقول في صلاته:
“اللهم يا رب البحار الخضر، والأرض التي تنبت بعد المطر، أسألك عمرًا فوق كل عمر.”
وقد استجاب الله له، لكن نزل عليه جبريل ذات يوم وقال له:
“لقد استُجيب دعاؤك، ولكن اعلم أن الخلود لا سبيل إليه. أما طول العمر، فقد أعطيت الخيار: اختر بين أمرين.”
توقف لقمان ليستمع، فأكمل جبريل:
“إما أن تعيش قدر ما يعيش سبعة ضِبَاع عُفرٍ (وهي الضباع البرية الرمادية التي تسكن الجبال الوعرة التي لا يصلها المطر)، أو أن تعيش عمر سبعة نسور، كلما مات نسر، يوضع مكانه آخر، وهكذا حتى يتمّ السبعة.”
والعرب كانت ترى أن النسر من أطول المخلوقات عمرًا، فاستصغر لقمان عمر الضباع، وقال:
“بل أختار النسور!”
فكان كلما خرج فرخ نسر من بيضته، يضعه لقمان على قمة جبل، فيعيش النسر عمره الطويل، ثم إذا مات، أتى بفرخ جديد ووضعه مكانه. وهكذا، حتى مضت ستة نسور، فجاء الدور على السابع.
وكان هذا السابع أطولها عمرًا، واسمه “لوبد”. والعرب كانت تُسمي النسور بأسماء غريبة مثل “البايم” و”القصائل”، وكان “لوبد” من بين أشهرها لطول عمره حتى صار مثلاً عند العرب، فيقال:
“طال الأبد على لوبد.”
وقد ذكره الشاعر النابغة بقوله:
“أمسَيتُ خاليًا، ولو أن القوم احتملوا
لأخنى عليهم ما أخنى على لوبدِ”
فكلما طالت حياة لوبد، ازداد لقمان فرحًا، وظن أن النسور قد تخلّد، لكنه كان مخطئًا. ففي النهاية، سقط لوبد من السماء ومات، فرآه لقمان ينهار أمام عينيه وقال:
“إن هادَ لوبد… إن هادَ لوبد!”
ثم ما لبث أن نهض متألمًا، وسقط هو الآخر ميتًا.
تناقل الناس هذه القصة العجيبة، وذكرها الشعراء في قصائدهم، فقال طَرَفَة بن العبد:
“وكيف يُرجى للمرءِ عيشٌ مخلدٌ
وأعماله عما قليلٍ تحاسبه؟
ألم ترَ لقمان بن عادٍ تتابعت
عليه النسور ثم غابت كواكبه؟”
وقال الأعشى:
“وأنتَ الذي ألهيتَ قيانًا بكأسِه
ولقمان إذ خُيِّرتَ لقمانَ في العمرِ
لنفسك أن تختار سبعة أنسرٍ
إذا ما مضى نسرٌ خلوته بنسرِ
فعمّر حتى خال أن نسوره خلودٌ
وهل تبقى النفوسُ على الدهرِ؟”
بل إن الشاعر لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه، ذكر هذا المشهد العجيب بقوله:
“ولقد جرى لبيدٌ جَرَاء مشالٍ
بدعاشٍ، ولقد جرى لبيدُ
فأدرك جريَه ريبُ المنونِ
وكان غير مثقلي
لما رأى لبيدٌ نسوره طيّرت
رفع القواذم كالفقير الأعزلي
من تحته لقمانُ يرجو هُدّه
ولقد رأى لقمان أن لا يأتيه
رأى لقمان أن هذا مسكينٌ غير مؤتلي”
كل هؤلاء الشعراء كانوا يضربون بلقمان مثلاً في طول العمر، ثم موتٍ لا مفرّ منه. فقد مرّ عليه الزمن، وأدركه الموت كما أدرك الملوك من قبله.
يقول لبيد أيضًا في بيت آخر:
“غلبَ الليالي خلفُ آلِ مُحرّقٍ
وكما فعلنا بتُبعٍ وبِهِرقلِ
وغلبنا أبرهة الذي ألفيناه
قد كان خلّد فوق غرفةٍ موكلي”
وحتى الحارث الحرام، صاحب الشأن والمُلك، ترك دياره واستسلم للموت، وخزائنه كانت تجري كما يجري نهر الفرات، لكنه في النهاية، حمله الموت كما حمل الجميع.
هذه قصة لقمان الذي ظن أن طول العمر يمكن أن يوقف النهاية، لكن حتى “لوبد” طار وسقط، فكيف بمن دونه؟! ”
خروج اول
سهام نقد كثيرة وجهت لدولة رئيس الوزراء البروف كامل إدريس بعد أن اتخذ قرارين مازالت ظلالهما كثيفة على البعض ، الأول بإعفاء وزيرة البيئة والثاني برفع الحظر عن قناتي العربية والحدث دون الرجوع لوزير الثقافة والإعلام والسياحة الاستاذ خالد الإعيسر ، فنشط العديد من الزملاء في نقده بصورة لاذعة – أي كامل إدريس – ودافع عن قرارايه البعض ايضا ، ونقول إنها سنة أولى في الديمقراطية الإنتقالية ، فقد تطورت البشرية وما عاد هناك زعيم مقدس يفعل ما يشاء وفي يده قبضة الأجهزة الأمنية الحديدية القادرة على إسكات كل الأصوات التى تعزف اللحن النشاز في أذنيه- حسب تقديره – ، فبعد تنكليل الجنجويد بالقوي والضعيف في بلادنا عرف كل سوداني أن ( السكات ليس رضا ) وهكذا سيسير طفل السودان المولود من رحم الحرب حكما.. حتى يكمل الحبو ثم المشي ثم يبلغ الحلم ليرشد وهكذا بدأت الديمقراطيات في العالم فلا تتوجسوا ولا تخافوا من سهام النقد المميتة للحكومة برئاسة كامل إدريس او أي قادم آخر ، لأن تغيير الجلد يستغرق وقتا ، وعلى وزير الإعلام الإعيسر أن يمتثل لقرارات ( الألفة ) والتى دائما لا ترضي باقي التلاميذ في الفصل ، فإن الناظر قد اختاره ليرتب أمر مدرسته دون أن يوجع رأسه بكل عمل حكومي مدني لا تستخدم فيه الدانات والرشاشات والمسيرات والمشاة تحسبا لمفاجآت قد تذهب بالدولة أدراج الرياح ، وعقب الحرب ستعلن نتائج الفشل أو النجاح .
خروج ثان
الزميلة العائدة لينا يعقوب يجب أن تدرك انها شربت الحلو مر واكلت العصيدة والكسرة والقراصة ( بي دمعة الدجاج ) وأن دمها يحوي انزيمات سودانية مشبعة بالكركديه والتبلدي وقهوة الشرق وشاى البرامكة ، فالتضع الوطن في حدقات العيون اولا وأخيرا وهي ( سودانية حرة ) ومرحبا بقناتي العربية والحدث من جديد .
خروج أخير
على الزملاء الإعلاميين بجميع طوائفهم أن ينظروا الى هذا الوطن الممزق بالحرب في عيون مواطنيه المكسوة بهالات الحزن والفقر والعوز والنزوح واللحوء والفاقة ، فاليقولوا خيرا أو ليصمتوا حتى ( تنجض البرمة) في هدوء،، فجميعنا أضحينا رهط من الجياع لاغير ..
