
د. د.الشريف زين العابدين الشريف يكتب:
يارب رحماك بقلبي ..كاد يدفنه الشوق وانا اتنسم عبق تراب الجزيرة…صدقوني (شمة) واحدة (عشقرت) بي لحدي ما شممت عطر الخرطوم وعبق توتي وأم در وبحري
على الرغم من أن الله عزوجل قد قال :
*﴿لَهُ مَا فِي السَّمَوَات ِوَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾*
كل الكون ملكه وتحت تصرفه ومحيط به ولكن قلوبنا تتعلق بالوطن خصيصا ونشتمه في عطر الطين والتراب لو علمتم ماشعرت به وانا اشتم عطر الجزيرة وعبيرها ومدني تدخلني مشارفها كما المجنون ، كيف لا وقد عشتها مندوب مبيعات تجول في ازقتها وشوارعها وتسكعت في شارع النيل ، وسكنت فنادقها وعبير وردها الفواح واكلت سلطت اشرف بالقرب من الشانزلزيه في لياليها الملاح ، واكلت أسماك النيل الأزرق على شاطئه ، ودرست في جامعة الجزيرة وحصدت خبرات علماء ونهلت من المعين ، والكثير المثير ، ولكن اليوم ادخلها بشعور المجنون بها كما كل الجزيرة، صدقوني اشتممت رائحة بيتنا من هناك وانا في المداخل بل وعبرت الى داري في توتي والخرطوم وأم در فلم اعرف سر هذا الشوق المجنون على الرغم من قناعة بكلام الله والاية التي جأت كأنها تحذرنا من أن تلتفت قلوبنا أو تفزع لغيره الله، اي حب هذا لك وطني.