رأي
خربشات على جدار الواقع تيسير محمد عوض الحرب ابتلاء
خربشات على جدار الواقع
تيسير محمد عوض
الحرب ابتلاء
نعم قد يأتي الابتلاء بصور عديدة
قد يكون نعمة وقد يكون نقمة
قد يكون هدية من الله لتتكشف لك بعض الحقائق …
بين طيات المحن تأتي المنح
تتمايز الصفوف وتسقط الأقنعة وينكشف الوجه الحقيقي لما كان يحاك في الخفاء،
الحرب نمط من أنماط الابتلاء، لم تسلم منها الدول العظمى ،فمن المستحيل ان تسير الحياة على وتيرة واحدة ،والمغزى من الحياة ان تتعلم من الدروس في حالة السلم وحالة الحرب ،للحرب ايجابيات وسلبيات يجب ان يعيها كل عاقل
هنالك قوى شر ينبغي ان تندحر عاجلاً او آجلاً ، قد يشكل وجودها خطر يهدد امن وسلامة ومستقبل البلاد وربما اذا تمددت اكثر يكون ضررها ابلغ من الان بغض النظر عن من الذي تسبب فيها او من أشعلها جميع هذه الاشياء ثانوية ، الان نحن امام خطر يحدق بنا على المرء ان لا ينصرف عن الوضع الذي فرضته الظروف ،يجب ان يتعامل معه بجدية ووعي ، ويجب ان نفهم ان لكل مرحلة أولوياتها حتى ولو اخطأ البعض التقدير لابد من تصحيح المسار الى الوجهة الصحيحة ونضع الوطن نصب اعيننا ولامجال لانتماء اوتحزب !يلتف الجميع حول الوطن الجريح وبالتكاتف والتعاون سنحصد النصر لامحالة ،،،
نعم الان يوجد سخط وتضجر وذل وهوان ولكن حتماً ستنتهي كل هذه الاشياء لاحقاً وترجع الامور ربما افضل من السابق فعلينا ان نصبر لنجتاز الامتحان الصعب الذي أجبرتنا عليه الظروف وبدل ان نلعن الظلام نوقد شمعة
ونسال أنفسنا ماذا استفدنا من هذه التجربة ؟؟؟ وماهي الدروس التي تعلمناها ؟؟
وماهي مشروعاتنا المستقبلية ؟
هل سنجلس مكتوفيّ الأيدي ننتظر ان تمطر علينا السماء ذهباً !!
وماهي الخطط بعد انجلاء هذه المحنة للتطوير
ينبغي ان يفضي الامر لوضع رؤية طموحة وتحديد سقف زمني محدد لها… يجب ان تكون مستعد للقادم مشوار ﺍﻟالف ميل يبدأ بخطوة .
انفضوا غبار اليأس وافتحوا نوافذ الأمل وابواب التفاؤل المطلة على نهر الامنيات بغدِ سعيد …
كن إيجابي اجعل لك بصمة مميزة اينما حللت ،اعجبتني استاذة تحفيظ قرآن كريم نزحت من العاصمة الى الجزيرة محلية الحصاحيصا مع بناتها واستقرت مع اسرة عريقة ،مما دفعها ان تواصل مشوارها هناك وفتحت في جزء من المنزل الذي تقطن فيه دار لتحفيظ القرآن لأطفال الحي فئة ماقبل التعليم المدرسي
استفادت من وقتها وأفادت هولاء الاطفال وستترك بصمة جميلة في نفوسهم وستخلد ذكرى عطرة في تلك المنطقة التي نزلت ضيفة عليها أرغمتها الظروف ولكن ربما ساقها الله لهولاء الاطفال فترة من الزمن …
كونوا إيجابيين بقدر المستطاع فالإبداع يولد من رحم المعاناة
هذه هي الحياة تقلبات وتناقضات فالاندى ان نزرع الأنغام والمحبة والاحترام والسلام وحلو الكلام ، بدل الألغام وخناجر الالم في نفوس احبابنا ومن حولنا ونجنبهم مر الكلام …
هي دعوة للرجوع ومحاسبة النفس قبل فوات الاوان فالحياة قصيرة ومن يراهن على انتصار الشر هو الخسران …
لعلها دعوة من الله عزّ وجل للرجوع اليه فلن يكشف الضر الاهو
قال تعالى :
{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير * وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}
صدق الله العظيم
فالنرفع اكف الضراعة لله عز وجل في هذه الايام الطيبات العشر من ذي الحجة بان يرفع عنا هذا البلاء ويردنا اليه رداً جميلا…