رأي

من اللحد للهلاك.. عامان إلَّا قليل النذير إبراهيم العاقب

من اللد للهلاك.. عامان إلَّا قليل
النذير إبراهيم العاقب

على وقع خروج أهل القبور (والقصد مفهوم) ومع العلم أن من يقف وراء إحياء (المقبور) يهدف لإخماد جذوة المقاومة الشعبية المحمية بالسلاح، ليس أمامنا غير بيان المستور، فلم يعُد يعني الناس الظهور ولا إنصياع مليشيا الدعم السريع المتمردة لأية تسويات مفروضة، فتتراجع عن إحتلال البيوت بعد استباحة دامت عامين إلا ثلاثٍ وثمانين يوم، وما عاد يكفي الناس أن يكتفي التتار الجُدد بالإعتذار عن إغتصاب الفتيات والقُصَّر والقواعد من النساء، ومن ذا الذي يُعطي هذه الفئة الباغية صكوك الغفران جرَّاء سلب البنوك وتخريب المنشآت الحيوية وتدمير البنية التحتية وإنتهاك حُرمات دور العبادة والمتاحف ومراكز البحوث وقاع الدرس وملاجئ إيواء فاقدي السند والمشافي ومخازن الغذاء والدواء الاستراتيجية وغيرها من الانتهاكات الممنهجة بصورة لا تنقصها الهمجية بدواع جلب الديمقراطية والقضاء على (الفِيلول)؟!.
تلك مُقتضيات واقع الحال، فجماع الذين ذاقوا صنوف العذاب من فِعال المليشيا المتمردة تجاوزوا الصدمة وصارت حياته وموته سيان، بل أضحوا طمَّاعين إلى توسيع المطالب غير المضبوطة بوسع الإستطاع، فإن إستطاعوا إلى ضرب رقاب الجنجويد سبيلاً مدُّوا سيوفهم إلى أقصى اتساع ، غير مبالٍين بعياط الأسافير ولا مُلتفتين لصراخٍ أبواق المليشيا وحواضنها السياسية البائسة، فهم قد صوَّبوا جهدهم جهة المُشارسة وتعمَّدوا المُخاشنة واعتمدوها عوضاً عن المُهادنة التي جلبت الذلة والمهانة وفسرها معاتيه المليشيا وأبواقها النتنة ضعفاً واستكانة فتمادوا برفع سقف الإنتهاكات وهاهو ربيع المجرم يرمي الحرائر بتهم يغلي لها الدم ولا يُكفَّر عنها إلا بشنق آخر جنجويدي بأمعاء آخر مليشي معتوه.
ولا ملامة في تسارُع الناس لحمل السلاح دفاعاً ومدافعة ودفعاً لكل أشكال العدوان إن إرتأوا أن هناك نقصاً أو تقصير واستعوضوا ذلك بنهضةٍ منهم وغضبة تُناسب فعل المليشيا الشنيع فحملوا السلاح مقاومةً شعبية مستحقة فما لبس مأتاهم أن صار ديدن أحرار كل البوادي والأمصار، إنها المقاومة الشعبية المحمية بالسلاح المنتقلة من التلويح بالقوة تخويفاً بها وترهيب، إلى الفعل المؤثر والمسنود بالقدرة فالقدرة تحتاج إلى إرادة تُحولها إلى قوة، والقوة تكمن في كتلة حيوية وحوائط صد بشرية إن حاول أو فكر أو قدَّر مبعوث القبور اختبار صمورها بجنوده الهمج كما فعل في ولاية الجزيرة هلكوا بمصيرهم المحتوم كما هلك المقبور من قبل بمصيره المعلوم.*

تلك هي المعادلة الجديدة، مقاومة شعبية محمية بالسلاح تدافع عن كيانها وسر بقائها وسيكون النصر حليفها بإذن الله، ومليشيا متمردة مجبولة على الموبقات والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل إلا إن مصيرها إلى زوال، وقيادة (ميتة) لا تستطيع أن تقود سوى إلى (المقابر)، وحواضن شر داخلية وخارجية تقف.. كما قال عقار.. في المكان الخطأ من التاريخ وسيكون مصيرها في نهاية المطاف الخذي والندامة ولات حين مندم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق