رأي
مدني حرة ٠٠ لا علاج افضل من الحسم العسكري نقطة وسطر جديد الحاج الشكري
مدني حرة ٠٠ لا علاج افضل من الحسم العسكري
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
*️⃣ هذا اليوم الموافق ١١/ ١/ ٢٠٢٥م ولد فيه الوطن من جديد ٠٠ وعادت مدني لحضن أهلها ووطنها حرة ابية بعد غيبة طويلة وقاسية ٠٠ أكثر من عام خلال تلك الفترة كانت مدني تتألم بالفظائع والماسي التي لا تسعها امهات الكتب وتلك قصص ستكشفها الأيام٠٠ المهم عادت ود مدني بعد تضحيات القوات المسلحة والقوات المساندة لها من مخابرات ودرع السودان وحركات ومجاهدين فدائيين ومستنفرين وأهلها في شوق عظيم لرؤيتها بعد التحرير ٠٠اكثر من عام وأهلها يحنون إليها ويحلمون بها لذلك كانت لحظة إذاعة نبأ التحرير لحظة عجيبة فرح لايوصف عم البوادي والحضر في كل أنحاء السودان فنحن هنا في مدينة الصحفيين بالثورة خرجت المدينة عن بكرة ابيها واقيمت الاحتفالات وعم الفرح كل مدن السودان وعلى راسها الخرطوم وخاصة كرري والتي خرج فيها الناس من كل فج عميق حتى انني اندهشت هل كل هؤلاء عادوا إلى الخرطوم وحقا لهم ان يعودوا للخرطوم وكرري لان من يقف على راسها رجل همام بكل ماتحمل الكلمة من معنى انه الأستاذ أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم ٠٠ وما اظن ان هناك مدينة اوحي أو قرية لم تحتفل بهذا النصر وفرحهم لمدني يزداد كثافة لأنها تمثل قلب السودان النابض لذلك كان السودانيين متالمين لجرح هذا القلب الذي غرس فيه الاوباش خنجرهم المسموم وكسروا حقدا يد مدني المنتجة حتى لاتعطي لأهل السودان قطنا وقمحا وتمني ٠٠ لهذا ولغيره كانت لحظة تحريرها فرحة كبيرة خنقت العبرة الكثيرين واغلب الناس شاهدوا الفديو لرجل عجوز طاعن في السن يبكي كالطفل و هتاف مدو تصفيق حار وتكبير وتهليل شق عنان السماء في كل مكان من السودان ٠٠ هي لحظات لاتنسى ستحفر في الوجدان والقلب المجروح بل ستبقى مع سفر أيوب إلى الأبد ٠٠ لن ينسى اي ود بلد أصيل تضحيات القوات المسلحة والقوات المساندة لها وهم يبعثون اطنان من البهجة في قلوب الرجال واطنان من الزغاريد من أصوات النساء
*️⃣ فرح أهل السودان لتحرير مدني لأنها المدينة الجميلة ويعيش أهلها على قيم الدين والتسامح ومدني هي مؤتمر الخريجين وهي مشروع الجزيرة الذي يحمل العبء الثقيل في الاقتصاد السوداني ويعتبر بمثابة (المرق) الذي يحمل الرصاص فإن انكسر حتما سيتشتت الرصاص وبالتالي ينهار اقتصاد البلد الى الابد
*️⃣ بفضل الله وعزيمة الرجال حررت مدني من قبضة مرتزقة وعملاء ٠٠ نعم حررت من أناس بلا هوية لايعرفون بكدمولهم فقط بل بقساوة قلوبهم٠٠ لايعرفون بلهجتهم فقط بل بالمراوغة والخبث والمكر٠٠ لايعرفون بلون بشرتهم بل بحجم كيدهم وحقدهم على الوطن والمواطن ٠٠
*️⃣ هلك بعضهم وخرج بعضهم من مدني مهزومين صاغرين ولكن بعد أن نهبوا ودمروا وحاولوا اخضاعها لغواية فاحشة ومارسوا كل ذلك بعيون مشحونة بالحقد حينها أدرك كل الوطنيين من اهل السودان شرقا وغربا ووسطا وشمالا وجنوبا ان هؤلاء لم يسقطوا في الخطيئة المهلكة فحسب إنما هم مصرين على الولوغ فيها طوال الوقت لذلك لم يستفيدوا من عفو القائد العام حتى هلكوا اليوم على يد القوات المسلحة الباسلة ٠٠ بعد تحرير مدني بهذه الطريقة اصبحنا على قناعة انه لا علاج لمصيبتنا الحالية مع الجنجويد إلا الحسم العسكري مع اشرار ومتفلتون بطبيعتهم ٠٠
*️⃣ لم تتصور مدني ولو ليوم واحد انها قد تعاني من شي يبدو مناقضا تماما للمحبة والوئام والسلام الذي عاشت عليه منذ أن بدأت تتشكل كقرية صغيرة قبل مئات السنين إلى أن أصبحت مدينة الثقافة والخضرة والجمال فدخلها الجنجويد على حين غفلة من أهلها في يوم نحس قاسي لن ولم يمحى من ذاكرتهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها ٠٠
*️⃣ الذين لم يتمكنوا من الخروج من مدني بعد دخول الجنجويد إليها عاشوا ظروف غير إنسانية قهر واعتدا واهانة وفقر وعطالة٠٠ اما الذين خرجوا فهم خرجوا بعد أن توصلوا إلى يأس كامل من التعايش مع هؤلاء الاوباش الذين لاينفع معهم غير السحق والقتل والحسم العسكري فلا يمكن أن تدعوا هؤلاء إلى التقيد بمكارم الأخلاق لأنهم لم يتربوا عليها فبالتالي من المستحيل ان يستجيبوا لها فهم تربوا على سلوك منحرف منذ نعومة اظافرهم ومن شب على شي شاب عليه لذلك تجد ما يمارسونه من انتهاكات ليس نشاذ في نظرهم بل هي عندهم هو الوضع الطبيعي تماما ٠٠ وسوء الأخلاق الذي يتميزون به لايمكن أن ينفصل عن البيئة التي عاشوا وترعرعوا فيها إذن البيئة هناك تحتاج من قادة البلاد ورموز المجتمع وقوائه الحية الي عمل جبار جدا جدا من تعليم ودعوة وتعظيم حرمة الدماء والأموال والاعراض ونشر ثقافة القانون كل ذلك حتى يستطيع أهل السودان ان يتعايشوا مع هؤلاء وابنائهم في سودان المستقبل ٠٠
*️⃣ في الختام بعد تحرير مدني فإن التمرد قد انتهى إلى مذبلة التاريخ وان الأيام القادمة ستشهدوا انهيارا كاملا لهذه العصابة واكررا ثقة في الله وفي قوانتا المسلحة ان هذا التمرد قد انتهى تماما وما يفصلنا من تحرير الضعين والجنينة إلا فترة قليلة جدا بإذن الله تعالى ٠٠فعليا ان نفكر في مرحلة مابعد الحرب ٠٠ ولن يسلم وطننا العزيز في المستقبل من تكرار هذه الفتنة والتمرد المشؤوم إلا بإقامة نظاما عادلا وقانونا صارما وحاسما وقاسيا يحاسب بشدة كل من يعتدي على الوطن والمواطن وبغير ذلك ستكرر هذه الفتنة وهذا التمرد مرات ومرات وكل ما عدا ذلك مخاطرة وتهاونا جديدا في حق الوطن والمواطن ٠٠ اللهم اني قد بلغت فاشهد٠٠
الخرطوم /الحاج الشكري ١١/ ١/ ٢٠٢٥م