رأي
سفر القوافي محمدعبدالله يعقوب رجال صنعوا تاريخ السودان الحديث
سفر القوافي
محمدعبدالله يعقوب
رجال صنعوا تاريخ السودان الحديث !!
هذه لمحات لرجال صنعوا تاريخ السودان الحديث ، نحتفي بهم في هذه العجالة من صفحات تاريخ السودان المدون الناصع عطفا على تاريخ بلادنا الذي بتشكل الآن بعد أن كادت القوات المسلحة السودانية ان تكمل صفحاته بضرباتها القوية لشراذم المليشيا التي تساندعا 70دولة حول العالم لتحتل بلادنا من جديد خالية من سكانها الاصليين ۔
( 1 )
ففي الساعة التاسعة والدقيقة الثانية من صباح يوم الأحد أول يناير 1956 بدأ علما الحكم الثنائي في الهبوط من ساريتهما للمرة الأخيرة وفي تمام التاسعة والدقيقة الرابعة من صباح نفس اليوم السعيد استقر علم السودان في أعلى السارية يرفرف وحده، وقد اشترك السيدان إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد المحجوب في رفع العلم السوداني ,.
( 2 )
إنه القائمقام الجاك بخيت ، ذلكم الجنرال الذي أنزل العلمين ( البريطاني والمصري ) ورفع علم الحرية ، ولد الجاك بخيت بمدينة شندي في العام 1910م لوالد كان يعمل في سلك العسكرية بالجيش المصري الإنجليزي ، وشاءت الأقدار أن يكون ابنه الرجل الذي انزل علم المستعمر ، وبدأ الجاك حياته بخلوة بشندي طالباً ورحل إلي الخرطوم في سن مبكرة والتحق بالعمل بالجيش بعد أن توقف عن التعليم المدرسي وتدرج تبعاً إلي ذلك حتي وصل إلي رتبة العقيد (قائمقام) سابقاً ومن إسهاماته العسكرية شارك الجاك في تأسيس سلاح المهندسين وكان قوامه في ذلك الحين 12 فرداً وكان يحض الشباب بالانخراط في سلك العسكرية ، وحينما استعرت حمي الحرب العالمية الثانية شارك الجاك بخيت في الحرب ضد الطليان في العام 1940م ، وتميز في حياته العسكرية بالانضباط والنظافة نتاجاً لسلوكه الحميد تم اختياره لرفع علم السودان في ذلك اليوم التاريخي يوم الاستقلال وكان حينها قائداً للحرس الجمهوري ، واستقرق تزين وتجهيز البدلة التي لبسها يوم رفع العلم مدة ثلاثة أيام . تحكي ابنته مريم عن حياة والدها الراحل وخصوصاً ذكرياته يوم رفع العلم :يوم الجلاء ذهب أبي إلي القصر الجمهوري في تمام الساعة خامسة صباحاً وبعد مراسم الاحتفال وعزف موسيقي شرف تحرك الركب إلي سرايا الحاكم العام وانزل أبي العلم الإنجليزي والأزهري يقف إلي شماله والمحجوب إلي يمينه ، خلال حياته العسكرية نال كثير من التكريم ويحتضن منزل أبنائه ببحري العديد من النياشين والهدايا التذكارية التي نالها خلال حياته العسكرية الجادة أبرزها نيشان من ملكة بريطانية بدرجة ضابط وميدالية الاستقلال ، وعن حياته الخاصة تقول ابنته مريم ( أن والدها كان شديد الحزم وحقاني ونادراً ما يبتسم ومن فرط مهابتنا له لم نجلس بجانبه إلا بعد أن بلغ من العمر عتيا ) ،وعندما جاءت حكومة الإنقاذ وأرادت أن تحتفل بأول عيد استقلال بعد قدومها كان الاحتفال في بيت الزعيم الأزهري فأخبرهم قدامي العسكريين بان الرجل الذي رفع علم الاستقلال مازال علي قيد الحياة فكان من حق الجاك أن يرفع علم الاستقلال في بيت الزعيم الأزهري بعد 34 عاماً وارتدي يومها حلة عسكرية زاهية كان ذلك آخر حدث كبير في حياة الضابط الكبير الذي انتقل إلي جوار ربه في أواخر تسعينيات القرن الماضي .
( 3 )
علم السودان الحالي أُعتمد في 20 مايو 1970 ويحتوي على ثلاثة ألوان أفقية هي الأحمر فالأبيض والأسود مع مثلث أخضر على اليسار. وذلك بعد أن قررت حكومة الرئيس جعفر نميري اختيار علم جديد من خلال مسابقة عامة مفتوحة للجمهور شارك فيها فنانون تشكيليون ووزراء ومواطنون عاديون، وفاز التصميم الذي قدمه الفنان عبد الرحمن أحمد الجعلي، من ضمن 72 نموذجاً تأهلت للفرز الأخير من قبل لجنة شُكِلت خصيصاً لهذا الغرض، ونال التصميم الفائز مبلغ عشرة جنيهات سودانية كجائزة. ويتكون نموذج الجعلي من ثلاثة مستطيلات: أعلاها أحمر اللون، يليه مستطيل أبيض اللون وثالث لونه أسود. ويتساوى المستطيلان الأول والثالث في طولهما. وأما المستطيل الوسط الأبيض اللون، فهو أقصر بُعداً، لأن هناك مثلث أخضر يتلاقى ضلعاه الأعلى والأسفل في نقطة تتوسط نهاية الثلث الأول للمستطيل الأبيض. وأما الضلع الثالث للمثلث والذي يشكل قاعدة المثلث فهو ضلع قائم ويتوازى مع خط السارية.
مصمم علم السودان الحالي عبد الرحمن أحمد الجعلي، تخرج عام 1970م ، في كلية الفنون الجميلة والتطبيقة التابعة لمعهد الخرطوم الفني، بالخرطوم، قسم الجرافيك، ( جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ) وهو الحاصل على درجة الماجستير في تصميم المعارض، وعمل بوزارة الإعلام السودانية، وكان أول مدير لمعرض الخرطوم الدولي عام 1976م.
وقد رُفع هذا العلم لأول مرة في 20 مايو 1970م ، إبّان احتفالات الذكرى السنوية الثانية لثورة مايو التي جاءت بالرئيس الراحل جعفر محمد نميري إلى سدة الحكم ۔