طواري الخرطوم وعقلية الحلول
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
عاشت العاصمة الوطنية أمدرمان ظروف قاسية لم تشاهدها من قبل وربما لأكثر من قرن من الزمان إلى أن دخلها الجنجويد فعاسوا فيها فسادا و دمارا طال كل شي إلا ارادة المواطنين وواليهم الهمام الأستاذ احمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم والذي شجع وجوده وصموده المواطنين على الصمود في منازلهم رغم تلاحق وتصاعد الازمات من غلا الأسعار وعدم المدراس إلى أن بلغت الأزمات انقطاع الكهرباء والمياه بسبب استهداف المليشيا للبنية التحتية والاعيان المدنية الأمر الذي ضاعف الضغوط على حكومة ولاية الخرطوم لابتدار طرق مختلفة وتفكير خارج الصندوق لإيجاد بدائل وحلول مستعجلة للازمات الطارئة ومن المعروف في المواقف الصعبة تتجلى قدرة القيادة الحقيقية من القيادة الوهمية التي جاءت بالمجاملات والجهويات والمحاصصات الحزبية ٠٠ وكثير من المواقف الصعبة تنبه الناس ان في هذا المكان او ذاك قيادة حقيقية تستحق التقدير والترفيع وهكذا تخبرنا التجارب الإنسانية ويخبرنا التاريخ والسؤال الذي يطرح نفسه هل ما تعانيه الخرطوم من دمار وحصار
وازمات متفاقمة في ظل وجود قيادة مؤهلة لمواجهة هذه الصعاب هل كل هذا يستطيع أن يفجر اهتماما كبيرا من حكومة المركز لتقف مع حكومة الخرطوم لتتجاوز هذه الازمات وماذا فعلت حكومة الخرطوم نفسها لمجابهة الازمة وماذا عن خططها في مقبل الايام ولعل هذا ما أجابت عليه لجنة الطواري والتي انعقدت اليوم الأربعاء برئاسة الاستاذ احمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم في لقاء تنويري بأمانة الحكومة كنت حضورا وشهودا عليه حيث ابتدرت اللجنة اجتماعها بمناقشة اكبر مشكلة تواجه الولاية حاليا وهي مشكلة المياه وقال المهندس محمد أحمد العجب مدير مياه ولاية الخرطوم ان الولاية استطاعت تشغيل ٥٢ بير حتى الآن وانها تمكنت بعد جهد متواصل من تشغيل محطة المنارة والتي غطت الان ٢٥٪ وان هناك جهود كبيرة لإدخال مولدات جديدة لتصل السعة التشغيلية ٦٠٪ وأوضح ان تشغيل محطة المنارة يستمر ٢٠ ساعة في اليوم ويستهلك ٧٦ برميل جاز لين في اليوم الواحد وكشف العجب ان هناك ١٣٤ بير جاهز للتشغيل تنقصها المولادات ونفى إمكانية تشغيل محطة المنارة بالطاقة الشمسية لأنها تحتاح لمساحة ٥٥٠ فدان على الأرض ٠٠ وفي ذات السياق اكد الأستاذ أحمد المصطفى المدير التنفيذي لمحلية كرري جاهزية المحلية لدفع تكلفة اي مولد يتم ايجاره مع توفير الوقود له وذكر بأنهم دفعوا بكمية من الوقود لتشغيل الوابرات والتي اشتكى من ندرتها في السوق ٠٠ كما أكد المدير التنفيذي لمحلية أمدرمان تشغيل عدد من الابار مع توفير الوقود لها واطمنت اللجنة على توفير السلعة الأساسية من وقود وغاز ومواد غذائية ودقيق مع تشغيل الافران بشكل طبيعي كما استمعت لجنة الطواري لتقرير وزارة التربية والتعليم والذي قدمه الدكتور قريب الله محمد أحمد وزير التربية والتعليم الكلف والذي دفع فيه بمقترح استئناف الدراسة في كل المراحل الدراسية بالولاية في مقبل الايام القادمة ووجد المقترح تجاوب وتاييد كبير من أعضاء لجنة الطواري ومن المنتظر ان يناقش في لجنة الأمن وحكومة الولاية ليتم تنزيله على أرض الواقع وذكر قريب الله أن الوزارة ارجعت كل المقررات التي تم حذفها في السابق بنسبة ٥٠ ٪ بحجة انها أثرت على تحصيل الطالب من الناحية الأكاديمية وكشف عن عودة يوم السبت للدراسة مع استمرار نظام التبادل بين الصفوف حتى يتم التمكن من إكمال المقررات وللحاق بالولايات الأخرى بحجة أن التقويم الدراسي شان اتحادي وليس ولائي وابان ان استئناف الدراسة ينهي المخالفات الموجودة الان باستمرار بعض المدارس في مواصلة التعليم رغم قرار المنع ويعجل للحاق بالولايات الأخرى وكشف عن ١٢٠ مدرسة يوجد بها مراكز إيوا وقال هناك ٤٣ مدرسة ثانوية تعمل الآن وكشف عن ٩٠٪ من المرحلة المتوسطة توجد في مباني المدارس الابتدائية وارجع ذلك للتلكو في تنفيذ القرار والذي اتخذ في العام ٢٠١٥ م ولم ينفذ الا في العام ٢٠٢٠م وابان ان فصل المرحلتين الابتدائية من الوسطى يحتاج إلى ٣٨٢ مدرسة جديدة واضاف هذا من الصعب أن يتم تنفيذه في هذه الظروف وابان عن وجود حركة تمازج في بعض المدارس وكشف عن سرقة كل الاجلاس من قبل مليشيا الدعم السريع وأوضح ان هناك نقص كبير في الكتب غير انه أكد أن عدد المعلمين كافي لاستناف الدراسة وكشف عن جملة من المعوقات وذكر منها انعدام الكتاب المدرسي خاصة المرحلة الابتدائية ووجود مراكز الإيواء في بعض المدارس إضافة لوجود بعض المدارس في مناطق التماس وعدم صرف مرتبات المعلمين ودفع قريب الله بعدد من الحلول في مسألة توفير الكتاب منها طباعة كل وحدة على حدة وابان ان منظمة اليونسف وفرت ٣٠٠٠ تاب لتدريب المعلمين وذلك في إطار الدفع نحو التعليم الإلكتروني وذكر بأنهم حددوا للمنظمة عشرة مدارس ليتم توزيع التابات عليها ٠٠ وفي سياق اخر بشرنا المهندس ياسر مدير كهرباء أمدرمان بعودة التيار الكهربائي اليوم لامدرمان بعد أن وجه له والي ولاية الخرطوم سؤال بهذا الخصوص حيث كشف عن تركيب كوابل جديدة في كهرباء مروى ٠٠ وفي سياق اخر بشر اللجنة رئيس شعبة الاستخبارات بمنطقة وادي سيدنا العسكرية بانتصارات كبيرة يحققها الجيش في كل المحاور وان القوة التي دخلت عبر ليبيا تم تدميرها بنسبة ٩٠٪ وان هناك تقدم كبير في بحري وفي مصفاة الجيلي وفي دار فور وكردفان ووعد الشعب السوداني رغم حجم التامر الخارجي والطابور الخامس ببشريات كبيرة ومفاجات عظيمة في مقبل الايام ٠٠
عانى سكان الخرطوم ظروفا قاسية قلما عانى منها سكان مدينة أخرى ولكن عزائهم الوحيد ان الوالي يتواجد بينهم ويعيش مشاكلهم ويفتح لهم أبوابه وكانه يرفع شعار الرجال العظماء ( ليس هناك متسع للراحة) وعلى الرغم من التعب والاعياء الذي ظهر لي على وجه أحمد عثمان حمزة الا انه ظهر لنا كعادته مرتديا زيا عسكريا وكان ذلك تعبيرا امينا وصادقا عن رغبته في مواصلة القتال في كل الميادين العسكرية والمدنية معا ولاحظت ان الرجل يتابع كل جند من اجندات الاجتماع بتركيز ودقة ويقاطع المتحدث ويوجه بحسم في بعض المواقف ويصدر تعليمات عاجلة أثناء الاجتماع ووضح لي بدون شك أحمد عثمان حمزة استفاد من الخدمة الإدارية الطويلة التي استمرت ل ٣٧ عاما ٠٠
ان الطريقة التي استمعت إليها من داخل اجتماع اللجنة العليا الطواري لإدارة شأن الازمة والتي أدار بها أحمد عثمان حمزة ومعه أعضاء اللجنة المؤقرين من وزراء وضباط تنفيذين وضباط استخبارات وقوات مسلحة وشرطة وكبار رجال الخدمة المدنية تجعلني اقول بكل صدق مهما اشدنا بهم سيكون ذلك اقل من مايستحقون فالازمة كانت مفاجئة وقاسية ووقعت في ولاية فقدت كل شي ومع ذلك واصلت تقديم خدماتها من صحة واطعام الطعام عبر التكايا والتي انتشرت في كل حي بل قد تجد أكثر من تكية في حي واحد ومن الوضح ان الوالي فيما يخص امر التكايا أسند الأمر إلى اهله فكان تمددها في كل مكان إلا أن الازمات تفاقمت على ولاية الخرطوم وكما قال الزميل يوسف عبد المنان لم تجد السند الكافي من الولايات الأخرى كما كانت تفعل الخرطوم وهي التي كانت تكسب بمصانعها وشركاتها ومؤسساتها واسواقها أكثر من مايلزمها للخدمات بكثير مما يوفر لها مال يزيد عن تكاليف خدمات مواطنيها وموظفيها فكانت تجود به على الولايات الأخرى والتي عملت الان (اضان الحامل طرشة) ولكن الايام دول ولايمكن ان نعزي الخرطوم إلا بايات الشاعر الكبير عكير الدامر طيب الله ثراه٠٠
كتيير الفيهم أحسنت وعليك اتباهوا٠٠
جاهم ريش طغوا وكفك نسو الاداهو
جنا الدبيب بلدغ الرباهو
وحقيقة ابوكنفد بجرج الحباهو
وفي الختام لابد أن نرسل رسالة للداخل والخارج ان الالاف من سكان أمدرمان ومناطق أخرى من الخرطوم العاصمة عقدوا املهم على حكومة ولاية الخرطوم في حل مشاكلهم والذين ساندوا معركة الكرامة بكل مشاعرهم حتما لم يغادوا منازلهم مهما كان حجم المعاناة من انقطاع مياه وكهرباء وتهديد بقذف الدانات بل كل هؤلاء ينتظرون ان يكملوا مسيرة الشرف في معركة الكرامة التي ابتدات بعد انقلاب ١٥ أبريل الفاشل ٠٠ والخرطوم المنهوبة والنكوبة مثلما انها تترقب انتصار القوات المسلحة فحتما هي تنتظر اكتمال خدماتها من المياه بعد عودة التيار الكهربائي المنقطع لعشرة ايام وهاهي الكهرباء في هذه اللحظات تعود وتعلو صيحات الصبيان وزغاريد النساء في كل مكان في فرح هستيري وكانما عادت لهم الحياة من جديد٠٠ وهذه العودة تؤكد لنا صدق الباشمهندس ياسر معنا في اجتماع لجنة الطواري اليوم بأن وعد والي الخرطوم أمامنا بعودة التيار الكهرباء اليوم وقد كان٠٠ وحكومة الخرطوم الحالية بما شهدناه معها من خدمات وتجاوز كثير من التحديات فهي حتما مؤهلة لتحقيق رغبة مواطنيها مهما كان حجم التحديات والصعاب ٠٠
الحاج الشكري
٢٢/ ١/ ٢٠٢٥م
