رأي
قصة رحلة من ام درمان إلى القيادة العامة نقطة وسطر جديد الحاج الشكري

قصة رحلة من ام درمان إلى القيادة العامة
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
*️⃣ تحت شجرة النيم الضخمة القابعة أمام مركز الشهيد عثمان مكاوي للإعلام العسكري بشارع الوادي التقينا الزملاء الأعزاء الأساتذة محمد عبدالقادر ٠٠ عبد الباقي الظافر ٠٠ يوسف عبد المنان ٠٠ مشاعر عثمان ٠٠ أحمد فضل ٠٠ محمد إبراهيم وقندول وآخرين لم تسعهم هذه المساحة ويحمل القلب لهم ود واحترام تعانقنا بحرارة بعد أن فرق بيننا ال دقلو بالحرب التي اشعلوها في ١٥ أبريل ومع ان ال دقلو هجرونا وفرقوا بيننا هاهي القوات المسلحة السودانية تجمعنا بدعوة كريمة منها للوصول للقيادة العامة الأمر الذي مكننا من معانقة زملاء كرام ٠٠تناولنا وتداولنا فيما بيننا أوراق الهجرة والغربة وحصاد الحرب المر ٠٠ مكثنا في مركز الشهيد مكاوي قرابة الساعتين في إطار الترتيب والتنسق للتحرك تناولنا صحن فول كارب في مطعم هادي بشارع الوادي مع الاحباب ابو حباب ود الناظر ويوسف عبد المنان وعبد الباقي الظافر وامير ابو رغد وقد جاءت الإشارة بالتحرك بعد أن انقسم الزملاء إلى فريقين فريق قدر وفكر واختار الذهاب للقيادة العامة وفريق اخر كانت خياراته التوجه نحو مصفاة الجيلي المحررة حديثا من قبضة الجنجويد وكانت رغبة كاتب هذه السطور التوجه نحو القيادة العامة لرمزيتها ومكانتها في نفسي ونفوس كل الشعب السوداني ٠٠
*️⃣ قطعنا كبري الحلفايا متجهين نحو القيادة العامة بعد أن تحصنا وتوكلنا على الله وفي طول الطريق شاهدنا عجائب ومصائب الحرب ولاحظت ان كل واحد من الزملاء يبقي عينيه مفتوحتين متلفت يمينا وشمالا ليتابع ما أحدثته المليشيا من دمار وخراب طال كل شي ولم يبقى على شي٠٠ آلاف العربات ملقية في جنبات الشارع العام بعد أن نهبوها وشلعوها ولم يبقوا الا الساسي والهيكل الخارجي ٠٠
*️⃣ في الطريق لاحظت باننا كلما توغلت عربيتنا جنوبا تبدأ ملامح الحياة تقل تدريجيا إلى أن انعدمت تماما من انظارنا فلا نكاد نرى إلا الجيش الأخضر٠٠ جيش قوقو ٠٠ المحلات التجارية مخربة ومنهوبة بالكامل البيوت الكثير منها أبوابها مفتوحة وينعق بداخلها البوم بعد أن تبول على حائطها الجنجويد وهناك أبواب أخرى نبتت الأشجار أمامها٠٠ عموما آلاف البيوت منهوبة بعد ان طالها الاذى والضرر من مليشيا الدعم السريع ٠٠
*️⃣ وانا في الطريق اتامل الخراب والدمار الذي لحق بكل مواطن سوداني توصلت إلى قناعة بأن امر التفاوض مع هذه المليشيا لم يعد في يد جهة واحدة مهما كان حجم تضحياتها٠٠ فحميدتي وشقيقه وداعميهما بالداخل والخارج ان أرادوا تفاوضا وسلاما حقيقيا عليهم أن يتفاوضوا مع كل مواطن لوحده حتى يتمكنوا من حلول مرضية بتعويض كل الضحايا وارجاع السودان إلى ما كان عليه قبل تكوين المليشيا والقصاص من المجرمين وان كان ذلك مستحيلا فإن القوات المسلحة الآن تمضي في طريق افضل الخيارات وهي الحسم العسكري وما شاهدته من ثقة ومعنويات وثبات الضباط والجنود في كل شوارع بحري وفي القيادة العامة أكد لي بما لايدع مجال للشك أن القوات المسلحة حسمت المعركة تماما لصالح الوطن والمواطن ٠٠
*️⃣ بحري الان نظيفة وان العدو عندما أدرك ان الهزيمة محققة هرب ولم يعد له أثر ولكن تبقى عودة المواطنين رهينة بقرارات اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم والتي يتراسها الوالي الهمام الأستاذ احمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم ٠٠
*️⃣ في الطريق إلى القيادة عرجنا إلى ملاقاة بعض القادة ومن هؤلاء الفارس والبطل المغوار الرائد حامد الجامد الذي قاد عملية فتح الطريق إلى القيادة العامة زرناه في مكانه للتحية والتهنئة ولاحظت ان معه ضباط وجنود ابطال حقيقين قلت في نفسي وانا انظر اليهم بإعجاب ان هؤلاء لديهم مايكفي من الثقة والشجاعة ما يمكنهم من فتح الطريق حتى حدودنا في خور برنقا بدافور ولديهم من العزيمة والإصرار والقوة ما يمكنهم من اخضاع اي متمرد يرفع راسه بعد هذه الحرب في مواجهة القوات المسلحة السودانية الباسلة
*️⃣ عند وصولنا القيادة العامة ارتفعت أصوات الجنود بالتكبير والتهليل والصيحات وهم يعلنون بحماس عن فرحهم بهذا النصر الكبير الذي أصبح فيه طريق القيادة العامة للقوات المسلحة سالكا إلى العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان
*️⃣ وصلنا القيادة العامة حوالي الساعة الثانية ظهرا واطلت علينا القيادة العامة برمزيتها وشموخها وانا في مخيلتي ايام الحرب الأولى حيث تقدمت مليشيا الجنجويد نحو القيادة العامة بمئات التاتشرات والاف الجنود ومعهم افضل انواع الأسلحة والتقنية الحربية وكما اخبرني الزميل العزيز عبد الباقي الظافر وهو قد شاهد هذا المنظر بام عينه حيث كان يتواجد في بيت زميل له على مقربة من القيادة العامة والجنجويد يحيطون بالقيادة العامة احاطة السوار بالمعصم وكما حدثني الزميل الظافر بأنهم كانوا يتحركون في شكل دائري ٠٠ قلت في نفسي ان هذا مشهد كافي جدا بل ذايد الف جرعة لاثارة الرعب والخوف في نفوس الضعفاء مطالبين الفريق البرهان بالاستسلام وإلا مصيره القتل أو مع الرافة والرحمةالاعتقال ٠٠ لكن القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ظل ثابتا كالجبال ورجلا بقلب أسد حتى انهم اندهشوا بشكل كبير من حجم هذا الثبات والذي لم يكن في حسبانهم مما يؤكد بأنهم لم ينبتوا من تراب هذا البلد لذلك لم يعرفوا قوة الشخصية السودانية وشجاعتها في لحظات المواقف الصعبة خاصة بعد أن تستنفد كل طاقة الحلم والصبر والعفو والصفح ٠٠ وفي معجزة لم تتكرر في التاريخ كثيرا حيث واجه أفراد لايتخطوا الخمسة والثلاثون من الضباط والجنود الاف المرتزقة وهزموهم بشرف الرجال وقتال الابطال وبعد أن قضوا نحبهم وصدقوا مع ربهم وقائدهم ومضوا إلى ربهم وسلموا قائدهم من الاعتقال أو القتل ٠٠بعدها صعد الاف الضباط والجنود وحملوا الراية ودافعوا عن رمزية القيادة العامة بمنتهى التضحية والشجاعة فحدثنا احد كبار الضباط من داخل القيادة بأنهم في يوم واحد تم ضرب القيادة العامة ب ٨٦٣ صاروخ من قبل المليشيا ومع ذلك لم تستطيع المليشيا الدخول للقيادة فاي صمود وعزيمة أكبر من هذه ٠٠هؤلاء الابطال قدموا الاف الشهداء احتوتهم أرض القيادة الطاهر في خمسة مقابر ستكون مزارا لكل السودانين ولكل الاجيال ولمئات السنين ٠٠
*️⃣ في الوقت الذي ظهر فيه عبد الرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا في وسائل التواصل الاجتماعي بعد ضغوط مورست عليه لهذا الظهور غير انه بدأ منهكا للغاية لدجة انه يبذل مجهودا كبيرا ليتحدث ويتحرك على ارجله إلا أن النتائج التي ظهرت للكفيل وللناشطين والقادة الميدانين لم يحقق لهم هذا الظهور شي إيجابي بل العكس توصل الجميع لقناعة ان هذا المتمرد الكبير ظهر مرهقا ومحطما نفسيا من آثار الفشل لمشروع أسرة ال دقلو وتلك احلام بنيت على الأوهام فمن الطبيعي أن تكون النتيجة سراب٠٠ فيما بدا لنا عكس ذلك تماما حيث ظهر لنا وأمام اعيننا في القيادة العامة ان قادة القوات المسلحة يتمتعون بروح معنوية عالية متجددة مع كل انتصار وبدأ لنا ذلك على وجه سعادة الفريق اول محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان كما بدأت لنا ذات الروح العالية والقلب المطمئن من العميد ركن نبيل عبد الله الناطق الرسمي للقوات المسلحة الذي جالسنا وانسنا بكل أريحية وخصنا واكرمنا بمعلومات لم يحن وقت الإفصاح عنها إلا بعد القضاء على اخر متمرد والثقة التي حدثنا بها الرجلين العظيمين الكريمين أكدت لي بدون شك أن القوات المسلحة وصلت لحد اليقين بحسم هذه المعركة لصالحها وهذا ما ظلوا يرددونه منذ بداية المعركة إلى أن تكشف للناس بان هذا القول حقيقة وليس ادعاء وكذب وزيف كما هو شان المليشيا والتي ذهبت الآن كذبد البحر ومكثت القوات المسلحة في أرض السودان من انتصار إلى انتصار لأنها واجهت الشعب بالحقيقة وقاتلت من أجل الحق ٠٠
*️⃣ البعض كان يلوم الناطق الرسمي بأنه لم يجاري سرعة الأحداث ولم يعقد مؤتمرا صحفيا يوضح فيه الحقائق ويملك الرأي العام المعلومات وكثير من هؤلاء أصحاب أجندة يسكنون الفنادق ويقبضون بالدولار ويعيشون في نعيم ودعة وراحة لا تتفق ابدا مع اللحظات الصعبة التي عاشها سعادة العميد ركن نبيل وقادته وزملائه وجنوده وهناك آخرين يتحدثون ببساطة وعفوية ولا يعلمون ان الناطق الرسمي محاصر في القيادة العامة مع وقادئه الفريق أول محمد عثمان الحسين لما يقارب العشرين شهرا ويقاتل مع الجنود كتفا بكتف ويقاتل بالكلمة في القنوات كلما سمحت له الظروف العسكرية ٠٠ قلت له في جلسة الانس التي جمعتنا ياسعاتو نبيل من أفضل التصريحات التي تابعتها لك في قناة الجزيرة مع احمد طه بأن القوات المسلحة تقاتل بتخطيط واستراتيجية علمية دقيقة ومدروسة وانها تضع مراحل لهذه الحرب وستنتصر في نهاية المطاف ومن يضحك اخيرا يضحك كثيرا وها انت اليوم تقابلنا بكل ثقة وابتسام فكانت اجابته لي بأنه كان واثقا من تحقيق ذلك ٠٠ حقا انهم رجال عاهدوا فاوفوا وقالوا فصدقوا ٠٠
*️⃣ في القيادة العامة التقينا رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين والذي صافحنا فردا فردا بكل احترام وتقدير واكد لنا في كلمات مختصرة ومفيدة بأن ماتحقق من انتصارات كانوا واثقين من تحقيقها ثقة بالله والشعب والقوات المسلحة وأضاف ان ماتحقق ليس نهاية المطاف وأوضح ان ماتحقق سيقودنا لانتصارات جديدة بخطط جديدة ورؤية جديدة وجدد شكره وتقديره للشعب السودان لصبره ووقفته مع القوات المسلحة وذكر بأن الشعب قادر ان يبني السودان بشكل أفضل مما كان عليه بعيدا عن القوى التي ساندت التمرد والتي عدها غير مؤتمنة على بناء السودان في مرحلة مابعد الحرب وأبدى تقديره لما قام به الإعلام الوطني من دور كبير في ساحات ميدان الكلمة ٠٠
*️⃣ وفي الختام يجب أن نرسل رسالة إلى اباء الجنود الذين يقاتلون مع ال دقلو وللادارة الأهلية والحواضن الاجتماعية ان ال دقلو يستعملونكم وما ان يقضوا حاجتهم منكم سيلقوا بكم في عرض الطريق والعاقل من اتعظ بغيره فأنتم لاحظتم كيف هرب الضباط من الماهرية وأولاد منصور من مصفاة الجيلي وتركوا الجنود يواجهون مصيرهم ٠٠ فمن الحكمة ان تفهموا ان الوضع الآن في الميدان العسكري قد تغير تماما وان القوات المسلحة ليس كما كانت بالأمس والوضع الان لن يجدي معه إلا الاستسلام والاستفادة من عفو القائد العام هذا بالنسبة للجنود المغرر بهم اما بالنسبة للقادة فليس لهم من سبيل إلا المحاسبة والعقاب الذي يوازي حجم الجرم الذي ارتكبوه في حق الوطن والمواطن وهذا مانراه قريبا وقريبا جدا بإذن الله تعالى٠٠
الخرطوم الحاج الشكري