رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب كابلي في قلوبنا و( اليوم نرفع راية استقلالنا ) !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
كابلي في قلوبنا و( اليوم نرفع راية استقلالنا ) !!
إنها درة في سجلات تأريخنا الناصع ، كتبها الدكتور عبدالواحد عبدالله يوسف وغناها الموسيقار الراحل محمد وردي فأصبحت صنوا للسلام الجمهوري السوداني ۔
ويقول شاعرها الدكتور الراحل عبدالواحد عبدالله يوسف أنه في سنة 1959 كان طالبا في جامعة الخرطوم ومن ضمن تحضيرات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم تم الاعلان عن أنه تم فتح باب المشاركات من الأدبية للطلاب ليشاركوا بها في احتفال الاتحاد بأعياد الاستقلال في الأول من يناير 1960م
د. عبدالواحد جلس ليلتين يكتب تلك القصيدة الرائعة وقدمها للاتحاد وحازت على اعجاب المسؤولين .. فغناها كورال الاتحاد في الاحتفال .. وهاجت مشاعر الجميع طلاب وجمهور وفي مقدمتهم الفنان خضر بشير الذي كان صديقا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم
فقدمت الأغنية للفنان الشاب حينها محمد وردي وقام بتلحينها وأداها في إذاعة أم درمان ، وعندما قرر عبود (بيع) حلفا بالموافقة على بناء خزان ناصر في مصر ( السد العالي ) وإغراق حلفا .. كان وردي في مقدمة المعارضين لهذا القرار .. فتم سجنه وحظرت جميع أغانيه وتسجيلاته
إلى أن جاءت ثورة أكتوبر 1964م المجيدة وفك الحظر عن الحرية والأحرار
ومنذ ذلك الحين … كل الشعب السوداني يغني في الأول من يناير اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا ..
ويقول الدكتور عبدالواحد عبدالله في كلمات اغنيته الخالدة :
اليوم نرفع راية استقلالنا
ويسطر التاريخ مولد شعبنا
يا إخوتي غنو لنا اليوم
يا نيلنا ..
يا أرضنا الخضراء يا حقل السنا
يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنا
يا إخوتي غنو لنا اليوم
كرري ..
كرري تحدث عن رجال كلأسود الضارية
خاضو اللهيب وشتتو كتل الغزاة الباغية
والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية
ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية
يا إخوتي غنو لنا اليوم
وليذكر التارخ أبطلا لنا
عبد اللطيف وصحبهو
غرسو النواة الطاهرة
ونفوسهم فاضت حماسا كالبحار الزاخرة
من أجلنا سادو المنون
ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون
غنو لهم يا إخوتي ولتحيا ذكرى التاريخ
يا إخوتي غنو لنا اليوم
إني أنا السودان أرض السؤدد هذه يدي
ملأى بألوان الورود قطفتها من معبدي
من قلب إفريقيا التي داست حصون المعتدي
خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد
فأنا بها وأنا لها
وسأكون أول مقتدي
يا إخوتي غنو لنا ۔
( 2 )
في يوم الخميس الثاني من ديسمبر من العام 2021 م ، رحل ملك الطرب المعتق والاغنيات المموسقة الفنان الرمز عبد الكريم الكابلي بالولايات المتحدة الامريكية ، وتقول سيرته الموثقة
(( ولد الكابلي في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر في عام 1932، والده عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن وتزوج بمدينة القلابات من صفية ابنة الشريف أحمد محمد نور زروق من أشراف مكة الذين هاجروا إلى المغرب ثم جاؤوا للسودان لنشر الدعوة الإسلامية . نشأ وشبَّ في مرتع صباه ما بين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف والجزيرة خصوصا منطقة أبوقوتة وكسلا
تلقى دراسته بخلوة الشيخ الشريف الهادي والمرحلة الأولية والوسطى بمدينة بورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة أم درمان بكلية التجارة الصغرى ( لمدة عامين )
وبعد أن تخرج منها التحق بالمصلحة القضائيه بالخرطوم وتعيّن في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم وذلك في العام 1951م وعمل بها لمدة أربعة سنوات ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاثة سنوات إلى أن تم نقله مرة أخرى إلى مدينة الخرطوم واستمر بها حتى وصل إلى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977 م و بعد ذلك هاجر إلى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجما في مدينة الرياض في العام 1978 م ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد إلى السودان في العام 1981 م ليواصل رحلته الإبداعية مرة أخرى
بدأ الغناء منذ الثامنة عشر من عمره، وظلَّ يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية نوفمبر عام 1960 عندما تغني برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وأفريقيا بحضور الرئيس عبد الناصر الذي أغرم به عبد الكريم الكابلي وكان من مناصريه
في العام 1974 سافر إلى أمريكا في جولة غنائية، وقام -آنذاك- بإلقاء محاضرات ودراسات في التراث السوداني في العديد من الدول العربية والأوربية. كما تم تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة .
له الكثير من الأغنيات التي تربّعت على عرش الأغنيات في السودان منها:
حبيبة عمري ، أنشودة آسيا وأفريقيا ، يا ضنين الوعد ، أراك عصي الدمع ، أكاد لا اصدق ، زمان الناس ، حبك للناس ، شمعة ، دناب ولماذا ، ثم
معذوفة لدرويش متجول، للشاعر محمد مفتاح الفيتورى، يا أغلى من نفسي للشاعر عبد الوهاب هلاوي وألحان أسماء حمزة . رحل الكابلي مبكيا عليه من جموع اهل السودان . رحمه الله وارضاه ۔
خروج أخير
مازلنا في انتظار اعلان حكومة البروف كامل ادريس التكنوقراطية ، فقد اضحى الالف جنيه يساوي ست ارغفة عوضا عن سبع ، والكهرباء مستمرة في الغياب الطويل ، إذ كانت تغيب لاثنتي عشرة ساعة والآن تمادت في غيها واضحت تختفي لخمسة عشر ساعة كاملة وتطل لثلاث ساعات فثط دون اكتراث لأي شئ ۔