رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب إعلان ترامب .. إعلان بلفور.. وضاعت القدس الى الأبد

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
إعلان ترامب .. إعلان بلفور.. وضاعت القدس الى الأبد !!
ويغني المطرب العراقي الأشهر كاظم الساهر بكلماته وألحانه وصوته العذب المبحوح ، بعد أن أثخنت أمة الإسلام الجروح ، وترادفت الأوجاع والآلام جبالا في قلوب غفلت فأطلقت ما أمسكت ، ووهنت بعد أن قويت ، وركعت للدينار والأوتار والخمر ، ونست إن وعد الله الجنة ، فدمرها الفجور والشقاق والنفاق ، لتضيع المدينة المقدسة الى الأبد ، بعد أن أعلنها سكير أمريكا الأعظم بالأمس عاصمة أبدية لإسرائيل ، فبكى الشعراء والفنانون والموسيقيون ورددوا خلف كاظم الساهر مرثيته الموجعة :
يا قدس يا مدينة السماء .. أراك في ثوب من الدماء
يحيطك الظلام يا حبيبتي .. وكنت فينا منبع الضياء
ويغرس الباطل فيك نابه .. ويستجير الحق بالفدائي
أنا هنا
يقولها مكبر ومقرئ السلام للعذراء ..أنا هنا
ومسجدي لي شاهد وهذه كنيستي إزائي
القدس ذي مدينتي .. حبيبتي .. وجهي جبيني عزتي إبائي
وإنها لو شئت أن تسمعها .. تلاوة من سورة الإسراء
سبحان من أسرى بذات المصطفى ليلاً إلى الأقصى القريب النائي
ذاك الذي ما حوله مبارك هذا كلام الله لا غنائي
الله أكبر .. كبروا الله أكبر
تستاهل التقبيل أيد حملت .. حجارة التحرير والفداء
هنا فلسطين وهذي قدسنا .. كالروح أغلى ما لدى الأحياء ..
نعم بالأمس القريب فعلها مجنون أمريكا ترامب وحقق لليهود ما كانوا يصبون إليه منذ لحظة إحتلالهم لفسلطين السليبة في العام 1948 م تنفيذ لمقررات وعد بلفور المشؤم ، حقق ترامب للكيان الصهيوني آخر أمانيه الداخلية ، وأول مراحل إنطلاق أمانيه التوسعية ، ليحتل أرض العروبة والإسلام من الفرات الى النيل ليخرس ألسنة قادة العرب الذين نجحوا في تقتيل شعوبهم والتنكيل بهم ، الذين نجحوا في الفرقة والشتات فيما بينهم فإندق بينهم عطر منشم ، الذين تفوقوا على غير المسلمين في تعظيم الحياة الدنيا فبنوا القصور الشوامخ ، وعاشوا حياة الترف والمجون إلى اقصى مداها ، فكيف بهم يفكرون في تحرير فلسيطين وهم غير قادرين على تحرير أنفسهم من أسر الغواني والجميلات من بنات الفرنجة على الشواطئ الأوروبية والأمريكية حائزين على الدكتوراة في الفحولة .
فقد تشجع أفشل رئيس أمريكي حتى الآن ليعلن القدس عاصمة للصهاينة ، فهل كان أسلافه جبناء ؟ أم كانوا أولياء ؟ ، لا هذا ولا ذاك ، ولكن تاجر الأدخنة والخمور ترامب لم يجد قائدا عربيا أو إسلاميا واحدا يخافه دون إستثناء ، بعد أن مضى عرفات وصدام والقذافي ورفيق الحريري وحافظ الأسد وجمال عبدالناصر والسادات والحبيب برقيبة وأحمد بن بيلا ومعاوية ولد داده والشيخ زايد بن سلطان والملك فيصل بن عبدالعزيز وقابوس بن سعيد وصباح الأحمد وخليفة بن حمد والملك الحسن الثاني والملك الحسين بن طلال وضياء الحق وبرهان الدين رباني، وجوهر دوداييف ونميري، فمنح السودان ( صكا فارغا ) أسمه عصا رفع العقوبات ليكون ( مؤدبا ) ولا يثير القلاقل رغم مشاركته المشؤومة في حرب اليمن إنابة عن محمد بن زايد وزمرته من وجهاء السنيين الذي يقضون إجازاتهم في جزر البهاماس ليموت الأسود السود من أجل دحر المد الشيعي وتلك هي ( العمالة ) .
فعلها ترامب وهو يغني ويرقص ويشرب نخب الإنتصار الكبير منتظرا أصبعا عربيا أو إسلاميا واحدا يرفع رفضا لقراره ليدمر ماتبقي من النساء والعجزة والأطفال .. فهنيئا لكم بالتكنولوجيا الأمريكية يا بن زايد وزمرته من ملوك وزعماء الطوائف، وللقدس رب يحميها، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ولا نامت أعين الجبناء يا إبن الوليد .
فأمريكا هي التي صنعت القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبوكو حرام لتشوه وجه الإسلام الناصع ، وهي التي أوعزت لأشقياء دولة جنوب السودان بالإنفصال فصدقوها وعادوا الى السودان يحملون ( قرعاتهم) من أجل لقمة خبز بعد أن فشلوا في زراعة فدان واحد من الذرة ، أمريكا هي التي صنعت الجحيم العربي المسمى زورا وبهتانا بـ( الربيع العربي ) فدمرت طرابلس وحلب وصنعاء وأخرجت تونس الخضراء من السياحة وقلقلت صفاء الجزائر والسودان لتستبيح غزة الصابرة ومزقتها شر ممزق ولكن هيهات ، فتيمموا شطر القدس جميعكم وإلا فإن ( الدور جاي عليكم كلكم ) كما قال القذافي.


