رأي
سفر الثوافي محمد عبدالله يعقوب ديمقراطية ( الجنجا ) ورحيل الروائي محمد خير عبدالله في ( جوف بطيخة
سفر الثوافي
محمد عبدالله يعقوب
ديمقراطية ( الجنجا ) ورحيل الروائي محمد خير عبدالله في ( جوف بطيخة) !!
تحت عنوان كيف تعرف عندما سُئل الأمم الفاشله ؟ نقلت لي الاستاذة علا العصامي ان الكاتب الروسي أنطون تشيخوف عندما سُئل عن طبيعة المجتمعات الفاشلة، أجاب قائلا :
(( في المجتمعات الفاشلة، يوجد ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية. تظل الغالبية بلهاء دائمًا، وتغلب العاقل باستمرار. فإذا رأيت الموضوعات التافهة تتصدر النقاشات في أحد المجتمعات، ويتصدر التافهون المشهد، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا.
فعلى سبيل المثال، الأغاني والكلمات التي لا معنى لها تجد ملايين الناس يرقصون ويرددونها، ويصبح صاحب الأغنية مشهورًا ومعروفًا ومحبوبًا. بل حتى الناس يأخذون رأيهم في شؤون المجتمع والحياة.
أما الكتاب والمؤلفون، فلا أحد يعرفهم ولا أحد يعطيهم قيمة أو وزنًا. معظم الناس يحبون التفاهة والتخدير. شخص يخدرنا ليغيّب عقولنا عنا، وشخص يضحكنا بالتفاهات، أفضل من شخص يوقظنا للواقع ويؤلمنا بالقول الحق. ولذلك فإن الديمقراطية لا تصلح للمجتمعات الجاهلة، لأن الأغلبية الجاهلة هي التي ستقرر مصيرك.! )) ۔
خروج اول
فما رأيكم سادتي في سودان ما بعد غزو الجنجويد وانشطار الحرية والتغيير ( فتيليا ) الى تقدم ثم صمود ثم الى اللحود ۔۔ فهل اتى الدعم السريع بالديمقراطية المنشودة سلبا ونهبا وتنكيلا واغتصابا وشفشفة ؟ الاحابة متاحة لجميع الاعمار من السودانيين الأحرار ۔
خروج ثان
تحت عنوان ( خبر مفجع وحزين) سطر الكاتب والروائي العالمي عبد العزيز بركة ساكن في صفحته على الفيس بوك ، احرفا حرى ، ناعيا فيها علما روائيا سودانيا مرموقا بقوله : ( رحيل الصديق الروائي الساحر والساخر محمد خير عبدالله. ذلك الرجل الذي وهب حياته للكتابة واستطاع أن يصارع المحن والأحن وجور الحياة وصلف الدكتاتور ۔
له الرحمة والمغفرة ولأصحابه وأهله ومحبيه والقراء حسن العزاء ) ۔
ونقول لله ما اعطى ولله ما أخذ وانا لله وانا اليه راجعون ۔۔ لقد كان الراحل محمد خير عبدالله ، صديقي وجاري في اسكان الصحافيين بمدينة الصفوة بأم درمان ، وظللنا لسنولت نعاني من صعوبة المواصلات ليلا عقب خروجنا من الصحف والمنتديات والملتقيات الثقافية ، ونتقاسم الجنيهات الشحيحة التي كانت في جيوبنا كل حسب ظرفه ، وكان رحمه يسكن وحيدا قي داره بلا زوجة ، واحيانا وبحسب المزاج الابداعي يقضي اسبوعا كانلا في احدى مزارع الصفوة التي تحيط بها مع مزارع تجمع بينهما صداقة ، حاملا حاسوبه ليكمل قصة ، او ليبدأ اخرى جديدة ، كان يأكل طعامه كيف ما اتفق ، و( يفجر ) بطيخته التي ابتاعها بالقرب من صاخب البطيخ ويأكل منها و( يحلف ) كل الموجودين ان يمدوا ايديهم اليها ۔۔ كان محمد خير عبدالله ، روائيا جميلا وكاتبا ساخرا وناقدا سياسيا لكل مسؤولي المنابر الثقافية من الحكوميين ، وكان لا يخشى احدا ويكيل ب( البرميل ) لمن اخطأ في حقه بمقدار ( كوز ) ماء ۔۔ رحل وهو معدم تماما ولكنه كان مستعدا لان يهب كل مالديه لأول طالب له ۔۔ رحمه واسكنع فسيح جناته ۔۔