رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب كعك العيد للوثيقة الدستورية ومغنيات نجحن في ( شوربة الكوارع ) !!
سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
كعك العيد للوثيقة الدستورية ومغنيات نجحن في ( شوربة الكوارع ) !!
مع بشريات إجازة الوثيقة الدستورية ايذانا ببناء سودان حر معافى من ويلات الحروب ، واحقاق الحقوق ورفاهية المواطن الصابر ، وشطب عبارة ( الدعم السريع ) نهائيا من سجل المواليد والوفيات ، واقصاءحملة الجنسيات المزدوجة من مراكز القرار ، علينا ان نتفيأ ظلال الثوات المسلحة و( نعمل صفا واسترح ) قليلا ونعود لاضابير الثقافة حتى ( تنجض الحلة ) بإعلان حكومة الفترة الانتقالية ل( 39 ) شهرا من الخبراء التكنوقراط ۔
فقد درج منتدى فلاح في سنوات ما قبل الحرب على كسر الروتين مرة كل شهرين للمنتدى الأسبوعي الذي يقام مساء كل أربعاء منذ تأسيس الدار في العام 1968م ( والآن اضحى متجولا يقف عليه الاستاذ ايهاب فلاح وحده بسبب الجنجويد وقلة المال ) ۔
ومن بين تلك الليالي المخالفة لنمط المنتدى ( غناء حقيبة وشعبي ) كانت تلك الليلة ، وهي التي تألق فيها الفنان الرمز محمود تاور بين خمس من المغنيات ، وطرح فيها الملحن الفنان عماد يوسف تجربته اللحنية والفنية وسط حضور جماهيري كبير نصفه من النساء أيضا ، وهي الأمسية التي رعاها أبناء الجموعية وكرَّمت فيها دار فلاح الشيخ أبوكساوي معتمد أم درمان الاسبق ودرية حسن والشاعر الكبير إسحاق الحلنقي كان حاضرا وهو الذي لحن له المحتفى بتجربته الفنية ، العديد من الأغنيات التي صاغها شعراً، وتحدث الحلنقي عن عماد يوسف الملحن ثم المطرب ووصفه بالمجيد لصنعته وأن ألحانه تجد القبول لدى الجمهور
وفي الليلة ( المخالفة ) انداحت المطربات منى الزينة ، رشا هاشم الشهيرة بـ( رشا الخور) شريفة النور، أمنية وفهيمة عبد الله غناءً عذباً من ألحان عماد يوسف ، أما الفنانة فهيمة فقد قدمت ثلاث أغنيات من كلمات الحلنقي وأجادت حسب تيرموميتر الجمهور فيما قلَّل النقاد من جودة أداء بقية المطربات عدا منى الزينة ورشا الخور ،
والزملاء أستاذنا شيخ النقاد الفنيين الراحل ميرغني البكري وسراج النعيم ، عبد الباقي خالد عبيد وعثمان وني كانوا يشكلون حضوراً أنيقاً ،
فيما علَّق الجمهور على هيئة المطربات المشاركات اللائي أسرفن في زينتهن بالحُلى والمجوهرات والثياب الثمينة بـ( بنات حلاوة مولد ) ، فيما ظهرت فهيمة عبد الله في ( حلة سودانية أصيلة ) لفتت إليها الأنظار رغم بساطتها ولكن أحد النُّقاد قال حينها إن عماد يوسف عرف أقصر الطرق للوصول إلى الجمهور عبر تخصيص ألحانه للمطربات بالرغم من أن أجمل أغنياته في تلك الليلة أداها المطرب الكبير محمود تاور الذي طالبه الجمهور بالمزيد ،
والآن بعد سنوات تساقطت جميع المطربات المشاركات في الليلة إلا فهيمة كما توقع الجمهور ، فإن نجم الفنانة فهيمة عبدالله قد توهج وأخذت مكانها بين الكبار ، وصدقت تكهنات النقاد بأن الوصول السريع للجمهور يعني التدحرج السريع نحو القاع دون التمكن من الصعود مرة أخري ك( الدعم السريع تماما ) ،فإين رميساء رمضان وننوسة ، بل أين حنان الواحة وحواء أم درمان وحتى نجاة غرزة وتهاني وزبيدة الإنقاذ وآمال بابو وفاطمة جمكو والعديد ممن دخلن الساحة الغنائية بلا أدوات وأنتج لهن السناري والبدوي ألبومات لاقت رواجا في شهرها الأول ومن ثم تم بيعها بالكيلو في دلالة حلايب نسبة لموت أشرطة الكاسيت المغبورة ، حتى أن أحد أصدقائي قال لي ( بتعرف فلانة الفنانة والله خلت الغنا وبقت تعمل كوارع وعملت الجمهور الكانت بتحلم بيهو صفوف صفوف )
.
(2)
هي أجواء ساحرة ومهيبة وجميلة ، إذ أوشكنا أن نستقبل شهر رمضان المعظم ومن بعده عيد الفطر المبارك بعد حين من الأيام لا الشهور ، وهاهي عجلة الذكريات تعود بنا الى الوراء لأكثر من أربعين عاما ، وهذه المواقف ( الأربعينية ) جالت بخاطري عندما طلبت مني زميلتي بأن اعد مادة للمنوعات عن الخبائز في الماضي او (الكعك ) بأشكاله المتعددة مقارنة بالصنفين المفروضين على الناس عبر محلات الحلويات الراقية الآن اذ ماعادت جل نساء ولاية الخرطوم يخبزن أويعسن الكسرة ايضا.
واقول انني كنت افضل الكعك الذي تقوم باعداده خالتي حواء بحي شجرة ماحي بك في الخرطوم قبل ان تنتقل الى اللاماب بحر ابيض في بداية تسعينات القرن الماضي وذلك بالرغم من ان امي تعد من امهر النساء في ام درمان في المطبخ من حيث المعجنات والمحمرات والمفروكات قاطبة ولكن كعك خالتي كان ذا نكهة مختلفة تفوح منه رائحة الكمون الاسود الذكية خاصة اذا اكلته مع شاي اللبن الاصلي – لبن فاير ويوضع فيه شاي حب فقط – .
لقد اختلفت مظاهر العيد القديمة واختفت اكياس الاطفال المملؤة بالحلوى والبلح والكعك والبسكويت وهم يجمعون العيديات من بيوت الجيران واختفت فكة الاعمام والخيلان وهم ينقدون الأطفال بالشلن والريال لانها عطية عيد وليست كالايام العادية بالقرش والتعريفة .اما الترويح ( الفسحة ) فكان في حدائق مايو نهارا وعصرا وفي الليل كنا نذهب الى سينمات بانت ،امدرمان ، الوطنية ام درمان ، العرضة ، الوطنية غرب ، النيلين ، حلفايا ، النيل الازرق وبحري ، كوبر و الثورة احيانا، وذلك حسب قوة الفيلم المعروض خاصة اذا كان كابوي او حربي ولكننا نادرا ماكنا نحتفي بالافلام الهندية او العربية ، وأقول لكم قبل رفع تكبيرات عيد الفطر المبارك القادم بقوة ، كل عام وانتم بخير ، بلا مال ، وبلا كعك وبلا سينمات وبلا حدائق مايو وبلا غناء اصيل وبلا عيديات وبلا جنجويد حتى ، اللهم اغفر لعبادك اهل السودان بقدر ماتبدلت احوالهم وما ذاقوه من فقر وجوع وعوز، واخلف لهم من بعد صبرهم حكومة رشيدة ، ومالا جزيلا في كل جيب سوداني دون فرز .
(3)
هل إستعد ديوان الزكاة الإتحادي والولائي لتوفير افطار الصائم لعدد مقدر من من مواطني الخرطوم النازحين والمقيمين على السواء .. نأمل ذلك .