Uncategorizedرأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب هجرة مع الشماشي و( ضحكات ) ابوعبيدة عطاية الله الي دنقلا حاضرة القراصة بالدمعة !!
سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
هجرة مع الشماشي و( ضحكات ) ابوعبيدة عطاية الله الى دنقلا حاضرة القراصة بالدمعة !!
دخلنا مدينة دنقلا في يوم صائف من العام 2018 ، فرحبت بنا بـ( القراصة ) واحد بوصة و( دمعة ) الدجاج ( المكربة ) وكرم أهل الشمال المنداح دوما وطيبتهم وعفويتهم الأصيلة ، لنحل ضيوفا عليهم، برفقة نفر عزيز من أهل الإبداع في مجالات الدراما والغناء والموسيلى والعرائس والإكروبات والفنون الشعبية ، إذ اسيرت وزارة الثقافة الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والاعلام والسياحة بالولاية الشمالية قافلة ثقافية إلى محليات الولاية الشمالية في اطار الاسبوع الثقافي التعريفي بمشروع دنقلا عاصمة الثقافة السودانية واشتملت القافلة على ورش تدريبية في مجالات الأداء التمثيلي والأداء الموسيقي بجانب فعاليات ثقافية تشمل عروض مسرحية واكروبات ومسرح عرائس وليالي ثقافية أحياها عدد من فناني المركز والولاية بعدد من محليات الولاية الشمالية .
وشارك عدد من المختصين بهذه القافلة ومنهم د. صالح عبد القادر و الدكتور عبد الله حسب الرسول ( الشماشي ) بورشة تدريبية في فنون الاداء المسرحي والدرامي، بجانب بعض اساتذة كلية الموسيقي والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، ومنهم د. الدرديري محمد الشيخ ود. بهاء الدين هاشم بورشة تدريبية في فنون الاداء الموسيقى وغيرها من المناشط التي ( سبكها) وكيل الثقافة ( الضاخك دوما ) الاستاذ ابوعبيدة عطاية الله .
وفي سياحة تاريخية في هذه الولاية الرقم نقف على مشارف حاضرتها مدينة دنقلا التي ظلت عاصمة منذ تأسيسها وحتي تاريخ اليوم، وتقول المراجع التاريخية أن المماليك الفارين من مصر هرباً من بطش محمد علي باشا بعد مذبحة القلعة الشهيرة هم من اسسها ، وأسموها دنقلاالأوردي، تمييزا لها عن دنقلا العجوز والتي كانت حاضرة للممالك النوبية المسيحية، ودنقلا العجوز حالياً هي قرية صغيرة علي ضفاف النيل وقد تم تغيير اسمها من دنقلا العجوز الي الغدار وتوجد بها آثار تاريخية قديمة ,أما حاضرة الولاية دنقلا فتكتب هكذا – دنقلا الأردي – كما في الأوراق الرسمية منذ زمن الحكم التركي المصري كما موجود في محكمة دنقلا الكبيرة, واستمرت عاصمة وحاضرة للولاية حيث كان يسكنها المفتش الإنجليزي في عهد الاستعمار، وكان سكنه في السراي الحالية بمدينة دنقلا – تم تحويلها الي مدرسة ثانوية للبنات – ومكتبه في مبني الولاية الحالي علي ضفاف النيل، وما زالت في المدينة مقابرهم في مكان مخصص الي اليوم جوار مجمع المحاكم بالقرب من مقابر المسلمين (مقابر حاج منصور) بدنقلا العرضي، والاردي كلمة ليست عربية وليست نوبية ومعناها المعسكر أو الحامية, وقد تكون كلمة تركية – بحسب المؤرخين .
وتتكون الولاية الشمالية من محليات القولد ، البرقيق ، دنقلا ، حلفا ، دلقو ، مروي ومحلية الدبة ويقول التاريخ أن من مدن الولاية التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري مدينة ( كرمة ) ويعتقد بعض الباحثين السويسرييين أنها من أول التجمعات البشرية في التاريخ، وكانت من أهم عواصم الممالك النوبية القديمة. افتتح بها متحف كرمة للحضارة النوبية في 19 يناير 2008. الجدير بالذكر ان البروفيسور شارلس بونيه السويسرى الجنسية والمتخصص في التاريخ والحضارات القديمة والمقيم بالمنطقة منذ اربعين عاما هو المشرف على المتحف ، ومروى من المدن التاريخية التي يعود عهدها إلى الحضارة النوبية القديمة، ومحاطة بالاثار التاريخية الهامة والمتنوعة بين الحضارة ومن أهم المناطق الأثرية، جبل البركل ونورى والكرو ، بجانب عبري ووادي حلفا ودنقلا ولكننا لن نغفل جزيرة صاي التي تغنى لها شاعرها الماركسي الراحل جيلي عبدالرحمن بقصيدته التي حفظناها عن ظهر قلب في المدارس الإبتدائية ( هجرة إلى صاي ) إذ يقول :
وقفنا على الشط والذكريات بقلب المعذب والشاعر
وقبلن أمي في وجهها ولوحن للمركب الزاخر
وعمي يبلل رأسي الصغير بريق الفم اللاهث الفاتر
ولحيته شوكت وجنتي وداعب شاربه ناظري
وقال وفي مقلتيه دموع نزلن غذارا على خده
وفي قلبه امنيات حيارى يناجي بها الليل في مهده
بنى اذا ما وصلت بخير واعطاكم الله من عنده
فقل لابيك تذكر أخاك .. تذكره دوماً على بعده ۔