سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب مستشفى (الراجحي).. حلم أمبدة الجميل الذي دنسته مليشيا الجنجويد !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
مستشفى (الراجحي).. حلم أمبدة الجميل الذي دنسته مليشيا الجنجويد !!
قبل وصول الإنقاذ لسدة الحكم في السودان ، كانت هناك مناطق داخل العاصمة الخرطوم مصنفة تحت مسمى ( خطر للغاية) ومن بين هذه المناطق كانت محلية أمبدة الحالية ورغم تغيير إسمها بـ( أم درمان الجديدة) ابان العهد المايوي ثم أعيد إليها كما كان ، إلا أن كل السوالب كانت بها ومعظم أحيائها كانت عشوائية، عدى الحارات من الأولى وحتى العاشرة كانت مخططة دون خدمات في معظمها ، وشهدت المنطقة ثورة تخطيطية في عهد الوزير المهندس ( الشاطر ) شرف الدين بانقا وتوالت الإصلاحات حتى بلغت مربعات دار السلام وعالجت ولاية الخرطوم بولاتها المتعاقبون ماتبقى من السكن العشوائي في الحلة الجديدة وهاهي بدأت في اعادة تخطيط نيفاشا وبقية القرى المتفرقة ولكن هجوم آل دقلو ومليشياتهم على كل محفل في ولاية الخرطوم الصامدة عمل على تأخير مسيرة الاصلاح، وبعد حين ستنتهي الحرب ، وتبدأ ثورة العمران من جديد، ، تصبح أمبدة عنوانا للحضارة والرقي.
فقد احتفلت امبدة قبيل اندلاع الحرب المسعورة بعامين بإفتتاح أكبر وأحدث مستشفى تخصصي بها ليكون رديفا لمستشفاها النموذجي الذي أعيد تأهيله قبل سنوات، ليدخل مستشفي الدكتور محمد بن صالح الراجحي الخيري بامبدة دارالسلام بمربع (12) الخدمة على يد الرئيس السابق البشير، لينهي آلام وأوجاع آلاف الحوامل والمرضى الذين كانوا يقطعون عشرات الكيلومترات للحصول على الرعاية الصحية بمستشفى أم درمان التعليمي ومستشفى الولادة ( الدايات) ، وقد زرت هذا الصرح الإستشفائي الكبير،قبيل افتتاحة بيوم بمعية الزميل كمال يحي، مدير اعلام محلية امبدة آنذاك،، وعلمت من المهندس المنفذ أن مساحةالمبني الكلية هي 12 الف متر مربع ، بينما مساحة المباني بلغت 4500 مترا مربعا ، وهو مكون من طابقين(ارضي وطابق اول) فيما اساس المبني يسمح بالبناء حتى سبع طوابق وقد بلغت تكلفة بنائه إثنان مليون وثمانمائة وخمسون ألف دولار أمريكي .
وحوى المستشفى العديد من الأقسام ففي الطابق الارضي قسم الطوارئ والاصابات (الحوادث) الحالات الحرجة- الاصابات – الازمة- الجبص- العملية الصغيرة- عملية الخراجات- طبيب اسرة- متابعة اطفال- اخصائي طب طوارئ- صيدلية طوارئ- موجات صوتية ورسم قلب – عنبراقامة قصيرة . وايضا هناك مجمع للمختبرات الطبية به معمل امراض الدم- معمل الكيمياء السريرية- المعمل العام (الروتيني) بنك الدم ، أما مجمع التصوير الطبي فيشمل الاشعة السينية – الموجات الصوتية
وفيها مجمع عيادات الاستشاريين والعيادات المحولة بجانب كل هذا فهناك ست عيادات مجهزة كاملة ومجمع آخر لعيادة الاسنان به اخصائي اسنان – عيادة الاسنان- اشعة الاسنان بالاضافة الى قاعة التدريب الكبري ، أما العناية المكثفة فتضم عدد خمسة اسرة مجهزة بكامل معدات العناية المكثفة ثم العناية الوسيطة بعدد خمسة اسرة ايضا ، وهناك مجمع لغسيل الكلي به ست مكنات غسيل كلوي، ومركز لمعالجة المياه ، ومكتب لإختصاصي الكلي ، وصيدلية الدواء الدائري بجانب مكاتب للأدوية .
فيما جمع الطابق الاول عدد من المهام ، إذ فيه مجمع العيادات وعمليات النساء والتوليد، عمليات الجراحة العامة ، عمليات جراحة العظام والعناية المكثفة، بجانب مجمع حضانات حديثي الولادة ويشمل عنابر ماقبل الولادة ، عنابر الولادة ، عنابر مابعد الولادة وغرفة الاكلامسيا وتراصت في هذا الطابق عنابر النساء (جراحة – باطنية) ، عنبر باطنية رجال ، عنبر اطفال عام ، عنبر اطفال جهاز تنفسي ، مكتب اختصاصي الاطفال ، جناح تنويم الرجال(غرفة خاصة)عدد(24)غرفة ، جناح تنويم النساء(غرفة خاصة)عدد(14)غرفة ، بجانب المجمع الاداري والسعة السريرية للمستشفى هي 140سريرا زائدا الحوادث والعنايات ويبعد عن مستشفي ام درمان التعليمي بحوالى 15 كيلومترا وعن مستشفي امبدة النموزجي بحوالى ثماني كيلومترات ونفذته سرابيل الهندسية .
فطوبى لحوامل أمبدة ومرضاها الذين كانوا يقطعون الفيافي للحصول على العلاج وطوبى لهم بمعتمدهم ومديرها التنفيذي الذي اصبح واليا للخرطوم الآن وهو الاستاذ احمد عثمان حمزة الذي ظل بينهم دائما في الأفراح والأتراح ولا يخشى إلا الله والشكر والتقدير عاما بعد عام للمحسن السعودي الدكتور محمد بن صالح الراجحي الذي بنى مستشفاه في المكان (الصاح) لأن مواطن أمبدة يحتاج للمزيد من الخدمات لرفع الغبن المتوارث عنه .
خروج أخير
ظل هذا المستشفى الكبير، طوال فترة الحرب تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع يجلون اليه جرحاهم وقتلاهم وقد اضحى الآن بائس جدا، وربما تم نقل العديد من اجهزته الغالية الى دول الجوار بعد تقدم القوات المسلحة واذرعها غربا وهي تنظف المحلية ذات المليوني مواطن من دنس التمرد ، عليه نأمل ان يعيد الوالي احمد عثمان حمزة الألق الى مستشفاه الذي اشرف على تشييده من قبل لتنعم امبدة بجوهرتها العالية ( مستشفى الراجحي النموذجي) .