رأي

د.مبارك الصديق يكتب: مشروع استغلال ثمرة اللالوب في الصناعة

د.مبارك الصديق يكتب:
مشروع استغلال ثمرة اللالوب في الصناعة

مشروع إستغلال ثمرة اللالوب فى الصناعة و الذى قام بتنفيذه مركز البحوث و الإستشارات الصناعية تحت رعاية و تمويل منظمة اليونيدو تجاوز ال {500} ألف دولار فى كل مراحله التى إستغرقت زهاء العشر سنوات إبتداءا من مرحلة المسح الميدانى لمناطق إنتاج الثمرة بولايتى النيل الأزرق و جنوب كردفان و إنتهاءا بإجراء دراسة الجدوى الفنية و الإقتصادية المفصلة تفصيلا دقيقا شمل حتى ال layout للمصنع الذى أُقترح له أن يكون مقره بمدينة أبى جبيهة كما يمكن تنفيذه فى موقع آخر حسب توفر الثمرة.
هذه الثمرة لم أشاهد مثيلا لها خلال فترة عملى فى مجال البحوث التى تجاوزت الثلاثين عاما من حيث عدد المنتجات التى يمكن أن تستخرج منها.
أذ أنه يمكن أن تُنتج من لب الثمرة مادة أولية لتصنيع أدوية غالية الثمن steroids.
كما يمكن أن يُنتج منها عصير سكر مركز sugar syrup أحلى من ال glucose syrup الذى يستورد من الخارج.
كما يمكن أن ينتج من نواة الثمرة زيت طعام معروف منذ قديم الزمان بمناطق جنوب كردفان و جنوب النيل الأزرق و يمكن أن يستخدم أيضا فى مستحضرات التجميل.
و بالطبع فإن الناتج الجانبى لإنتاج الزيت هو الكسب ( الأمباز).
و هو غنى بالبروتين كما أثبتت تجارب إستخدامه فى تسمين الضأن.
أما خشبة الثمرة فيمكن أن تكون مصدر طاقة للمصنع مثل ما يستعمل البقاس فى إنتاج الطاقة بمصانع السكر.
تبنت شركة سكر كنانة في وقت مضى ابان فترة الأستاذ محمد المرضى التجانى منصب العضو المنتدب للشركة الذى أبدى حماسا كبيرا لحظتها لتنفيذ هذا المشروع بالشركة و عقد لنا إجتماعا برئاسة الشركة مع إثنين ممن يملكون مشاريع بمنطقة جنوب النيل الأزرق.
آمل أن تتواصل الجهود باغتنام الفرصة الحالية فى الشراكة مع منظمة اليونيدو بان تطلب وزارة الصناعة عونا فنيا لتنفيذ هذا المشروع خاصة و شخصى الضعيف يحتفظ بنسخ تفاصيل هذا المشروع بحكم صلتى الوثيقة به منذ أن كان مشروع تخرج فى الجامعة و حتى إعداد دراسة الجدوى الفنية و الإقتصادية التى أعدها مركز البحوث و الإستشارات و التى أجازتها منظمة اليونيدو.
ونشير الي ان ثمرة اللالوب تتكون من أربعة أجزاء :
١) القشرة الخارجية و تصل نسبتها أحيانا ال ٢٠ % من وزن الثمرة و هى عبارة عن مادة سليولوزية.
٢) لب الثمرة و تمثل نسبته حوالى ٣٠ % من وزن الثمرة.
يحتوى اللب على مادة steroidal saponins و هى مادة أولية لتصنيع أدوية غالية الثمن steroid.
يمكن فصلها و تصديرها فى الوقت الحالى.
كما يحتوى اللب على خليط من سكرى الجلوكوز و الفروكتوز المعروف بسكر الفاكهة.
تصل نسبة هذا الخليط الى حوالى ١٣ % من وزن الثمرة و هذه نسبة تضاهى نسبة السكر فى قصب السكر.
خلطة السكر أعلاه أحلى من سكر الجلوكوز لوحده الذى يستعمل فى صناعة الحلويات و الطحنية نسبة لإحتوائها على سكر الفروكتوز الذى هو أحلى من سكر الجلوكوز و السكر العادى ( سكروز ).
٣) خشبة الثمرة و تشكل حوالى ٤٠ % من وزن الثمرة و يمكن أن تستعمل كوقود للمصنع مثلها فى ذلك مثل البقاس الذى يستخدم كوقود لتوليد الطاقة لمصانع السكر.
٤) نواة الثمرة و تشكل نسبة ١٠ % من وزن الثمرة.
تحتوى النواة على زيت تبلغ نسبته فى المتوسط ٤٦ % من وزن النواة و هذه نسبة تضاهى نسبة الزيت فى الفول السودانى و هو زيت طعام كما ذكرت آنفا و يمكن إستعماله فى مسحضرات التجميل.
كما تحتوى النواة على بروتين غنى لتغذية الإنسان و الحيوان.
و قد أثبتت التجارب التى أجريت أن أمباز النواة بعد إنتاج الزيت صالح لتغذية الضان.
يمكن الإستفادة من قشرة الثمرة بخلطها مع الأمباز و المولاس الناتج من إنتاج السكر لإنتاج العلف.
هذه باختصار فوائد ثمرة اللالوب.
وقد أثبتت الدراسة التي اعدت كما ذكرت جدوى المشروع فنيا و اقتصاديا.
واذ اسطر هذا المقال ارجو ان اشيد قبل ختامه بالجهود التي تبذل من قبل المنظمة الدولية للتنمية الصناعية (اليونيدو) بالخرطوم بالتعاون مع شركة سكر كنانة ممثلة في عضوها الحالي الأستاذ عبد الرؤوف ميرغني عبد الرحمن من اجل ان يرى المشروع النور قريبا ليعود نفعه على قطاعنا الصناعي بالسودان واقتصادنا الوطني ولرفع الفقر والعوز عن كثير من سكان بلادنا المترامية نالأطراف الغنية بمواردها رغم مأاحدثته الحرب اللعينة من خراب ودمار فيها ،، كما يمتد الثناء والتقدير للعضو المنتدب الأسبق لشركة سكر كنانة الأستاذ محمد المرضي التجاني الذي ابدى حماسا كبيرا وقتها لتنفيذ المشروع.
وختاما اسوق تهانينا القلبية الصادقة (لمنبر الصناعة) والقائمين على امره المنبر الهادف الذى اسهم في دفع فكرة المشروع و المنبر الذي جمع كل المختصين والمسؤولين والعلماء والخبراء والباحثين في القطاعين العام والخاص والمشترك والذي يمثل في تقديري استشارية كبيرة لقطاعنا الصناعي للنهوض به الي آفاق بعيدة المدى بعد ايقاف الحرب اللعينة واعادة.اعمار القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق