رأي

رحل عمي الذي كرمه رؤساء السودان نقطة وسطر جديد الحاج الشكري

رحل عمي الذي كرمه رؤساء السودان
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري

*️⃣ تلقيت خبر وفاة عمي شقيق الوالد الحاج إدريس الشكري بحزن عميق حيث رنة هاتفي بعد الواحدة صباحا وما ان نظرت إلى الرقم وعرفت انه رقم شقيقي الأصغر ياسر حينها أدرك بدون شك أن هناك شيء غير سار قد حدث وسط الأهل وقد كان ٠٠ اخبرني اخي ياسر بصوت يكاد يكون معدوم من أثر الحزن والبكاء ٠٠ ابوك الحاج إدريس توفى إلى رحمة مولاه قبل قليل منذ تلك اللحظة فارق النوم عيني ودخلت في موجة بكاء إلى أن أشرقت الأرض بنور ربها٠٠ كنت انوي ان اذهب الى اهلي لثلاثة ايام فقط لتلقي التعازي ومن ثم أعود لتلقى التعازي في منزلي بكرري ولكن مكثت وسط اهلي لأسبوع لكثرة المعزين في هذا الفقد الجلل ٠٠
*️⃣ كنت اكثر خوفا على والدي ان يحدث فيه هذا الفراق الابدي جرحا وحزنا عميقا وكيف لا أخشى عليه فهو شقيقه الوحيد إضافة إلى أنه يعاني من مرض السكري وتقدم العمر ومصاب بكسر في رجله اقعده عن الحركة لأكثر من عام ولكن بفضل الله تعالى وجدته متماسكا بايمان عميق حمدت الله عليه٠٠
*️⃣ رحل عمي بعد حياة حافلة بالعطا واذا كان الإنسان رحل عن الدنيا وهو يكسب ثقة الناس العاديين َالبسطاء فهو حتما يستحق الثناء والتقدير والاحترام فكيف تكون حالة عمي الذي كسب ثقة رؤساء السودان حيث كرمه بنفسه اب عاج دراج المحن الرئيس الأسبق المشير جعفر محمد نميري بحكم حصوله على أعلى إنتاجية في مشروع الرهد الزراعي وواصل رحلة الكد والاجتهاد والإرادة التي لاترضى إلا بالصدارة والتفوق فكان له ما أراد حيث كرمه الرئيس السابق المشير عمر البشير ثلاثة مرات في فترات متباعدة نال منها جوائز رئاسية منها المال والالات الزراعية وبقرة هولندية ٠٠ وكرمه مدير المشروع أكثر من مرة ٠٠ كل هذا التكريم والاكرام المتواصل يؤكد بأن الراحل كان رجلا صلبا وذو ارادة وعزيمة لاتقهر بها واصل حياته التي تجاوزت المئة عام دون أن تكسره الايام أو تقهره التحديات ٠٠نعم بقيم العزة والكبرياء والشموخ والإرادة عاش عمي حياته٠٠
*️⃣ كان الراحل مزارعا وعاش في اوساط الحقول ياكل رزقا حلالا من عرق جبينه وخدمة يمينه ٠٠ كان الراحل عاشق للزراعة وعارف بأسرارها ومدرك عواقبها ونتائجها بقراءة دقيقة وهي قراءة حب وفهم لمهنة عشقها بشغف ومع مرور السنوات وتعاقب الدهور نشأت بينه وبين الزراعة علاقة حميمة جعلت منه مزارعا محترما ومقدرا حتى من رؤساء السودان ٠٠ وعرف كل اهل المنطقة بأنه عاشق للزراعة لدرجة التصوف وهذه درجة لم يبلغها إلا أمثاله من المتصوفة٠٠ ولم يتمسك عمي بالزراعة من باب الاستسهال أو العجز بل كان في السابق تاجرا ناجحا ولكنه ذهب في طريق الزراعة أكثر من غيرها لانه عرف دروبها وتذوق طعم النجاح فيها بحصاده الجوائز الرئاسية من الات زراعية ومال نقدي وبقرة هولندية ٠٠
*️⃣ عرف عن الراحل بأنه رجل كريم وشهم وفارس باجماع أهل المنطقة وعرف عنه بأنه رجل لايرضى الضيم ولا الاستصغار ولا التهميش وهكذا هي صفات الكبار ٠٠
*️⃣ رغم ان على وجه عمي شي من ملامح القسوة إلا أن الحالة الإنسانية هي الأكثر وضوحا حيث كان قبل أن ينهكه المرض او يقعده تقدم العمر الذي تجاوز المئة عام كان اذا جائه ضيف واحد أو اثنين أو عشرة ذاد العدد أو قلة لم يتركهم إلا بعد أن يحضر اليهم خروف حنيذ متبعا بذلك سنة ابيه ابراهيم عليه السلام ٠٠نسأل الله أن يتقبل منه كل هذه الأعمال الصالحة وان يجمعنا به في الفردوس الأعلى ٠٠
*️⃣ شكرا لكل من وصل بنفسه أو هاتف أو راسل معزيا ومواسيا في فقدنا الجلل من القيادات العسكرية والسياسية والاجتماعية والاهلية ولكل الاهل والجيران والإخوان في الفاو القرية (٤)وفي أمدرمان مدينة الصحفيين ٠٠نقول لهم جزاكم الله خير الجزاء واجزل ثوابكم ونسأل الله أن لا يريكم مكروه في عزيز لديكم وفي الختام لانقول إلا مايرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون ٠٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق