رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب ذكرى الاذاعي عبد الرحمن احمد ۔۔ وكيف صرف ابوفراس وكابلي من خزينة الاذاعة !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
ذكرى الاذاعي عبد الرحمن احمد ۔۔ وكيف صرف ابوفراس وكابلي من خزينة الاذاعة !!

في الاسبوع الأخير من العام 2012م غيب الموت الاذاعي المخضرم عبدالرحمن احمد بعد صراع مع المرض وهو الذي افنى زهرة شبابه خلف مايكرفون الاذاعة الام ، يقدم الروائع من داخل وخارج السودان ويعد الراحل من جيل الإذاعيين الذين رسخوا دعائم العمل بالاذاعة السودانية
وكان صاحب مدرسة متميزة في فنون التقديم البرامجي وقراءة النشرات
الاخبارية وبرع في تنفيذ كافة قوالب العمل الاذاعي ۔
ولد في  امدرمان حى الشهداء العام 1941م . درس الأولية بمدرسة الهداية لمؤسسها الشيخ الطاهر
الشبلى ثم الموردة الأولية بعد السنه الثانية ظهرت مواهبه فى الالقاء
الشعري بالمدرسة الوسطى  بالأميرية بامدرمان فكان أحد فرسان
الجمعية الادبية و درس الثانوية بالأحفاد الثانوية التى ترأس فيها
الجمعية الادبية وأصبح ناضج الرؤية ومثقفاً لغوياً.
شارك الراحل منذ أيام دراسته بالمرحلة الأولية كمتعاون بالإذاعة إذ كان
أحد الأطفال المشاركين فى تقديم فقرات ببرامج الأطفال الذى كان يعده
الأستاذ اسماعيل المليك وكانت حوافز المشاركة حينها بسكويت وكان لوجود
شقيقه صلاح أحمد محمد صالح الإذاعي المعروف واستفادته منه وبل مصاحبته له
بالمنزل وبصحبته أصدقائه الإذاعيين والفنانين حينها ،
والتحق للعمل بالإذاعة فتم تعينيه فى أبريل 1961م لتبدأ رحلته مع الإذاعة،ومن خلالها
كان أولاً قارئاً لنشرات الأخبار بعد فترة تدريبية استمرت سته أشهر ، و
قرأ أول نشرة أخبار بتاريخ 24 أكتوبر 1961م ومنها أنطلق نحو تقديم وإعداد
البرامج،  فاعد وقدم عدد من البرامج التي ثبتت في الخارطة البرامجية
للاذاعية وابرزها  برنامج (صفحات مسموعة) و (صالة العرض) إضافة الي
برنامج (حقيبة الفن) ،كما انه أعد وقدم كذلك برنامج (أمسيتي معكم) الذى
استمر لفترة طويلة ،وقام فى العام 1972م بنقل جلسة الأمم المتحدة للإذاعة
السودانية من مقرها بنيويورك ،و   ترأس وفد الإذاعة السودانية لعدد من
الدول كمرافقاً لوفود رئاسة الجمهورية والدولة لكل من الكويت 1973م الصين 1970م
وبسب حبه لاثير الاذاعة  وعشقه للمايكرفون رفض العديد من العروض
التي قدمت له وكان ابرزها من وزارتي الإعلام الصينية والكويتية وتقاعد فى
العام 2002م وكان يشتهر بصوت قوي ينتظره المستمعون لاثير هنا ام درمان في
نشرات الاخبار وخاصة نشرتي اخبار الحادية عشرمن كل جمعة .والراحل زوج
الاذاعية سعاد ابو عاقلة ووالده الشاعر الذي نظم النشيد الوطني احمد محمد
صالح .
 ووثقت الاذاعة والتلفزيون للإذاعي الراحل في عدد من البرامج ۔
 خروج اول
كنت التقي الراحل بالاذاعة لجمع اخبار المنوعات لدعم صفحتي ( فنون ) بصحيفة الرأي الاخر بان رئاسة استاذنا الراحل كمال حسن بخيت لتحريرها ومن ثم استاذتنا الفاضلة آمل عباس ، كنت اجلس الى الراحل عبد الرحمن آحمد فأخرج منه بالدرر والجواهر للاذاعيين والفنانين والموسيقيين وظرفاء ام درمان حتى ظن بعض العاملين بالاذاعة ( بعض الظن إثم ) انه من اقربائي ۔
قال مرة : ان الفنان عبد الكريم الكابلي دخل الاستديوهات بالاذاعة وسجل اغنيته ( معللتي بالوصل والموت دونه ۔۔ اذا مت ظمآنا فلا نزل القطر ) ، عقب التسحيل طلب من الكابلي ان يذهب الى الخزينة لصرف مستحقاته فذهب وصرف حقه وحق الملحن وفي اليوم التالي وكان الصراف لا يفقه في الشعر والشغراء اتى الشاعر الميت قبل الف سنة وصرف مستحقاته ووقع للصراف بحروف واضحة بإسمه ( ابوفراس الحمداني ) ۔۔
خروج اخير
الراحل عبد الرحمن احمد ووالده الشاعر الفذ احمد محمد صالح شكلا السودان قامة وفنا وابداعا ، فالاب صاحب نشيد العلم وهذا يكفيه والابن كان اقوى صوت اذاعى في الوطن العربي وكلاهما مترعان بالثقافة الثرة ۔۔ رحمهما الله ۔

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق