رأي
سفرالقوافي محمد عبد الله يعقوب المرتزقة ،، ضباع الحرب ۔۔ غير المرحب بهم إلا في جهنم !!

سفرالقوافي
محمد عبد الله يعقوب
المرتزقة ،، ضباع الحرب ۔۔ غير المرحب بهم إلا في جهنم !!
افاض في ذكرهم الباحث العربي مجد ابوريا ، وكانوا منذ العهد الفرعوني قد اقلقوا مضاجع السكان في كل مكان دخلوه ، على إختلاف اثنياتهم واعراقهم ، إذ لا دين لهم ، فهم جنود تافهون يعملون من اجل المال فقط ، وينصرون من يدفع أكثر في جميع معاركه ، انهم المرتزقة ، اعداء الإنسانية وسواقط البشرية غير المرحب بهم الا في جهنم ۔
وبحسب ابوريا فإن التعريف الاصطلاحي، لـ”المرتزقة”، بأنهم جنود مستأجرون ليحاربوا من أجل دولة أخرى غير دولهم، بهدف تلبية مصالحهم الخاصة بهم، بمقابل مادي، بغض النظر عن المصالح السياسية أو الإنسانية أو الأخلاقية.
وقد ورد تعريف المرتزقة في الملحق الأول الإضافي “المتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة” في اتفاقيات جنيف الموقعة عام 1949، وهي أول اتفاقية دولية تتناول بالتحديد موضوع المرتزقة، بأن “المرتزق” هو أي شخص يجرى تجنيده خصيصًا – محليًا أو في الخارج – ليقاتل في نزاع مسلح أو يشارك فعلاً ومباشرة في الأعمال العدائية.
في ديسمبر عام 1989، اعتمدت الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، حيث اعتبرت أن كل مرتزق وكل من يجند أو يستخدم أو يمول المرتزقة مجرم، كما حظرت على الدول تجنيدهم واستخدامهم، إذ لا يتمتع المرتزق بوضع المقاتل أو أسير الحرب.
عرف التاريخ ظهور المرتزقة بشكل موثق في مصر القديمة تقريبًا عام 2500 ق.م، وذلك عندما تم اكتشاف “رسائل العمارنة”، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الرُقم الطينية المكتوبة باللغة الأكادية “البابلية” والخط المسماري التي وجدت في أرشيف قصر الملك المصري إخناتون (أمنحوتب الرابع) في مقر حكمه (أخت أتون) تل العمارنة في مصر.
وأطلق المصريون القدماء على مجموعة المرتزقة في ذلك الزمان اسم “Apiru” أو “Habiru” “هابيرو” باللغة الأكادية، الذين تم وصفهم على أنهم مجموعة من الآسيويين يتجولون في بلاد الشام بحثًا عن الرزق في أي مصلحة كانت، شأنهم في ذلك شأن العبرانيين.
إن كلمة “هابيرو” مرتبطة بكلمة “هابتو” الأكادية التي تعني “النهب” أو “السرق”، وكلمة “saggasu” “سا جاز” التي تعني “القاتل”، وقصدوا بهذه الكلمة المجموعة الصغيرة من الجنود المتجولين الذين يعملون كمرتزقة محليين، ويبدو أن هذا المصطلح بات متداولًا بين الشعوب القديمة، فهو مكتوب في النصوص الحثية القديمة وكذلك النصوص القديمة الموجودة في الأناضول.
ووصفهم الفيلسوف النمساوي اليهودي مارتن بوبر على أنهم “أشخاص بلا وطن، حيث انفصلوا عن صلاتهم الوطنية واتحدوا في رحلات مشتركة من أجل الرعب والنهب، فنصفهم رعاة وبدو، أو مرتزقة حسبما تتوافر الفرصة”، ولكن المؤرخين الآخرين قالوا إن وصف الهابيرو بالبدو ليس دقيقًا.
في عام 1288 ق. م، استخدمهم رمسيس الثاني في معركة “قادش” ضد الحيثيين، وكان لأدائهم المُتقن في هذه المعركة السبب في استجلاب الفراعنة المرتزقة إلى صفوف الجيش المصري من أماكن كثيرة، لا سيما بلاد الإغريق وما حولها.
انتقل أسلوب استخدام المرتزقة من مصر إلى باقي أنحاء العالم القديم، حيث استأجر “كورش الأصغر” 10 آلاف مرتزق من بلاد الإغريق عام 401 ق.م ليساعدوه في طرد أخيه الملك “أرتحششتا الثاني” من العرش الفارسي.
وذكر هذه الواقعة الشهيرة المؤرخ والفيلسوف الإغريقي “كسينوفون” تلميذ سقراط، في كتابه “Anabasis”، وهذا المؤرخ هو بعينه كان أحد قيادات المرتزقة الإغريقية في هذه المعركة التي حدثت بالقرب من بغداد، وقُتل فيها “كورش الأصغر”.
ويقول “كسينوفون” إنه تولى قيادة جيش المرتزقة بعد مقتل قياداته، وخاضوا معركة شرسة ومميتة استمرت تسعة أشهر، زحفوا بها من قلب مدينة بابل حتى وصلوا إلى ميناء البحر الأسود اليوناني، وأصبحت رواية “كسينوفون” فيما بعد ملحمة كلاسيكية بطولية تتغنى بها الثقافة الأوروبية.
وكانت شركة White Company The أي ( الشركة البيضاء ) واحدة من أكثر الشركات المعروفة تحت مسمى “الشركات الحرة”، وهي عبارة عن مجموعة من الجنود المرتزقة الذين جنوا الأموال الكثيرة من وراء الحرب في إيطاليا في القرن الرابع عشر.
قاد المرتزقة السير البريطاني جون هاوكوود الذي كان فارسًا في الحرب التي عرفت بـ”حرب المئة عام” بين إنجلترا وفرنسا، وفي عهده أصبحت الشركة واحدة من أكثر جيوش المرتزقة النخوبة في إيطاليا وأوروبا، حيث ضمت مغامرين إنجليز وألمان ومجريين، أرعبوا المعارضين بهجماتهم المفاجئة السريعة في أي زمان ومكان.
خروج اخير
وهاهو التأريخ يعيد نفسه وتجند مليشيا الدعم السريع مئات الآلاف من المرتزقة ليحاربوا معها ضد جيشنا العظيم صاحب الأرض ولكنهم تشتتوا أيدي سبأ ، وقبروا في ارضنا الطاهرة غير مأسوف عليهم ۔