رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب عرس البلومة ۔۔ ووزراء كامل ادربس ( الشينين ) ۔۔ ويا ضياع ورق الحكومة !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
عرس البلومة ۔۔ ووزراء كامل ادربس ( الشينين ) ۔۔ ويا ضياع ورق الحكومة !!
لن نتحدث عن خطاب دولة رئيس الوزراء البروف كامل ادريس حتى نرى وزراء حكومته الجديدة ونسمع منهم واحدا تلو الآخر ، غير ان والدتي العزيزة – امد الله في عمرها – قالت لي : ( اكتب للولد كامل ادريس ده وقول ليه ما يحيب لينا وزير شين نهائي ) ، وحتى ذلكم الحين اقول لكم ، والعام 1982 يلفظ أنفاسه الاخيرة كنا نحن مجموعة من طلاب الثانويات نعمل في الاجازة المدرسية ببلدية غرب النيل أو بما يعرف الآن بمحلية أم درمان بفروعها الممتدة عبر البقعة المباركة ( أم درمان ) وكان نصيبي أن أعمل
بمجلس شعبي مدينة أبوسعد حيث الاهل والاحباب وكنت مولعاً بكتابة ما اسميه وحدي شعراً .. ولكن صديقنا الخير لم يرضى أن يكون موظفاً مؤقتا بالمجلس يجري خلف العمال وهم يحفرون مجاري الخريف مثلنا إذ كنا نقوم
بإحصائهم صباحاً ومساء ( تايم كيبر) ولكنه – أي الخير – آثر أن يكون مسؤولاً عن صهريج الماء ليملأ الكاروهات ويستلم الفلوس ، فقد كان يحب جمع الفلوس حتى لو كانت للهيئة القومية لمياه المدن وأيضاً يكتب الشعر ويلعب
حارس مرمى لفريق التضامن بالرابطة الرياضية بالمنطقة .
وصادف أن حكى لي ( الخير ) عن قصة مطلقة جميلة أعجبته وانه ينوي الزواج منها رغم أنه سيدخل في السنة الجديدة لثالثة ثانوي – أحلام مراهقين – وتفاعلت معه وأخبرته بقصة حبيبتي البلومة التي اختطفها مغترب قادم من
الكويت وتزوجها وكسر قلبي فاضحينا صديقين وثالثنا الاخ محمد حسين أونسة .
وتدور الدائرة على الخير( بلف ) ، وهذا اصبح لقبه بعد عمله في الصهريج ، تدور الدائرة عليه وهو يقف حارسا لمرمى فريق التضامن وتلج شباكه سبعة أهداف نظيفة والسبب نص شعري كتبته أناعن المطلقة وحكايته معها ، وقام
اونسة بطباعته على الرونيو وطبعه بماكينة المجلس البلدي وجاء به لحظة اطلاق صافرة الحكم معلنا بداية المباراة الهامة والمصيرية للتضامن وهو ينازل فريق الإخوة في ربع النهائي ، فأتى خلف مرمى الخير وهو يصيح (
قصيدة الخير بلف ) اقرأوها جميعكم فإضطرب المسكين وخسر المباراة بسبعة أهداف .
وبعد يومين فاق من الصدمة ورد على قصيدتي “الكارثة” والتي منها ( وعدوك يا جاهل الغرام انك تكون فارسا همام .. في عيون عروسة وست عيال ما اظن تكون انت الملام ) فجاء رده كالآتي 🙁 لواني عرفت الارتجالية لكان
الرد أمثل ، ثم قال :
ست العيال انا عندي زي عرس البلومة
والحكاية الحاصلة لي شلت انت زمام همومها
البلومة تنوم وتهنأ وتصحى لامن تلقى كومها
وانت ضايع في القوافي ويا ضياع ورق الحكومة
وياضياع ورق الحكومة !!
فأخبر رئيس الفريق ” المغلوب ” ضابط المجلس بـ( عملتي المهببة ) التي أثرت على حارس مرماه حتى خسروا المباراة ، فقام بفصلي فوراً وبدون حقوق . والآن يقال أن الحكومة الالكترونية تمضي في الطريق الصحيح حتى
اسقط في أيدي أصحاب القرطاسية الذين كانوا يأخذون من ميزانية الدولة المال الوفير نظير الورق بأنواعه والفايلات والاقلام والمساطر وكل الادوات المكتبية بعد اقرار الكمبيوتر وحده مسؤولاً عن المكاتبات وحتى دفع المال
باورنيك 15الألكتروني “العظيم” الذي يتم من خلاله الإجراء المحاسبي ، فإذا كنت أنا أضعت من ورق الحكومة 80 ورقة رونيو في عام 1982م فكم اضاع موظفو الحكومة منذ إنقلاب الكيزان حتى ( إنقراضهم ) في العام 2018
وكم أضاعت حكومة حمدوك من بعدهم ( ورقا وبوكسفايل ) بالطبع مليارات الجنيهات ذهبت كلها قيمة لأدوات مكتبية ضاعت سدى ، ونقول أنه من الجيد أن تنتهج الحكومة الإنتقالية الكمبيوتر وحدة للتعامل الرسمي والشعبي بعد
أنا إكتشفت أن الحكومة السابقة قد أضاعت ورقها وزمنها ومالها كمرتبات لجيوش من الكتبة والتنفيذيين الذين لايكتبون شيئاً ” والغريب أن الوزير – وزير المالية في العهد البائد – قال إنه سيحولهم للاستفادة منهم في مكان آخر ،
ولكني أطالب بفصلهم جميعاً مثلما تمت معاقبتي بالفصل من قبل كبير الضباط الاداريين الراحل عمر محمد أحمد … ويا ضياع ورق الحكومة .