رأي

خطة مارشال نسخة سودانية بقلم علاء الدين محمد ابكر

خطة مارشال نسخة سودانية
بقلم علاء الدين محمد ابكر

الحرب في كل مكان و زمان لا خير فيها وتكون سبب مباشر في انتشار الجوع والفقر والمرض لذلك كان سعي العقلاء نحو البحث عن الاستقرار ونبذ الحروب المدمرة بالعمل علي اجتثاث اسبابها ومنع اندلاعها مرة أخرى وهذا ما قامت به دول الغرب حيث لم تشهد اوربا حروب جديدة بعد الحرب العالمية الثانية وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية تم تقديم (خطة مارشال) و هي برنامج اقتصادي أمريكي أطلق في عام 1948م لمساعدة أوروبا الغربية على إعادة بناء اقتصادها بعد الحرب العالمية الثانية ، وأهداف خطة مارشال تتمثل في إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي و مساعدة الدول الأوروبية على إعادة بناء اقتصادها وتجاوز آثار الحرب و تعزيز الاستقرار السياسي والتعاون الأوروبي و التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الأوروبية. ومكونات خطة مارشال تعتمد علي المساعدات المالية حيث قدمت الولايات المتحدة مساعدات مالية للدول الأوروبية بقيمة 12.4 مليار دولار (ما يعادل حوالي 130 مليار دولار اليوم) وكذلك قدمت مساعدات تقنية للدول الأوروبية في مجالات مثل الزراعة و الصناعة والطاقة و شجعت الولايات المتحدة على التجارة الحرة بين الدول الأوروبية وتعزيز التكامل الاقتصادي وكان من نتائج خطة مارشال في زيادة الإنتاج الصناعي في أوروبا الغربية بنسبة 35% بين عامي 1947 و1952 حيث زاد الإنتاج الزراعي في أوروبا الغربية بنسبة 11% بين عامي 1947 و1952 تحسنت مستويات المعيشة في أوروبا الغربية بشكل كبير، مع زيادة في الدخل الفردي وتحسين في الخدمات الأساسية.
1. ساهمت خطة مارشال في إعادة بناء الاقتصاد الألماني وتحقيق نمو اقتصادي سريع
2. ساهمت خطة مارشال في تعزيز الاقتصاد الفرنسي وتحسين مستويات المعيشة
3. ساهمت خطة مارشال في إعادة بناء الاقتصاد الإيطالي وتحقيق نمو اقتصادي سريع .

هكذا تم انقاذ الاقتصاد الاوربي باحداث تنمية اقتصادية شاملة انعكست علي الجانب الاجتماعي فالتنمية تعتمد علي العنصر البشري السليم البدن القوي السواعد والشخص الجائع والمريض لن يستطيع انجاز شي يذكر وهذا ما ينطبق علي حالة السودان الذي شهد سلسلة من الحروب كانت بدايتها حتي قبل خروج الاستعمار فالسودان الان يحتاج في الي مشاريع اسعافية تشمل توفير الطعام والعلاج ودعم اصلاح المنازل المتضررة خاصة وفصل الخريف علي الابواب فالكثير من السودانيين لايملكون شي مع حرب ضروس اكلت الاخضر واليابس لم تترك لهم الا ذكريات حزينة وفقدان الاحباب والاصدقاء و المواطن السوداني يحتاج الي علاج نفسي قبل كل شي خاصة الذين كانوا عالقين في مناطق القتال ، بالتالي يحتاج السودان الي خطة اسعافية علي غرار خطة مارشال لتشمل الاتي
1/ تقديم الدعم الغذائي بدون فرز لكافة الشرائح الضعيفة عبر مطابخ خاصة (التكايا) مع خفض الضرائب بنسبة 80% علي المواد الغذائية
2/ تقديم خدمات العلاج والكشف الطبي بدون مقابل عبر مخيمات متنقلة تنصب في الاحياء السكنية مع تفعيل بطاقات التامين الصحي
3/ اعفاء الطلاب في المدراس الحكومية من سداد اي رسوم مع تقديم دعم للطلاب يشمل مجانية وجبة الطعام والملابس المدرسية والنقل
4/ خفض اسعار الكهرباء والمياه للشرائح الضعيفة بعد اجراء دراسة شاملة للمستحقين مع خفض الضرائب بنسبة 80% علي مواد البناء للشرائح الضعيفة وذلك بان يقوم. صاحب العقار باداء اليمين علي المصحف الشريف او الكتاب المقدس يثبت فيه عدم القدرة علي اعادة بناء منزله

تجاهل تلك النصائح سوف يعطل قطار الاستقرار و التنمية التي كما قلت انها تعتمد قبل شي علي السواعد القوية فالبطون الجائعة لن تستطيع انجاز شي مفيد

وهنا ياتي دور اصدقاء السودان في تقديم الدعم الاقتصادي العاجل خاصة من الدول العربية فالسودان القوي الاقتصاد سند لبرنامج الغذاء العالمي والجميع يعرف اننا كنا ذات يوم من الدول المانحة التي تقدم الغذاء الي الامم والشعوب الفقيرة عبر الامم المتحدة فنحن دولة تملك الموارد الطبيعية فقط ينقصنا استثمار شجاع وما خاب من راهن علي موارد ارض النيلين

علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة

إغلاق