رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب عودة مجلسي السيادة والوزراء الى الخرطوم ۔۔ وخلاخيل جميلات ام درمان !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
عودة مجلسي السيادة والوزراء الى الخرطوم ۔۔ وخلاخيل جميلات ام درمان !!

مرة أخرى وبعد ستين عاما عادت الحجول والخلاخيل تزين سيقان البنات والنساء على السواء لتصبح موضة العصر في سوداننا تحت دوي المدافع وصواريخ مليشيا الدعم السريع التي لاتعرف الفرق بين مقاتلي الجيش وجموع المواطنين ، ولاندري سببا وجيها لهذه العودة ، ففي اليوم الأول لإمتحانات الشهادة السودانية الموجل للعام 2023م رافقت إبنتي أمينة بمعية أمها الأستاذة رشا لنشد من أذرها الى مركز إمتحانات الطوارئ بجامعة أم درمان الإسلامية بأم درمان ، وقد نجحت الآن بحمد الله ، وقبيل الدخول لحوش الجامعة كانت هناك عدد من الأمهات وايضا بعض الطالبات يزين أرجلهن بخلاخيل وحجول ، – فقد أصبحت ارى جيدا بعد أن جعلت مستشفى مكة للعيون نظري في العين اليسرى ستة على ستة لولا الالتهاب الذي اعاني منه في ذات عين العملية الآن والتزم ببرنامج قطرات صارم للخروج منه لعملية أخرى والحمد لله رب العالمين – .
ونعود للحجول والخلاخيل التي كانت زينة أساسية لنساء السودان لقرون خلت وتلبسها العروس في ( صبحيتها) لحظة الجرتق و( بخ ) اللبن مع عريسها ، ولتعريفها يقول علماء التراث السوداني والعربي أن الحجل أو الخلخال هو حلقة متينة غليظة من الذهب أو الفضة ينتهي طرفها بسومتين كبيرتين ، والحجل أو الخلخال تلبسه المرأة في أسفل ساقيها, والجمع “حجول” و”خلاخيل” وذكر الحجل, اسماعيل بن حماد الجوهري في كتابه “الصحاح في اللغة” وابن منظور محمد بن مكرم في كتابه “لسان العرب” وغيرهما.. وجاء ذكر الحجل والخلخال في الكثير من أشعار العرب,وكانت بعض نساء عرب الجاهلية يضعن في حجولهن “خلاخيلهن” جلاجلاً وأجراساً فعندما تسير المرأة تحدث جلاجل خلخالها صوتاً يجلب الانتباه لها, وقد ابطل الاسلام العظيم هذه العادة ونهى عن اضافة الاجراس والجلاجيل للحجول, وجاء في سورة النور الآية 31: “ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن”.ونقول: ان نساء العرب اليوم يستعملن الحجول بنفس استعمال نساء عرب الامس, ويستخدمن نفس الاسم “حجول” و “خلاخيل”, ولكن اللافت للنظر في ايامنا هذه ظهور حجول ناعمة نحيفة وبعضها مزركش بجلاجل ناعمة كثيرة, تختلف عن سابقتها الكبيرة المنتهية بسومتتين كبيرتين.
والحجل في السودان عبارة عن زينة قديمة تتزين بها النساء وتعبر عن عادات وتقاليد قبائل شمال وغرب السودان مثل الشايقية في الشمال والبقارة في الغرب وكان الحجل القديم كما أسلفنا من الذهب والفضة أو من النحاس لدى قبائل الدينكا والشلك والمورلي والتي أصبحت بعد انفصال الجنوب تابعة لجمهورية جنوب السودان ،ويقوم ( الصاغة) في السودان بـ( دقه) وصياغته محلياً وأيضاً هناك حجول أخرى معروفة في بعض القبائل السودانية من غير الذهب والفضة وتصنع من السكسك وبعض الأحجار الكريمة ومازالت تستخدم في عصرنا هذا ، ونجد أن الحجول قد لاقت قبولاً طيباً في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وتغنى لها بعض الفنانين السودانيين ومن بينهم حسن عطية ( أمير العود ) برائعته ( الحجل بالرجل يا حبيبي سوقني معاك )، وتقول الاستاذة الباحثة أميرة عبدالله إن الحجل زينة وموضة لا تنتهي ولكن توجد اختلافات في هيئته بين الماضي والحاضر، وأن فتيات اليوم عدن الى الجاهلية لأولى وأصبحن مفتونات بالحجل ذو الاجراس والجلاجيل المصنوعة من الذهب ويؤكدن بأنه عادة سودانية أصيلة، وهذا قول مردود فإنه ذات الحجل الذي حرمه الاسلام بعد دخول العرب في دين الله أفواجا وكانت تلبسه أم جميل زوجة أبولهب وهند بنت عتبة زوجة أبوسفيان بن حرب قبل إسلامها .
فيما تؤكد الصبايا وبعض ( القونات ) أن موضة الحجل أصبحت من المكملات التي تبرز جمال المرأة وعادت بقوة مع إطلالة العام 2025م كنوع من الوفاء للحجل الذي زين اقدام الحبوبات في ثلاثينيات القرن الماضي، وكنوع من التغيير لقتل الوقت مع حالة البطالة التي إنتظمت جموع نساء السودان بسبب الحرب والنزوح الى اماكن لا يجدن فيها صديقات فيعمدن على تجريب كل شي غير مستنكر ، وأضفن بأن الحجل من اقدم العادات النسائية المتوارثة خاصة لدى العرب الرحل والبدو في اصقاع السودان المختلفة وأن نساء البدو هن أكثر نساء بلادنا حباً والتزاماً بهذه العادة ، غير أن الفتيات لجأن اليها مؤخراً كمظهر من مظاهر الموضة الحديثة .
مبينات بأن الخلاخيل والحجول تعد من أهم الحلي وأدوات الزينة ويرجع تاريخها الى الممالك الكوشية النوبية القديمة وتزينت بها حبوباتهن أماني ريناس وأماني شكتو وساير كنداكات البلآط الكوشي إبان حكم الأجداد الملوك كيتا وتهارقا وبعانخي وغيرهم ، كما أن لبس الحجل عادة ثابتة في ذلك العصر ولم يقتصر استخدامه على النساء بل الرجال أيضاً وفي عصر الاسرة الرابعة كان من القش أو العاج ينقش عليه وشم كالتماثيل والالقاب الملكية .
فيما ترى ثلاث من الأمهات بأن الحجل من العادات والتقاليد الاساسية لبعض القبائل السودانية وأن بعض أفراد المجتمع يصنفون المرأة التي تلبس حجلاً بأنها تعاني خللاً أخلاقياً وهو تصنيف خاطئ لأن السلوك لايقاس باللبس .
وأن ارتداء الحجل يعتبر عادة جميلة وخاصة لدى العروس السودانية بالزي البلدي التقليدي مع الجدلة وبعض الاشياء الأخرى والسكسك الذي يوضع على الرأس .
غير أن طالبة محجبة كان لها رأي آخر فتقول إن الحجل الذي يصدر صوتاً وكانت له ( وشوشات) تجذب انتباه الذكور فهو حرام باجماع الأئمة لأنه يقدم دعوة صريحة للفسوق والحجل العادي الخالي من البهارج يكون في القدم كما قال الفنان الراحل كرومة ( أعز الناس ياحبوب يا أبو الخلاخل ) بينما امير العود الفنان الراحل حسن عطية يتغنى ب( الحجل بالرجل يا حبيبي سوقني معاك ) ۔
وأكدت الخبيرة الإعلامية التي فضلت حجب إسمها بأن الحجل زينة للمرأة تتزين بها وهو عبارة عن طوق من الذهب أو الفضة وأيضا السكسك في العصر القديم، أما في العصر الحديث يكون أحيانا من الذهب أو الفضة وذا قيمة عالية ولكن ينظر بعض الناس الى الفتاة التي تلبس الحجل والخلخال نظرة غير مرضية تخدش كرامة المرأة ويصنفونها بأنها امرأة ( عوجت الدرب ) .
خروج اخير
بعد اداء وزراء حكومة البروف كامل ادريس القسم عليهم ان يعودوا الى وزاراتهم في العاصمة الخرطوم فورا ، فلن تتعمر الخرطوم الولاية مرة اخرى وكل الحكومة متمترسة في بورتسودان سوى والى الخرطوم ( البلدوزر ) احمد عثمان حمزة الذي ظل يعمل وحده ليل نهار لتهيية الولاية لاستقبال نازحيها ، عليه يحب على الحميع بما فيهم مجلس السيادة العودة للخرطوم ، فنحن لم ولن نغادرها ففيم التأخير ؟

مقالات ذات صلة

إغلاق