رأي

من أعلي المنصة ياسرلفادني لا تهدأ العاصفة وإن خرس الجميع !

من أعلي المنصة

ياسرلفادني
لا تهدأ العاصفة وإن خرس الجميع !

فليدرِ الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء، أن الرياح العاتية لا تستأذن أحداً، ولا تركن لمجرد مصدّات شكلية، ولا تهدأ لمجرد رغبة في الاستقرار، من يظن أن العاصفة ستتوقف لأنه في مقعد القيادة، فهو لا يعرف شيئاً عن طبائع هذا الوطن، هذه البلاد لا تهادن، ولا تصمت، وإن بدا السكون كاذباً على السطح، فإن في الأعماق غلياناً مريراً لا يراه إلا من إختار أن يبصر دون وهم

ظنُّ السكينة خدعة، حتى عمر بن الخطاب، وقد مدحه شاعر بأنه “عدلت فأمنت فنمت”، لم يكن لينام قلبه عن رعيتهم، فكيف تنام عين في بلدٍ كل شبرٍ فيه يحمل وجعاً، وكل زاوية فيه تختزن خيانة؟ من يجلس على هذا الكرسي لا يملك ترف الأمان، ولا حق الاستكانة لأن الكرسي ذاته ملغوم بالتاريخ، بالتضحيات، بالخيبات، وبطموحات أجيالٍ تريد وطناً لا يُباع في أسواق السياسة

السياسة هنا ليست حوار طاولات ولا تفاهمات صالونات، بل ألغامٌ مزروعة في كل طريق، هذا الوطن القابع في بركة سياسية آسنة، لا ينجو إلا إذا ضُرب بحجرٍ كبير، يقلب الماء الراكد، ويكشف ما تحته من تعفنٍ وسُمّ، لا ليستأصله فقط، بل ليفرض بداية حقيقية

د. كامل، لا تنتظر أن تُصفّق لك الجماهير، ولا أن تُطرى كل خطوة تخطوها، النقد سيأتيك من كل إتجاه، بعضه نافع كالمبضع، وأكثره حادٌّ كالسكين ، ستُطعن باسم الوطنية، ويُخان عهدك باسم المصلحة، وستُساءل عن ما لم تفعل، قبل أن تُذكر بما فعلت !

فلا تظنن أن الصمت رضا، ولا أن خفوت الأصوات علامة أمان، أعداؤك لا يصرخون، بل يتربصون، والخراب لا يأتي دوياً، بل ينسل بين الأصابع

إني من منصتي … أنظر …. حيث أرى… أن الجلوس على هذا الكرسي ليس إمتيازاً، بل إبتلاء وهو قدرُ من إختار أن يقود سفينةً تمخر بحراً هائجاً لا شاطئ له إلا بالدمع والعزم والعدالة… فإن كنت على قدرها، فامضِ، ولا تلتفت… لأن العاصفة لا تهدأ، وإن خرس الجميع.

مقالات ذات صلة

إغلاق