Uncategorized

من أعلي المنصة ياسر الفادني كامل إدريس يتوكل… وحمدوك توهم !

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

كامل إدريس يتوكل… وحمدوك توهم !

في زمنٍ ضاعت فيه البوصلة، وتشابهت الشعارات حتى صارت خواءً يعلّق على جدران الخراب، يبرز الفرق الفاصل بين من يجعل الله وجهته، ومن يجعل الغرب قبلته، الدكتور كامل إدريس، وهو يطوف الخرطوم، لا يحمل وعودًا جوفاء ولا يخاطب الناس بلغة التسويق السياسي، بل يسبق خطاه بنداء العارف: “توكلنا على الله، وبإذن الله”. ليست كلمات تقال للتبرك، بل عقيدة تسكن الصدر وتترجم في الفعل

أما في الضفة الأخرى، فقد صدّح عبدالله حمدوك بشعاره البراق: “سنعبر وسنصل إلى نهاية النفق”. لكنه ما عبر إلا إلى الخراب، ولا وصل إلا إلى دهاليز التبعية والخذلان، حيث لا ضوء في آخر النفق، بل ركام وطن

عبارة “توكلنا على الله” التي يرددها إدريس ليست مجرد جملة دينية مألوفة، بل إعلان موقف ورؤية سياسية تنبع من إيمان داخلي بأن إصلاح الوطن يبدأ من الداخل، من الثقة بالله والشعب، لا من انتظار التعليمات من السفارات،
التوكل هنا فعل، لا تواكل، قرار لا استسلام، روح تنبض بالاعتماد على الذات لا التعلق بالمانحين

في المقابل، عبارة “سنعبر” التي قالها حمدوك، كانت مجرد تخدير موضعي، تلاعبًا بلغة الأمل لإخفاء هشاشة المشروع، عبور إلى ماذا؟ وكيف؟ وعلى جسر من؟ لقد عبر فعلاً… عبر إلى المجهول، ثم ترك المركب يغرق، وخرج من الباب الخلفي تاركًا الخرطوم تتلوى تحت عباءة الفوضى والارتباك

كامل إدريس حين يقول “بإذن الله”، فإنه يربط الحراك السياسي بمرجعية روحية، يُحيل الفعل إلى الله لا ليعفي نفسه من المسؤولية، بل ليؤسس لمنهج واضح: لا نهضة بدون وعي، ولا وعي بدون إيمان، ولا إيمان بدون عمل

أما حمدوك، فكانت عباراته كحملٍ بلا قلب، عبارات تصنع ضجيجًا ولا تبني طوبة، ترفع سقف الأحلام ثم تتركه ينهار فوق رؤوس الناس، لم يكن نفقه نفق عبور، بل كان سرداب هزيمة… قاد فيه البلاد إلى الظلمة تحت وهم الضوء الكاذب

الفرق بين الرجلين ليس في الأسلوب فقط، بل في الجذر والجوهر، أحدهما يرى الخرطوم وطنًا يستحق الدعاء والعمل… والآخر رآها صفقة على طاولة تفاوض

اني من منصتي أنظر…حيث أري أن السياسة…. لا كفن إدارة، بل مرآة للعقيدة: من توكل على الله إرتقى، ومن توهم الغرب هوى.

مقالات ذات صلة

إغلاق