رأي

من أعلي المنصة ياسر الفادني الجزيرة تكتب بالطبشورة ملحمة جديدة !

من أعلي المنصة

ياسر الفادني
الجزيرة تكتب بالطبشورة ملحمة جديدة !

عبد الله أبو الكرام، مدير عام وزارة التربية بولاية الجزيرة، رجل لم يعرف الراحة يوماً، يجلس على كرسي متحرك بالعمل لا بالكسل، ينفخ فيه النشاط المتجدد ويشحذه هاجس الكرامة، معاركه ليست بالسلاح والذخيرة، بل بسلاح أشرف: خدمة التعليم، كل مرة يخوض معركة يخرج منها مرفوع الرأس، منتصراً لا مهزوماً، آخر تلك المعارك كانت إمتحانات الشهادة الأساسية، حيث إتسع ميدانها هذا العام ليشمل طلاب ولاية الخرطوم الذين وجدوا في الجزيرة ملاذاً آمناً لأداء إمتحاناتهم ، خطط الرجل بحنكة، وواكب التنفيذ بنفسه، حتى إذا وضعت الحرب أوزارها في قاعة الامتحان، التقط أنفاسه إستعداداً لجولة جديدة: امتحانات الشهادة المتوسطة، وهنا يجمع جنده ويشحذ عتاده، لأن ساحة التعليم لا تعرف الهدنة

ما يُحسب لحكومة الولاية أنها قطعت شوطاً كبيراً هذا العام، خصوصاً في قضية الإجلاس، إذ دعمتها وزارة المالية بأكثر من 17 مليون جنيه بالتعاقد مع بعض الشركات ، مشهد آخر من مشاهد الجمال كان حاضراً في إمتحانات شهادة الأساس، حيث نهضت قيم مجتمعية أصيلة برغم الحرب، التكايا كانت شاهدة على ذلك، مثلما فعل أهل قرية أم دقرسي والجديد الثورة، الذين صنعوا الطعام للطلاب بكرم سوداني أصيل، فكان المائدة عامرة بما لذ وطاب في خدمة فلذات الأكباد، إنها رسالة واضحة أن الحرب قد تعصف بالبيوت والجدران، لكنها لا تقتلع القيم ولا تهزم روح التكافل

من هنا، نبعث التحية لوالي ولاية الجزيرة الذي تبدو لمساته واضحة في كل تفاصيل العملية التعليمية، ونحيي مدير عام الوزارة الذي صدّق اسمه مسماه فكان بالفعل “أبو الكرام”. وتحية ممتدة لمعلمي الجزيرة، صناع المعجزات الذين حولوا المستحيل ممكناً، وصاغوا من (الفسيخ شربات) !، فاستحقوا أن يُقال عنهم: “قف للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا”.

حيوا كل جميل، ففي أرض الجزيرة لا ينقطع مداد العطاء.

مقالات ذات صلة

إغلاق