رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب القوات المسلحة هي التي حررت السودان من الاستعمار البريطاني!!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
القوات المسلحة هي التي حررت السودان من الاستعمار البريطاني!!

يقال أن احد الوزراء في عهد مايو قال للرئيس نميري ان الجيش عاطل وعبء علي الدولة في ميزانيتها ،۔
فرد نميري ساخرا : ( الله لا جاب اليوم البشتغل فيه الجيش ، لأنك إنت والكل حيكون عاطل عن العمل )
والعرب تسمي الجيش بالخميس وسمي بالخميس ﻷﻧﻪ كان مكونا من
ﺧﻤﺲ ﻓﺮق هي اﻟﻤﻘﺪّﻣﺔ واﻟﻘﻠﺐ واﻟﻤﻴﻤﻨﺔ واﻟﻤﻴﺴﺮة
واﻟﺴﺎﻗﺔ وبه كانت الفتوحات الإسلامية كلها.
وقد حل عيد القوات المسلحة في 14 اغسطس الماضي ولكن داء التايفويد اللعين وعدم اندمال جرح العين حالا دون الكتابة عن هذه الذكرى السنوية العظيمة لكل سوداني ينبض قلبه بحب الوطن.
ونحتفل بعيد القوات المسلحة ونحن نعلم انه ( عيد سودنتها) بعد أن كانت تعرف بقوة دفاع السودان إبان الحكم الإنجليزي الغاشم ، والذي استعمر بلادنا ردحا من الزمن( 1898 _ 1956 م) ، وقد دفعت قوة دفاع السودان التي كانت إحدى فيالق الجيش البريطاني الثامن ثمن السودنة ومن ثم ثمن الاستقلال بمشاركتها في الحرب العالمية الثانية تحت التاج البريطاني ورغم ما حققته إلا أن الإنجليز لم يفوا بالعهود في المدة المحددة فأكمل السياسيون باقي المطالبات حتى رفع علم السودان في سارية القصر الحمهوري صبيحة يوم الاول من يناير 1956م .
والآن ينادي عدد من شذاذ الآفاق بالقضاء على دولة 56 وجيشها لأنها لاتمثل السودان حسب عقولهم المريضة،
فقبل السودنة بقليل فطن ضباطنا الكبار لأهمية الموسيقى العسكرية ( مارشات – جلالات) فقدم العقيد الموسيقار الراحل أحمد مرجان ورفاقة عدد منها وكان مرجان برتبة البتجاويش حينها ، فتمت السودنة من داخل إدارة الموسيقات العسكرية قبل إعلانها من قبل الغزاة في 14 أغسطس 1954م بإسقاط المارشات الإنجليزية وإعتماد السودانية .
ويقول مختصو الموسيقى العسكرية إن الجلالات والمارشات العسكرية هي موسيقى أهازيج الجنود التي تلهب الحماس وتؤكد الصبر والثبات عندما يحمى الوطيس في ميادين القتال ، فهي سلواهم بعد كتاب الله عز وجل ، ويؤكد الأستاذ طارق ميرغني ” إن اسم (الجلالات) مأخوذ أصلا من الطرق الصوفية التي أقامت حلقات الذكر لنشر الدعوة الإسلامية في السودان، وأصل الاسم مستمد من إسم الجلالة( الله) جل جلاله ، غير أن الأجيال المتعاقبة في بلادنا لم تعرف شيئا عن الذين سجلوا هذه الجلالات والمارشات من حيث مناطقها والمناسبات التي ألفت من أجلها ” ولكن الرائد علي يعقوب كباشي قد وثق لها في كتابه الأشهر (الجلالات والمارشات العسكرية السودانية) وسبر أغوارها ، وكتابه جاء بعد دراسة سكب فيها خبرته الواسعة في هذا المجال الذي لم يطرق كثيرا من قبل المهتمين من قبله ، والرائد علي يعقوب كباشي من مواليد مدينة الدلنج ودرس الموسيقي بمدارس ومعاهد الموسيقات العسكرية ثم كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ونال دراسات متقدمة بمصر وعمل قائدا للفرق العسكرية بالخرطوم وموسيقى حرس الحدود بالمملكة العربية السعودية وعمل طويلا بإدارة الموسيقات العسكرية بالقوات المسلحة وساهم في تأليف المارشات والجلالات ، وتعتبر جلالة علي دينار من الجلالات القديمة جدا وتقول :
حبابو حبابو البيشفع لينا حبابو
يا النبي سيد دخري حبابو
السلام من الإمام للنبي خير الختام
الحسين جدو النبي والنبي طالب الذكر
فقرا شيلوا الجلاله لعلي ود زكريا
والرسول خير البريه
فاطمه بنت النبي نور أبوكي زي القمر ما بنخفي
والشقي ما بنسعد الحسين جدو النبي
، أما جلالة أنا ماشي نيالا ، بحسب طارق ميرغني، تعتبر جلالة حديثة نسبيا مقارنة بالجلالات السابقة لها ، حيث تم تأليفها بمنطقة فتاشة، وتم تأليفها في جو التدريب، إذ أن التدريب القتالي هو أعنف التدريبات التي يتلقاها الجندي السوداني وحده ، وتقول كلمات الجلالة :
يا هوي يا ميري سمبله ماهيه مافي
ده الواسطه خرب الدوله
بقى سمبله ماهيه مافي
بين الجبلين فقدنا رجال طابورنا الحار الما بندار
أنا ماشي نيالا يا هوي هوي عاجبني جمالا سمبلا
يومنا ما جا يومنا ما جا السونكي ركب هي ها
يومنا ما جا صبيان صبيان فزيتو السونكي ركب فزيتو
السونكي ركب فزيتو
وقد تم تأليف هذه الجلالة عام 1989م بواسطة جنود مركز تدريب فتاشه اللواء الخامس مشاة، وقام بتدوين النوتة الموسيقية لها الرائد علي يعقوب كباشي الذي كان برتبة النقيب .
ويقال إن من المارشات المؤلفة التي شاعت كثيرا وسط الفرق العسكرية مارش البوليس الذي ألفه المقدم الموسيقار عبدالقادر عبدالرحمن، وذلك لما تميز به هذا المارش من أسلوب حديث في التأليف لما يتمتع به المؤلف من ثقافة موسيقية عالية، واستخدامه لشتى فنون التأليف الموسيقي من توزيع هارموني وآلي، الأمر الذي أعطى هذا المارش سمعة ممتازة وسط الموسيقيين، وتم تأليف هذا المارش عام 1961م، بمركز تدريب الشرطة بأم درمان (البلك) .
خروج أول
مازال الجيش الشعبي لجمهورية جنوب السودان يمشي في طوابيره العسكرية بموسيقانا ، وسيظل هكذا لوقت طويل ،
خروج أخير
التحية لقادة وضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة الباسلة والمشتركة والشرطة والامن والمستنفرين جميعا ، فهم أحفاد وأبناء أولئك الرجال العظماء الذين حاربوا في كل الدنيا وحققوا الإنتصارات الداوية فكتبوا في سجل الخالدين ، ويكفي انهم لقنوا الدعم السريع المدعوم من ١٧ دولة حول العالم دروسا ستدرس في الكليات العسكرية حول العالم لأمد بعيد ۔

مقالات ذات صلة

إغلاق