رأي
من أعلي المنصة ياسر الفادني لقد هَبَّت العاصفة!
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
لقد هَبَّت العاصفة!
هبّت العاصفة ، لم تكن ريحاً عابرة، بل زلزالاً عسكرياً هزّ أركان المليشيا من الجذور، ضربات موجعة ومركّزة كالسيف القاطع، جاءت من القوات المسلحة في الأيام الماضية، فأصابتهم بالإرتباك الشديد، وأدخلت قياداتهم في حيرة كالبهائم التائهة وسط ليلٍ بهيم، ما كان صلباً في كردفان تهاوى، وما كانوا يظنونه حصناً منيعاً تحوّل إلى أنقاض، يلوح في الأفق مصير شبيه بما جرى في الخرطوم والجزيرة وشمال كردفان حين انكسرت شوكتهم وانكشفت عورتهم
العمل النوعي المحكم الذي نُفذ مؤخراً لم يكتفِ بإضعافهم، بل أدخلهم في كماشة عسكرية عجيبة، يلتفّ حولهم الخناق يوماً بعد يوم حتى صاروا كمن يبحث عن ثقب في صخرة للفرار، القيادات العليا للمليشيا الآن في إرتباك مفضوح: أوامر متضاربة، إنسحابات عشوائية، وخيانة متبادلة بين الصفوف، بعضهم خالف التعليمات وتدافع نحو الضعين، وآخرون يحاولون الإنسلال عبر الفاشر، لكنهم جميعاً يواجهون ذات المصير: حصار مطبق وضربات قاضية
الفارق الجوهري ظهر بجلاء؛ هنا ذكاء عسكري وخطط مدروسة تتصيد الفرص وتصيب الهدف في مقتل، وهناك تهور واندفاع أعمى يقودهم إلى التهلكة، آلاف من جثث مقاتليهم تُركت ملقاة على قارعة الطرق، شاهدة على فشل قيادتهم وعجزها عن التحفيز أو التماسك، كل محاولات الصمود سقطت، وكل خطابات الحماسة بارت، ولم يبقَ لهم إلا شعار بائس: طلقة ثبات وطلقة شتات !!
إنها العاصفة التي لن تترك لهم موطئ قدم، عاصفة ستقتلعهم اقتلاعاً وتجعل من وجودهم ذكرى مريرة، الأيام القادمة حبلى بانتصارات مدوّية، والسيناريو بات واضحاً: النهاية تقترب، والخلاص العسكري صار حتمية لا مفرّ منها
إني من منصتي أنظر….حيث أري…. أن من ظنّ أنه جبل لا تهزه الرياح، ها هو الآن رماد تذروه العاصفة… ولن يجد حتى قبراً يلوذ به من الخزي.




