رأي
من أعلى المنصة ياسر الفادني إبراهيم جابر.. المهندس الذي يزرع النظام في قلب الفوضى
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
إبراهيم جابر.. المهندس الذي يزرع النظام في قلب الفوضى
في زمنٍ مضطرب تتقاذفه العواصف الأمنية والسياسية، يطلّ الفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر كقائدٍ يعرف أين يضع قدميه حين يهتزُّ كل شيء من حوله، ليس غريبًا أن يُكلف بالملفات الأصعب، فهو رجل المهمات الثقيلة الذي يبرع في تحويل الفوضى إلى نظام، ويصنع من القرارات الحاسمة طريقًا نحو الاستقرار
قراره الأخير بإخلاء وسط الخرطوم من الوجود الحكومي – باستثناء القصر الجمهوري ووزارتي الداخلية والصحة – لم يكن خطوةً شكلية، بل رؤية استراتيجية تهدف لإعادة ترتيب قلب العاصمة وتهيئته لعودة المواطنين في بيئة أكثر أمانًا وتنظيمًا، جابر لم يكتفِ بالإخلاء، بل وضع تصورًا متكاملًا لتوزيع الوزارات: أبراج المعادن بشارع مدني ستضم ثلاث وزارات إلى جانب الشركة السودانية للموارد المعدنية، فيما سيُخصص برج الاتصالات لوزارتين، مع نقل بقية المؤسسات إلى مقار حكومية شرق وجنوب الخرطوم
حتى الجانب الأمني، لم يغب عنه حسّه المهني؛ إذ أعلن خروج جميع القوات النظامية من وسط الخرطوم باستثناء الشرطة، وإسناد مهمة تأمين العاصمة والمعابر إليها، في خطوة تعيد الثقة إلى القانون وتمنع تداخل السلطات هذه القرارات الجريئة تحمل بصمته الواضحة: الحسم الهادئ والرؤية البعيدة
ولم يغفل جابر عن واحدة من أخطر القضايا: السكن العشوائي. أكّد أنه لن يكون هناك مكان للعشوائيات بعد اليوم، لأن الخرطوم تستحق تخطيطًا يليق بها، ولأن الفوضى السكنية كانت في الماضي بؤرة للتمرد وانتهاكات للممتلكات ، رفض تسييس قرارات الإزالة، وأعاد التأكيد أن كرامة المواطن وأمنه فوق أي مساومات
إبراهيم جابر اليوم يقود ملفًا حيويًا سيغير وجه الخرطوم في الأيام القادمة، ومن يعرف سيرته يدرك أنه لا يطلق الوعود عبثًا، هو واحد من القادة الذين يكتبون أسماءهم في ذاكرة الوطن بالفعل لا بالكلام، ويزرعون النظام في قلب الفوضى حتى تعود الخرطوم إلى أهلها كما يجب أن تكون: مدينةً منظمة، آمنة، وعنوانًا لهيبة الدولة.


