رأي
من أعلى المنصة ياسر الفادني رَسَلُوهُ للداية … جَا معَ السِمَاية !!
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
رَسَلُوهُ للداية … جَا معَ السِمَاية !!
الإتحاد الإفريق هذا الكيان الكرتوني الذي يتنفس هواء العواصم الباردة ويبيعنا الوهم في بيانات باهتة، خرج علينا أمس ببيان يشبهه تمامًا: هزيل، بلا طعم ولا رائحة، مثل قهوة أعيد غليها عشر مرات حتى فقدت كل نكهتها، البيان الذي أصدره دعماً لما كتبته دويلة الشر باسم الرباعية لم يكن مفاجئًا، لأن الإتحاد الإفريقي منذ زمن طويل إختار أن يكون مجرد ديكور في مسرح السياسة الدولية، يصفق في الوقت الخطأ ويصمت حين تُسفك الدماء
ألم يكن هؤلاء هم أنفسهم الذين زرعوا أول بذور الفتنة عندما جاءوا متظاهرين بالحرص على السودان، فكتبوا وأخرجوا الوثيقة الدستورية الكارثية؟ ذلك الخازوق الأكبر الذي بقي حتى الآن مثل (الخابور) الصدئ في خاصرة البلاد ثم عادوا مرة أخرى ليضعوا الإطاري المسموم الذي قاد إلى الحرب، وكأن الخراب هوايتهم المفضلة
الإتحاد الإفريقي اليوم أشبه بمبنى ضخم بلا روح، يملؤه المرتشون والمتسلقون الذين لا صوت لهم إلا همسات المصالح الشخصية، لم نسمع يومًا أنه حل أزمة في أي دولة إفريقية، بل حتى صوته مبحوح ومنخفض لدرجة أن الإرادة الدولية لا تعيره إهتمامًا، كانوا دائمًا جزءًا من الجوقة التي يقودها (فولكر) ، يشمون ذات الرائحة النتنة التي دلّتهم على خرائط خراب السودان، ويسيرون خلفها كالقطيع
كان الأجدر بالاتحاد الإفريقي أن يرفع إصبعه ويشير بوضوح إلى تلك الدويلة التي أشعلت نيران الحرب، وأن يدين إنتهاكات المليشيا التي يعرفها حق المعرفة، كان عليه أن يستمع أولًا لرأي الحكومة السودانية ولصوت الشعب السوداني، لا إلى طبالي الأروقة والكورس المأجور خلفهم، لكنه وكعادته، إختار الطريق الأسهل: أن يصفق حين يدفع لقادته ، ويهمس حيث يجب أن يصرخ!
إني من منصتي أنظر …. حيث اري… أن بيان الاتحاد الإفريقي الأخير لم يضف شيئًا سوى تأكيد ضعفه وعجزه، جاء مثل طفل أرسلته أمه لشراء دواء فعاد بحفنة سكاكر !! أو كما قال المثل السوداني: ( رسلوه للداية … جَا معَ السِمَاية) !!.