رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب يا إبن عبد العزيز .. متى تعود الخلافة الإسلامية لنرفع عنا ظلم اليهود والنصارى؟!!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
يا إبن عبد العزيز .. متى تعود الخلافة الإسلامية لنرفع عنا ظلم اليهود والنصارى؟!!

يقول إبن كثير في الجزء التاسع من موسوعته البداية والنهاية في فصل خلافة عمر بن عبدالعزيز ، يقول: (( لما تلقى عمر بن عبدالعزيز خبر توليه (للخلافة) ..انصدع قلبه من البكاء ، وهو في الصف الأول ..
فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف ، ويرتعد ..
وأوقفوه أمام الناس ، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء ..
قال لهم: بيعتكم بأعناقكم ، لا أريد خلافتكم ..
فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت ..
فاندفع يتحدث ، فذكر الموت ، وذكر لقاء الله ..
وذكر مصارع الغابرين ، حتى بكى من بالمسجد .
يقول رجاء بن حيوة : والله لقد كنت أنظر إلى جدران مسجد بني أمية ونحن نبكي ..
هل تبكي معنا !! ثم نزل ..
فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بسلفه ..
قال: لا ، إنما أنا رجل من المسلمين ..
غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية أمام الله ..
قربوا لي بغلتي فحسب ، فركب بغلته ، وانطلق إلى البيت ..
فنزل من قصره ، وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين .

نزل عمر بن عبد العزيز في غرفة في دمشق أمام الناس ..
ليكون قريبًا من المساكين والفقراء والأرامل ..
ثم استدعى زوجته فاطمة ، بنت الخلفاء ، أخت الخلفاء ، زوجة الخليفة ..
فقال لها: يا فاطمة ، إني قد وليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام ..
وتعلمون أن الخارطة التي كان يحكمها عمر ..
تمتد من السند شرقًا إلى الرباط غربًا ..
ومن تركستان شمالاً ، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا ..
قال: فإن كنت تريدين الله والدار الآخرة ..
فسلّمي حُليّك وذهبك إلى بيت المال ..
وإن كنت تريدين الدنيا ، فتعالي أمتعك متاعاً حسنًا ..
واذهبي إلى بيت أبيك ، قالت: لا والله ، الحياة حياتُك ، والموت موتُك ..
وسلّمت متاعها وحليّها وذهبها ، فرفَعَه إلى ميزانية المسلمين .
ونام القيلولة في اليوم الأول ، فأتاه ابنه الصالح عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ..
فقال: يا أبتاه ، تنام وقد وليت أمر أمة محمد ..
فيهم الفقير والجائع والمسكين والأرملة ..
كلهم يسألونك يوم القيامة ..!
فبكى عمر .
عاش عمر – رحمه الله تعالى – عيشة الفقراء .. وكان يأتدم خبز الشعير في الزيت .. وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب ..ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم .
أتى إلى بيت المال يزوره ، فشم رائحة طيب .. فسدّ أنفه، قالوا: مالك؟ قال: أخشى أن يسألني الله – عز وجل – يوم القيامة ..
لم شممت طيب المسلمين في بيت المال ..
إلى هذه الدرجة ، إلى هذا المستوى ، إلى هذا العُمق . !
دخل عليه أضياف في الليل ..
فانطفأ السراج في غرفته ، فقام يصلحه ..
فقالوا: يا أمير المؤمنين: اجلس قال: لا ، فأصلح السراج ، وعاد مكانه ..
وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز .
قالوا لامرأته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله ، أن تصِفي عمر؟
قالت: والله ما كان ينام الليل ..
والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض ..
كما ينتفض العصفور ، قلت: مالك يا أمير المؤمنين ؟
قال: مالي !! توليت أمر أمة محمد !
وفيهم الضعيف المجهد ، والفقير المنكوب ، والمسكين الجائع ، والأرملة ، ثم لا أبكي ..!!
سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً ، فكيف أُجيب !
خروج اول
لله درك يا خامس الخلفاء الراشدين وحفيد الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )، أنت وجدك لقد اتعبتما كل حاكم عربي مسلم أو حاكم مسلم من باقي الأمم، اذ جميعهم منذ ما يقارب الالف وثلاثمائة سنة رسبوا في امتحان مخافة الله ورد الحقوق لأهلها وتقوى الله فيمن تحتهم من الرعية وآخرهم قادة دول العالم الإسلامي اليوم دون فرز، قاتلهم الله.
خروج أخير
لن يعود الاسلام الى مجده مرة أخرى، الا برجل مؤمن قوي يعيد الخلافة الآسلامية الى سابق عهدها، فأمربكا كانت ولايات متناحرة متنافسة فيما بينها، وعندما إتحدت حكمت العالم أجمع.
ونحن قبل أكثر من ألف عام تحت ظل الخلافة الإسلامية كنا سادة الدنيا كلها بفضل ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) صلى الله عليه وسلم، التي جمعت كلمتنا ووحدت صفوفنا، حتى تفرقنا شيعا وطوائف فضاع منا كل شئ واضحت كل عشيرة منا تعلن دولتها المستقلة من داخل ( كشك) صغير يسمى حينا جمهورية واخرى مملكة وتارة آمارة ومن ثم سلطنة لنتقاتل مع بعضنا البعض ونحيك الدسائس والمؤامرات لبعضنا البعض ونتحالف مع البهود والنصارى لهزيمة بعضنا البعض من أجل المال والآنحلال وتقليد الكفرة الفجرة، لله دركم يا خلفاء المسلمين الأربعة ابوبكر وعمر وعثمان وعلي، ما بدلتم في إرث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خردلة، ومن ثم ماجت الأرض بمن أتى من بعدكم حتى أعاد الخليفة عمر بن عبد العزيز الأمور الى نصابها، ومن ثم عاث من بعد شذاذ الآفاق ممن يسمون خلفاء المسلمين فسادا في الأرض وتقطعت، دولة الإسلام الى جزر معزولة فأعادت الخلافة العثمانية شيئا من البريق لبضع مئات من السنين، ثم عدنا للتشرذم والتفرق والشتات واضحى المسلم ذليلا في دول العالم، وآخر الفواجع استهداف الطائرات الإسرائيلة لمدينة الدوحة القطرية لقتل قادة حركة حماس الإسلامية بعد أن أبادت الدبابات الإسرائيلية نصف الشعب المسلم في غزة، فماذا فعل قادة الدول المسماة زورا إسلامية، لقد اصدروا العديد من بيانات الشجب والغضب وهم يأكلون الخراف المشوية على الجمر ويتابعون بفسق بائن تلوى الراقصات الفاتنات أمامهم كل ليلة.

مقالات ذات صلة

إغلاق