رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب ورحل إيلا .. أقوى رجل في عهد الآنقاذ !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
ورحل إيلا .. أقوى رجل في عهد الآنقاذ !!
غيب الموت أمس رئيس الوزراء الأسبق ووالي ولايتي البحر الأحمر والجزيرة سابقا الدكتور محمد طاهر إيلا، أو رجل المهام الصعبة في عهد الإنقاذ الذي ولى ، رحل إيلا بعد جعل ان جعل من ولاية الحزيرة ( عروس ) السودان وقد تسلمها ( شينة ومبشتنة ) اما البحر الأحمر مرتع صباه فكانت في عهده عروس البحر الحورية، ورغم اجازاته في الجزيرة فإن ( عرب الجزيرة ) قد بادلوه جفاء بوفاء من اعلى قممهم السياسية بالمجلس التشريعي ليتدخل المركز ويحل المشكل.
وحين زاره الرئيس السابق البشير في العام 2018م ورشحه في خطابه لقيادة البلاد عبر الانتخابات المزمع قيامها في العام 2020م لعلو كعبه بين جميع الكيزان حتى بعد موته، حينها كتبت زاويتي بصحيفة الأهرام اليوم محذرا له من انه لايصلح رئيسا للجمهورية وعليه ان يظل واليا متنقلا في جميع ولايات السودان قلت حينها :
(( رفع رئيس الجمهورية معنويات والي الجزيرة الدكتور محمد طاهر إيلا عاليا ، حين قال أنه سيدعمه في حال ترشحه لرئاسة جمهورية السودان ( الديمقراطية) في العام 2020م ، وهذا شعور طيب منه تجاه إيلا الذي أنقلب عليه معظم أهل الجزيرة من ( المتململين) حتى أعضاء المجلس التشريعي الذي يقود حكومته ، فجاءت تزكية الرئيس له قبل عامين من وقوف أهل السودان أمام صناديق الإقتراع ليقطع دابر الذين تمردوا ويلجمهم حجرا خشنا في أفواههم لا تستسيغه حلاقيمهم المترفة بالدعة والراحة ، فصمتوا صمت القبور ولم يلووا على شئ .
إذن فإن إيلا الذي (سردب ) حين نال التقريظ الكبير من أكبر رجل في السودان (خانة) ومكانة ، كان عليه أن يعتذر بأدب في ذات المنصة ويرجع الكرة للرئيس ويعلن أنه يرشحه لولاية جديدة في العام 2020 م حتى يكمل مسيرة البناء بما له من خبرات متراكمة في كل شئ حربا وسلما وسياسة وفنا ومعايشة إجتماعية مدروسة وحلول آنية للمشاكل المفاجئة والخطيرة ، فإن الدكتور إيلا رغم إنجازاته الكبيرة والكثيرة والمتمثلة في تهيئة البنية التحتية لولاية البحر الأحمر من قبل ومن ثم ولاية الجزيرة ، قد عجز عن كسب ود بعض مواطنيه ، فكيف به إذا أصبح رئيسا للسودان ، بلا شك فإن أعضاء المجلس الوطني الكبير سيتبادلون إطلاق النار داخل قبة البرلمان .
فإن الله قد خاطب نبيه صلوات الله وسلامه عليه من قبل في كتابه الكريم بقوله ( ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك ) والدكتور إيلا تمرد عليه أكثر من ستين نائبا يشكلون الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطني بتشريعي الجزيرة ويمثلون الحزب الحاكم ويعدون حزبيا أخوة وشركاء له في الهم الوطني ، فكيف به بعد أن يصبح رئيسا للجمهورية في برلمان به نيف وسبعين حزبا سياسيا لايؤمنون به بعد أن رأوا أهل بيته ( تشريعي الجزيرة) يحيكون له المؤامرات ( بحسب المقربين من إيلا ) ويسعون جاهدين لأن يجلسوه في (كرسي المعاش) رغم عضلاته القوية وحب جل البسطاء له في ولاية الجزيرة .
فإن المسافة بين المسؤول التنفيذي والمسؤول القائد مليئة بـ( الحفر والمطبات) ولا يستطيع العبور فيها إلا رجل يقود السودان بـ( ماكينة) البشير ، الذي يحبه أهل السودان جدا ، وحتى الأطفال والشباب والكبار يطلقون عليه لقب ( عمك بشة) و( أبودومات) و( فرتاك حافلن ) بينما نساء السودان يصفنه بـ( سيد الرجال ) فمن أين لمرشح جديد لقيادة البلاد أن ينال هذه الألقاب التي لاتمنحها جامعة أو هيئة عسكرية أو مدنية أو حتى دولية ؟
فنحن نريد إيلا أن يظل واليا فاعلا ، لا رئيسا مجهجها ، نريده أن يعمر كل ولايات السودان ، فما أن يفرغ من ترتيب ولاية الجزيرة ، عليه أن يرحل الى الخرطوم وجنوب وشرق وغرب ووسط دارفور والنيل الأزرق وغرب وحنوب كردفان والشمالية وكسلا والقضارف وباقي الولايات بما قدم من إنجازات وما يحمله في جعبته من حب كبير لهذا الوطن الجميل ، فليبقى إيلا واليا فقط .
خروج أخير
سيظل إيلا وأحمد هارون إسمان لامعان في دفتر الولاة الذين حكموا الولايات السودانية في عهد الآنقاذ ما بقيت الحياة ، ولا يملك أي منهما عصا موسى ولكنهما ظلا يؤمنان بأن لا مستحيل تحت الشمس)) .


