رأي
انتصار في معركة مختلفة من معارك الكرامة نقطة وسطر جديد الحاج الشكري

انتصار في معركة مختلفة من معارك الكرامة
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
*️⃣ كانت نقطة التجمع لعدد من الزملاء في مركز أمدرمان الثقافي والجميع كان يهئي نفسه لحضور مؤتمر صحفي من داخل قاعة المركز وفجاءة دخل علينا ضابط صعد المنصة وحدث الحضور بأدب واحترام بأن على الجميع التوجه نحو العربات لان الموتمر سيعقد في مكان آخر غير معلوم وكان جميع الزملاء لا يعلمون حتى موضوع اللقاء ولكنني كنت على علم به ولكن لا افشي سر ملكتني له الجهة المنظمة للمؤتمر ونحن نتحرك بمجموعة من العربات من أمدرمان إلى الخرطوم ثم إلى بحري كنت انظر إلى شوارع الخرطوم التي بدأت تدب فيها الحياة تدريجيا قلت في نفسي طالما اننا ذاهبين لحضور اعلان الشهادة السودانية للعام ٢٠٢٤م من داخل العاصمة الخرطوم وفي ظل هذه الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة وطالما هناك إرادة سودانية قوية لمواصلة مسيرة التعليم رغم ضراوة التيار وصعوبة المحن فإنني متأكد تاكيد يصل حد اليقين بأن من يعيش منا سيرى في يوم من الايام وفي المستقبل في شوارع الخرطوم ناطحات السحاب العملاقة وشبكات الطرق السريعة الكثيفة المتقاطعة وقلت طالما اننا قادمين على تدشين قطار التعليم فإنني من تحت اكوام الرماد هذه وحجم الدمار هذا فإننا سنرى في المستقبل عاصمة من عالم استثنائي اخر مدهش وجميل وليس هناك مستحيل خاصة إذا اهتمت الدولة بالعلم والبحث والمعرفة٠٠ اذكر انني ذهبت ضمن وفد سوداني في العام ٢٠٠٨م إلى الجماهيرية العربية الليبية واتيحت لي فرصة ان احضر محاضرة في جامعة الفاتح من سبتمبر بالعاصمة الليبية طرابلس تحدث لنا واحد من العلماء قائلا ان الوطن العربي كله لايمكن أن يهزم إسرائيل (اذا لم يغير نهجه) وطالما انه لاينفق على البحث العلمي أكثر من ١% من جملة الدخل القومي وطالما تنفق إسرائيل أكثر من ١٧% من جملة الدخل القومي على البحث العلمي ٠٠ ولعل هذا هو سر قوة الدول الكبرى ٠٠
*️⃣ اعلان نتيجة الشهادة السودانية من داخل ولاية الخرطوم كان نصرا من نوع آخر وضربة موجعة من ضربات الكرامة في وجه المليشيا القبيح ٠٠ نعم كانت رسالة قوية ان يقام الموتمر أو الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية من داخل مباني وزارة التعليم والتربية الوطنية بولاية الخرطوم وان يشرف المؤتمر الاستاد أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم وأعضاء حكومته حيث تقدم الحضور الدكتور التهامي الزين حجر وزير التعليم والتربية الوطنية الاتحادي والذي أعلن نتيجة الشهادة السودانية للعام ٢٠٠٢٤م بنسبة نجاح بلغت ٦٨% أحرزت فيها الطالبة رهف الأمين الطيب البشير المركز الأول من مدرسة القنصلية العامة باسوان بنسبة نجاح بلغت ٩٧% فيما احرز الطالب مؤيد الصادق علي المرتبة الثانية من مدرسة ابازر الكودة بأمدرمان بنسبة نجاح بلغت ٩٦% وذكر التهامي ان عدد مراكز الامتحانات ٢٠٧٨مركز منها ١٢ مركز بالخارج مشيرا بان نتيجة هذا العام كانت بجهود المعلمين والقوات المسلحة والشرطة والمالية والخارجية والصحة والطلاب كاشفا عن امتحانات العام ٢٠٠٢٥م ستنعقد في ١٣ أبريل ٢٠٢٦م ٠٠
*️⃣ دمعت عيناي دون أن أشعر عندما أعلن من منصة المؤتمر عن الطالب الياس محمد أحمد من قرية ود النورة المنكوبة وهو يحرز المركز رقم ٧٧ بنسبة نجاح بلغت ٩٤% وفي تلك اللحظات ضجت كل القاعة بالتصفيق الحار المتواصل وربما لم تشهد هذه القاعة تصفيق كهذا تضامنا مع أهل ود النورة واعجابا بإرادة هذا الطالب الذي تغلبت فيه على الظلم والاستبداد والطغيان
*️⃣ وفي ختام هذا المقال لابد أن نرسل تحايا خاصة لكل من شارك في إكمال هذا العمل الوطني الكبير تحية عطرة لكل معلم امين ولكل عسكري شجاع ولكل موظف وطني ولكل اب غيور ولكل طالب طموح ٠٠
*️⃣ بعد انتهاء هذا المؤتمر تظهر لنا عدد من الحقائق لابد أن نؤمن بها جميعا٠٠
اول هذه الحقائق ان المليشيا وحكومتها الموهومة يمكن أن تحارب ولكنها من المستحيل ان تقيم امتحانات للشهادة السودانية لأنها لاتملك القدرة الفنية ولاتسندها شرعية قانونية ٠٠
والحقيقة الثانية ان الشعب سيكون مدين لحكومة تهتم بتعليم أبنائه في وقت ينتشر فيه الجهل في مناطق سيطرة المليشيا٠٠
وتبقى الحقيقة الثالثة ان العلم هو الطريق الوحيد لنهضة وتطور الأمة السودانية وهو ذات النهج الذي أحدث الفرق بيننا وبين العالم الاول في أروبا وأمريكا فكانوا هم بالعلم في المقدمة وكنا نحن بالجهل والتخلف والتعصب والعنصرية في المؤخرة ولكن صدقوني بعد هذه المعركة فإن كل شي سيكون مختلف ٠٠ فبالعلم سنبني أعظم أمة على وجه الارض تكون فيها النهضة بالعلم والمعرفة والسيادة للقانون والسلطة للوطنيين المخلصين من ابناء بلادي من العسكرييين والمدنيين اما أصحاب الولاءات المزدوجة من الذين اجسادهم في مجلس الوزراء وقلوبهم في الإمارات فلن ولم يحكمونا بعد هذه الحرب إلا ونحن تحت الأرض ٠٠ نقطة وسطر جديد ٠٠


