رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب مدينة الصفوة ..( عروس البشير ) التي دمرها الجنجويد واللصوص والمتعاونون

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
مدينة الصفوة ..( عروس البشير ) التي دمرها الجنجويد واللصوص والمتعاونون !!
عندما قام صندوق الإسكان والتعمير بتخطيط وتنفيذ مدينة الصفوة الإسكانية بمواصفات أقل مايقال عنها أنها عالمية ، كان في رؤوس قادة الصندوق ( الأذكياء ) أنهم سينقلون المدنية والحضارة الى أطراف العاصمة التي إمتلأت بالناس حتى أضحت غير قادرة على التنفس .
وتم الأمر وأفتتحت مساكن الصفوة البالغ عددها 16 ألف مسكن ومازالت هناك مربعات لم تبنى بعد ليكتمل العدد بحسب مصادر عليمة الى 30 ألف منزل في القريب العاجل ، وقامت الإدارة بسحب القرعة وتسلم الناس منازلهم رغم بعد المسافة عن طريق ليبيا الصفوة ، فوعد والي الخرطوم الأسبق الدكتور عبدالرحمن الخضر بتشييد الطريق المختصر الذي يربط المدينة بإدارية أبوسعد ، لأن الصفوة إدارية بذاتها وأبوسعد إدارية قديمة وتتبعان معاً لمحلية أم درمان .
غير أن الوالي الخضر رحل ، والمعتمد القديم لأم درمان أيضاً رحل وجاء ومن بعده الفريق أول عبدالرحيم والياً للخرطوم فعلق أهالي الصفوة آمالهم فيه، وجاء مجدي عبدالعزيز معتمداً لأم درمان وأيضاً فرح بمقدمه سكان الصفوة لأن الرجل جاء من إدارة المراسم بالقصر الجمهوري وصحفيو الصفوة بمربعي 6 و5 ب أيضاً فرحوا بمقدمه لأنه كان صاحب عمود صحفي بالزميلة (السوداني) ويدرك كنه الادارة المدنية وحاجات الناس ومشاكلهم وهو الآن رئيس تحرير منصة الكترونية.
لكن الذي نعيشه وعايشنها في المدينة الجميلة الآن أطاح بالطموحات تماماً فلم يزرنا الوالي ابدا ولا المعتمد مجدي ايضا ، خاصة بعد دخول أخواننا بالحلة الجديدة أنذاك والمعاد تخطيطها الى مدينة الصفوة ، فقد أصبحت صحة البيئة صفراً بعد أن أضحى السكان يرمون بالنفايات في مجاري الخريف العميقة حتى كادت أن تنسد وتوالد فيها الذباب بصورة جنونية حتى إنك لاتستطيع أن تأكل في مدينة الصفوة نهاراً إلا تحت مروحة سقف كبيرة وتعمل في درجة خمسة .
وكانت هناك مشكلة مياه وهي جزئية وتخص مربعي 6 و7 ، قبل احتلال الصفوة لعامين ونصف العام من قبل الجنجويد الذين عاثوا فيها فسادا وتزوحوا العديد من فتياتها بالإكراه وبالطبع غادرن معهم عندما دخلتها جحافل الجيش. ولكنهم كانوا قد خربوا كل شئ بالنهب والسلب وتهريب المنازل وافراغها من محتوياتها وتقف منازل الصحافيين على فظاعة المشهد وهي منزلي ومنازل الزملاء رمضان محجوب والدكتور آدم حسن أدروب والدكتور حافظ كوكو وعبدالله سليمان وبخيتة زايد ورشا عثمان ونجلاء بادي والقائمة تطول وجميعهم اعضاء في الإتحاد العام للصحفيين السودانيين. او الاجسام الاخرى.
فبالأمس القريب زرت مدينة الصفوة . بعد سنوات ثلاث او تكاد ، فقد تم اعتقالي فيها بمعية الزميل رمضان محجوب في صبيحة عيد الأضحى المبارك في العام 2023م- أي بعد شهرين وخمسة عشر يوما من تاريخ اندلاع الحرب، ولكننا تمكنا من الهرب ( وتلك قصة أخرى) ، وكل منا اخذ عياله وغادر الى مكان آمن فتيمتت أنا شطر محلية كرري البسالة ، ولكن رمضان أخطأ وذهب الى ولاية الجزيرة، فتبعه الجنجويد ثم سنار ولحق به الأوغاد ثم القضارف فكسلا وهيا وعطبرة وبعد معاناة وصل الى مسقط رأسه دنقلا الصامدة بسلام .
الصفوة الآن شبه خالية من السكان خاصة مربعنا ( مربع 6 صحفيين) لايسكنه بعد الحرب أي صحفي، والمنازل أقتلع البلك المشيدة به في اماكن كثيرة والاثاثات والمنقولات تم نهبها وايضا العديد من النوافذ والأبواب لم تسلم من النهب ، اما منزلي فقد اقتلعوا برنداته و( شفشفوا ما بداخله ) وكذلك بالنسبة للزميلة رشا احمد عثمان التي خربوا بيتها ومركزها التعليمي ونهبوه ، ولاتوجد بالمدينة مياه او كهرباء والمتواجدون يشربون من آبار المزارع المحيطة بالصفوة عبر ( كاروهات الحمير ) وبمال جزيل.
ويحمد لإرتكازات سلاح المهندسين التي تتواجد فيها الآن ان الجنود الشجعان منعوا المتواجدين بالمدينة من عرض ابواب وشبابيك صندوق الاسكان للبيع في الظلط الرئيسي او في أي مكان وكل من إقتلع شباكا او بابا كان مصيره معتقلات جهاز الأمن في سركاب ، وبذا فقد توقف التشليع رغم تواجد اللصوص والمتعاونين السابقين مع الجنجويد بداخلها ، وإذا قامت السلطات بتفتيش منازلهم لوجدت اطنانا من المسروقات والمنهوبات بداخلها.
ولكي تعود عروس غرب أم درمان الى سالف عهدها ، يجب توفير الكهرباء والمياه فورا ، ومن ثم التدخل بتعديل تعرفة المواصلات اذ لايمكن ان يدفع القادم اليها من سوق ليبيا ثلاثة آلاف جنيه للحافلة الكبيرة، اذن كيف يذهب الناس الى اعمالهم وهم يدفعون ماجنوه كاملا للمواصلات .
ويحب يراجع سحل السكان بالاوراق الثبوتية فهناك الكثير من الأجانب من دول الجوار يسكنونها ويمارسون النهب والسلب ليلا ونهار في الشوارع الخالية.
فإن لم تتخذ ولاية الخرطوم إجراءآت خدمية وامنية عاجلها فإن الصفوة ذات الستة عشر ألف منزل ستسوى بالأرض وتلحق بما حاق بإسكان مدينة الفتح 4 الذي نزعت سقوفاته الأسمنتية وسرق سيخ تسليحها والنوافذ والأبواب وهدمت دورات المياه ونهب طوب البلك الذي بنيت به واعادها اللصوص أرضا جرداء بعد أن كانت مربعات إسكانية جميلة تنتظر السكان ولكن الحرب غيرت كل شئ.
سيدي والي الخرطوم والآخ مدير الصندوق والأخ المدير التنفيذي لمحلية امدرمان ، نريد منكم مجتمعين أن تحلوا مشكلة المياه والكهرباء والازدواج في الإمداد المائي بين مربعات الصفوة وأن تجدوا لنا آلية للنفايات وتنظيف المجاري ، وأن ترسلوا عربات رش الحشرات لقتل الذباب وما شاكله، ففي المنطقة الآن نوع من الكحة والنزلات لاتستجيب للعلاج أصابت الأطفال وأن تبدأ الولاية في رصف وتشييد طرق الصفوة الرابط بمسلخ غناوة لكي لا نقطع 40 كيلو متراً للخرطوم عبر ليبيا ذهاباً ومثلها في الاياب فقد ضاعت مرتباتنا مواصلات بجشع اصحاب الحافلات ، ونؤكد لكم أن الصفوة ستظل أجمل مدينة إسكانية في السودان كما وصفت لحظة إفتتاحها .

مقالات ذات صلة

إغلاق