Uncategorized

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب هكذا سقطت الانقاذ وغرق بشيرها في شبر ماء الترضيات .. وركوب الرأس !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
هكذا سقطت الانقاذ وغرق بشيرها في شبر ماء الترضيات .. وركوب الرأس !!

في العام 2018 م ضحت حكومة الإنقاذ بوزير الثقافة والاعلام والسياحة الطيب حسن بدوي لترضية بعض الحركات الموقعة على السلام وجاءت بالمحامي عمر سليمان مكانه، وكان الطيب قد ابهر قبيل عزله في اداء مهامة رغم حنق مرؤسيه عليه لشح يده في تحفيزهم ، فكتبت هذه الزاوية معددا اخطاء الانقاذ ( الحكومة والمعتقد والايدلوجيا) محذرا فيها من دنو نهاية أجلها لتخبطتها في اتخاذ القرارات المصيرية، وما أشبه اللليلة بالبارحة وغدا سيحدث لرفاق كامل ادريس ما حدث للذين ظنوا أنهم خالدون ومخلدون.
فكتبت حينها :
(( حتى نهار أمس كان مبدعو السودان ينتظرون أن يسمى ( ودالنوبة ) الأستاذ الطيب حسن بدوى وزيرا للثقافة والسياحة والآثار لما قدمه من إنجاز تلو الإنجاز في تجرد ونكران ذات حتى أصبح الوزير الذي ( لايفتر ) ويتابع عمله بنفسه حلا وترحالا دون أن يظهر ( تعبه ) وتكسو وجهه إبتسامة ( بشوشة ) لكل من يلتقيه ، ولكن خاب أمل المبدعين وتيقنوا أن الطيب لن يعود الى هذه الوزارة حتى العام 2020م موعد الانتخابات الذي ضربتة قيادة الانقاذ من قبل ، وذات السيناريو طبقته ( حكومة الإنقاذ ) قبل سنوات في الأستاذ السموأل خلف الله وزير الثقافة الأسبق الذي سارت بذكره الركبان لما قدمه للثقافة والمثقفين ، ولكنها عقلية السياسيين الذين لا يحسون الإبداع أبدا و( المؤمن لا يلدغ من جحر واحدرتين ) ولكنه قدر مبدعي السودان أن يفارقوا قادة ثقافتهم لإرضاء ( طالبي الإستوزار ) من الحركات والأحزاب التي تود أن تضع قدما في الوزارة حتى إن كانت ( وزارة للثقافة ) رغم أن أهل دارفور يقولون صادقين ( ألمي حامي ولا لعب قعونج ) أي أن للثقافة لقادتها فقط وليست محلا للترضيات ولكن الانقاذ تعتبرها وزارة هامشية كما قال وزير ماليتها عبدالرحيم حمدي عندما طالبوه بفتح بند لأقامة مهرجان الثقافة الخامس قال بالحرف الواحد (( ما عندي قروش للغنا والرقيص )).
ومن قبل قلت أن الإنقاذ (المعتقد والأيدلوجيا ) قد جمعت في بداياتها كماً هائلاً من المبدعين في شتى ضروب الإبداع وانتجوا لها ما عرف من بعد بالأدب الجهادي وعبر كلماته وموسيقاه تمكنت من تجييش الشعب السوداني بالدفاع الشعبي والدبابين والشرطة الشعبية الذين قادت بهم أشرس معاركها مع الجنوبيين الذين أصبحوا دولة الآن ، وأبرزها معارك صيف العبور والميل أربعين وخور انجليز وتوريت والعاديات ضبحا والمغيرات صبحا والكرتيب وبور وجبال تلشي وسندرو وغيرها من عمليات القوات المسلحة ضد المتمردين آنذاك ، وحينها كانت الإنقاذ كياناً سياسياً قابضا ، قبل أن تصبح حزباً سياسياً محدوداً مهماً كان عدد مؤيديه ليحمل اسم المؤتمر الوطني ، وكان الحداة من المبدعين يجدون التقدير داخل ميادين القتال والتدريب وفي المدن المحررة ووسط المقاتلين باعتبارهم جذوة الحماس التي تثبت النفوس في لحظات الترقب والإستعداد برفعهم للمعنويات للحيلولة دون العودة الى الوراء ، فسطع نجم قيقم ، شنان ، محمد عبدالحليم ، محمد عبدالسلام ، كسلاوي ، كمال ترباس ، سر الختم عووضة والراحل فراج الطيب ومن الضباط العقيد- اللواء -إبراهيم البشير ، المقدم فتح الرحمن الجعلي والرائد الشهيد وداعة الله إبراهيم في رائعته :(( يلا ياصيف العبور .. حرك الغضب اللي نام .. خلي عازة تعود عروس .. زاهية في مسك الختام ..)) بالإضافة الى العديد من الإعلاميين بمؤسسة الفداء التي كانت تنتج برنامج في ساحات الفداء للتلفزيون القومي ولم تكن هناك قناة فضائية خلافه أصلاً في ذلك الوقت فلمع نجم الأساتذة اسحق أحمد فضل الله ، عوض جادين محي الدين ، النورالكارس ، فضل الله أحمد عبدالله ورفاقهم وجميعهم تابعوا عمليات القوات المسلحة والدفاع الشعبي على الهواء مباشرة وظلوا يرصدونها بالكاميرا ليعدوا بالبرنامج الاسبوعي الذي كان يحرص كل أهل السودان على مشاهدته وباقي مشاهدي العالم قبل أن تعرف قناتي الحدث والجزيرة السالبة للألباب اليوم .
فسقطت الانقاذ وكانت تجلس بلا حداة ولا مبدعين ، وغرق بشيرها في شبر ماء الترضيات وركوب الرأس . وقد دعا داعى الفداء فلم يلبي أحدا منهم النداء ، فقد كان صغار الإنقاذيين يجترون مرارات الماضي التي مازالت غصة في حلوقهم ، فقد كانوا ملوكاً تحت دوي الانتصارات الباهرة وكانت الإذاعة والتلفزيون حصراً لهم لأكثر من ثلاثين عاماً ثم كان الفطام المر ، حتى أغنياتهم وأناشيدهم ماعادت تبث ولم نعد نسمع ( امة الامجاد حقيقة علمت معنى الرجالة … فيها احفاد النجومي فيها ابوقرجة البسالة) وما عدنا نطرب بـ( توكلنا على الله .. الله اكبر في ايدنا رشاش في ايدنا خنجر ) وما عاد شنان يستنهض الهمم بـ( اماماً اماماً جنود الفداء اعدوا الشباب ليوم النداء ) فقد طلقت الإنقاذ مبدعيها الجهاديين الى غير رجعة وما درت أن الأيام دول وأن السياسة لعبة قذرة لا ثابت فيها حتى وإن تنازلت عن ثلث مساحة السودان مرة أخرى ، فهاهم الإنفصاليون قادمون بالأصالة وبالوكالة عبر الجنجويد والحركة الشعبية والحركات المسلحة غير الموقعة على السلام والإمارات وإسرائيل وباقي الدول الكبرى التي تبحث عن كتوز الأرض وتركيع الشعوب .
فلا أحد يتذكر الإنقاذ الآن ، لأنها تركت الحبل على الغارب في الأسواق وأسقط في يد المواطن المسكين من أين له بثمن اللحم والفحم واللبن والسكر والخضار بجانب قطوعات الماء والكهرباء وعدم وجود المواصلات وظهور طبقة من الرأسمالية الطفيلية ارهقت جيوب الناس بالزيادات الفلكية في الأسعار .. فلم تجد الإنقاذ من يتغنى لها أبداً . والآن نأمل أن يسمى مثقف ليقود الثقافة فقد كتبنا هذه الزاوية قبيل المغيب بمدينة دنقلا التي دخلنها أمس في قافلة التعريف بدنقلا عاصمة الثقافة السودانية .))
خروج أخير
حتى لا يصبح السودان دولا خمس ويتشظى ويسهل التهامه من المتربصين ، داووا اعراض الفتنة والشقاق بلم الشمل ومحاسبة المجرمين والقبول بالجميع سواسية في وطن واحد وانبذوا الجهوية والقبلية والعرقية فإنها فرصتكم الأخيرة وقبل ذلك كله، نأمل أن يسمى مثقف ليقود الثقافة والسياحة في بلاد التنوع الثقافي ، وليكتفي الإعيسر بالإعلام ، أي يجب فك الإرتباط .

مقالات ذات صلة

إغلاق