Uncategorized

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب .. حكايات من دارفور .. غدا ستشرق الشمس في الفاشر ( حجر قدوه ) !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب ..
حكايات من دارفور .. غدا ستشرق الشمس في الفاشر ( حجر قدوه ) !!

في نهاية العام 2017 م ، جسدت فرقة السلام الفنية المصاحبة لقافلة المشروع القومي لتعزيز ثقافة السلام بقيادة الشاعر والفنان الصول الراحل محمد علي عبد المجيد ( ايقونة الشعر الحماسي ) ، جسدت معاناة مواطن دارفور جراء الحرب وظلالها السالبة على الأقليم بأكمله بإسكتش مسرحي مؤثر جدا ، دمعت معه عيون الجمهور في زالنجي ، نيرتتي ، قارسيلا ، أردمتا ، مورني والجنينة بالتتابع ، ويروي الإسكتش لمؤلفه الفنان الشامل محمد على عبد المجيد ، بشهادة البروفيسور الحاج أبا والدكتور عاطف عجيب والمدرب الذهني محمد عطا عبدالغفار والدكتورة آفاق محمد صادق ومقرر القافلة النذير الأمين خريف ، يروي إلتقاء إثنين من أهالى دارفور ، الأول مزارع والثاني راعي أبقار ، هربا من جهتين مختلفتين شهدتا هجوما مباغتا من حركة مسلحة ما ، ففرا بجلديهما في العراء ومازالت أصوات الرصاص تدوي من بعيد ، وبعد أن دخلا واديا معشبا ، تفاجأ كل منهما بوجود الآخر ، فصاح الأول للثاني بقوله : عبدالرحمن ، ورد الثاني : إسحق ، فتعانقا يبكيان في حرقة ، وحكى كل منهما لرفيقه خسارته من الحرب ، فقد فقد الأول طفله الذي تحمله زوجته على ظهرها برصاصة طائشة ومن ثم أخيه الكفيف الذي كان جالسا أمام أمام المنزل وتم إغتياله بغتة وهو لايرى شيئا ، وبكي الثاني مجددا فقد فقد زوجته الحامل وأمه وأبيه وهو يرى مقتلهم بأم عينيه بعد أن إختبأ في حفرة ، ومن ثم تعاهدا معا بأخذ ثأرهما من القتلة وأخذا يتنازعان في بندقية وجداها على الأرض فخرجت منها زخات من الرصاص في الهواء ، ولحظتها جاء رجل حكيم وصاح فيهما ( لا) وزاد وهو ناصح لهما بأن الثأر يجدد الأحزان في متوالية هندسية لن تبقي حيا واحدا على التراب الدارفور ، وأمرهما بالعودة الى صوت العقل ووضع السلاح أرضا ، فهو الداء الذي سلب دارفور الحزينة خضرتها وطهرها وخلاويها ومسائدها وصوت حيرانها في الغدو والآصال والأسحار وهم يرتلون القرآن الكريم حتى تهز معهم جنبات الوديان والخيران والرهود ، بل منع السلاح حرائر دارفور من الزواج والإنجاب وتكوين أسرة كبقية فتيات ولايات السودان الأخرى ، ومنعهن من الفرح والغناء في الساحات و(النقعات) على إيقاعات الفرنقبية و الكاتم وأم دقينة والمردوم والحسيس ونقارة الفور والداجو والمساليت والبرتي والزغاوة والزيادية والرزيقات والبني هلبة والهبانية والميما والإيرنقا والبرقد والسلامات والمسيرية وأولاد راشد .
نعم لقد فعلت البندقية برصاصها اللعين كل هذه الأفاعيل وستحصد ماتبقى من أهل دارفور عاجلا أم آجلا إن لم تقف الدولة بساق واحدة في عملية جمع السلاح بصورة مباشرة وبالتوعية والتثقيف للمواطن البسيط بخطر السلاح في أيدي المدنيين عبر مشروع تعزيز ثقافة السلام ، بالورش والمحاضرات والغناء والموسيقى والمسرح ، والأخير له تأثيره الأقوى ، لأن مواطن دارفور مازال يعيش على ( الحكي) في القرى والفرقان والنجوع ، والكل يستمع جيدا للمتحدث الذي يروي لهم فاجعة ما حتى إن كانت من نسج خياله الخصب .
وشاركت في مهمة التوعية بولايات دارفور الخمس كل من ، المنسقية العامة للخدمة الوطنية ومركز دراسات ثقافة السلام بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، ومركز السلام والتنمية بجامعة بحري ، بعدد من الأساتذة الأجلاء من حاملي الدرجات العلمية الرفيعة في حقوق الإنسان وتعزيز ثقافة السلام والتدريب الذهني من أجل دارفور جديدة ، قوامها العلم والعمل والعدالة الإجتماعية .
خروج أول
كان حري بحكومة السودان أن تأخذ الأمر مأخذ الجد ، فقد رأيت من خلال تطوافي مع القافلة في فيافي دارفور العديد من المدنيين مازالوا يحملون الأسلحة الثقيلة وهم فوق دوابهم أو راجلين وأمامهم مواشيهم ، وآخرين يقفون وسط مزارعهم الصغيرة وجميعهم أيديهم على الزناد ، فليستمر جمع السلاح بمحفزات أكثر قوة ، وإلا فإن القادم أسوأ .
خروج أول
جميع المناطق التي زرناها وقضينا فيها ليلة أو أكثر ليس بها مراكز شباب أو مراكز ثقافية ، فقط يشرب شبابها الشاي والقهوة والشيشة ويحملون أسلحتهم عيانا بيانا ، وقد سألت أحدهم بماذا سيكون رده إن طلبت منه الدولة تسليم سلاحه فرد ضاحكا ( نسلمها الفي يدي دي ونمشي نمرق آخرة ) فقلت له هل تمتلك بندقيتين ؟ فقال ( أي بيت فوقا خمسة ستة بنادق حقات راجل واحد )
ولكن حكومة الإنقاذ التي ذهبت أدراج الرياح لم تستمع لقولنا، بل أتت بقائد الجنجويد حميدتي ليكون حاميا لقائدها من نوائب الدهر ، فإنقلب عليه وأخذ نصف ملكة حين تم تعيينه نائبا لرئيس مجلس السيادة ، ولكنه كان طموحا جدا يريد السودن كله بلا سكان وذلك بإيعاز من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة بن زايد واللوبي الصهيوني والأمريكي والإمبراطورية التي غابت عنها الشمس ( بريطانيا ) وفرنسا واوكرانيا ومن ثم ( براطيش افريقيا ) في افريقيا الوسطى ، تشاد ، جنوب السودان ، اثيوبيا ، ليبيا، النيحر وغيرها ، الذين ساعدوا حميدتي ومليشياته من عرب دارفور السودان وعربان الشتات ومرتزقة كل الدول آنفة الذكر بسلاح لم يتوفر لأي دولة من دول العالم الثالث ذات سيادة ، فأعلن حربه على أهل السودان كله وعاث في الأرض فسادا، ولو لا قوة ضباط وجنود القوات المسلحة والمخابرات والمشركة والميتنفرون لتم له ما أراد بعد أن هيمن على نصف البلاد او أكثر من ذلك .
وجاءت فاجعة الفاشر التي دخلتها المليشيا بمعاونة الحقير خليفة حفتر والوضبع سلفاكير والرئيس الاوكراني زلنسكي الفاشل امام روسيا ، جاءت فاجعة ( حجر قدوه ) كأكبر وأفظع مجزرة بشرية على مر التأريخ الحديث.
ولكن آل دقلو الذين يكرهون سكان دارفور الأصليين من القبائل غير العربية ويعملون على إبادهم بسياسة الأرض المحروقة كما فعل اليهود في سكان غزة ، لن ينالوا ما يصبون اليه وكل جنودنا البواسل أياديهم على الزناد ونسور الجو ما فتأوا يجعلون من ارتال المرتزقة أكواما من الرماد .
خروج أخير
سنفرح غدا بتحرير كل شبر من بلادنا ولا نامت أعين الجبناء.

مقالات ذات صلة

إغلاق