Uncategorized
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب.. محمد يوسف موسى .. فات الأوان والإنكتب علي جبينا الليلة بان !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب..
محمد يوسف موسى .. فات الأوان والإنكتب علي جبينا الليلة بان !!
ولد الشاعر الراحل محمد يوسف موسى في حي العرب بأم درمان عام 1946. وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة أم درمان النموذجية الأولية والتعليم المتوسط في مدرسة حي العرب الوسطى بمسقط رأسه أم درمان والمرحلة الثانوية كانت في الكلية القبطية بالخرطوم.
ثم عمل محمد يوسف موسى في مصلحة البريد والبرق والهاتف وفي وزارة النقل والمواصلات في الفترة ما بين 1978 و2002 م متدرجاً في السلم الوظيفي فيها حتى وصل إلى مدير العلاقات العامة. كما عمل في مجال الصحافة كناقد فني في مجلتي الإذاعة والتلفزيون وصحيفة الرأي العام بالإضافة إلى صحيفتي الأضواء والأيام.
وتولى رئاسة اتحاد شعراء الأغنية السودانية منذ أكتوبر 1998 م حتى رحيله.
بدأ في كتابة الشعر منذ مرحلة مبكرة في سنه وُنشِرت أول قصيدة له في صحيفة «صوت السودان» وأول قصيدة غنائية له تغنى بها المطرب زيدان إبراهيم وقد كتب محمد يوسف موسى القصيدة وهو في سن السابعة عشرة. وكانت قصيدة «صدفة غريبة» التي ألفها في عام 1964 وتغنى بها صلاح بن البادية أول عمل أدبي لمحمد يوسف موسى يتم تسجيله كأغنية في الإذاعة السودانية بأم درمان.
وقد بلغ إنتاجه من القصائد الغنائية حوالي 80 قصيدة تغنى بها أكثر من 30 مطرباً منهم مطربون بارزون أمثال زيدان إبراهيم الذي غنى له 13 أغنية وكان زميل دراسته، وصلاح بن البادية وسيد خليفة ومحمد وردي وعثمان حسين وعبد القادر سالم وصلاح مصطفى وعمر إحساس وغيرهم.
ووثق له بعض النقاد في مجلة العربي الجديد عقب رحيله ب(( تعامل محمد يوسف موسى مع عدد من كبار الفنانين السودانيين؛ منهم عثمان حسين (1927 – 2008) الذي غنى له قصائد “الدرب الأخضر” و”تسابيح” و”أغرتني”، وكذلك مع سيد خليفة (1931 – 2001) في “صوت السماء” و”حرت أضحك ولا أبكي”، ومحمد وردي (1932 – 2012) في عدد من الأعمال مثل “عذبني وتفنن”، وزيدان إبراهيم (1943 – 2011) في ستة عشر عملاً من بينها “قلبك ليه تبدل” و”آخر حب وأول”.
ويعدّ موسى من الشعراء السودانيين القلائل الذين حافظوا على انتشارهم طوال أكثر من خمسين سنة، حيث استطاع أن يسّجل أكثر من ثمانين قصيدة تعتبر من كلاسيكيات الغناء السوداني قدّمها حوالي ثلاثون فناناً، منهم محمد مسكين، وصلاح عثمان، وصلاح مصطفى، ونجم الدين الفاضل، وسمية حسن، وعبد القادر سالم، ورغم أنه كتب أربع مجموعات شعرية إلا أنه ظلّ يؤجل نشرها حتى رحيله.
وفي قصيدته “حسنك أمر”، يقول “حسنك أمر../ والشوق بحور/ ما ليها حد.. ما ليها قيف/ أعبر بحر.. يمتد تاني بجر جديد/ وأحتار.. وأقف/ احترت كيف أقدر أصل/ احترت قول.. بالله كيف؟/ حسنك أمر… وا لهفتي/ وا لهفة القلب الرهيف/ زي قارب الليل اغرقو../ ما أتوسد أفاقه القمر”. )).
توفي شاعرنا الفذ محمد يوسف موسى فجر السبت 5 مايو 2018م ، عن 72 عامًا بعد ان ترك لنا ارثا كبيرا من الأغنيات العاطفية والوطنية .
خروج أول
رحم الله شاعرنا محمد يوسف موسى فقد كان مهذبا عفيف اللسان، محبا لكل الناس ، وقد حاورته قبيل رحيله عقب الإنقلاب الفاشل الذي قاده الشاعر الراحل عبدالله الكاظم عليه لينتزع منه رئاسة إتحاد شعراء الأغنية بمعية ستين شاعرا من الشعراء الشباب ، ولكن تدخلت يد القدر فمات الكاظم إثر علة لم تمهله طويلا ثم رحل محمد يوسف موسى ، ولم يعد لإتحاد شعراء الأغنية بريقه السابق وفي عام واحد قاده رئيسان ثم انطفأ بريقه تماما بعد أن اصبحنا نسمع نغمات أشعار الجنجويد بالرباعي والثنائي والدوشكات في خرطوم الإبداع ، وحين حررها جيشنا كانت كل عصافير الشعر قد نزحت ولجئت الى أماكن أخرى ولم تعد حتى الآن .
خروج أخير
قال محمد يوسف موسى :
فات الأوان والإنكتب علي جبينا الليلة بان..
اصبحنا أغراب نحن القراب لا رعشة لا لمسة حنان..
فات الأوان وماقادر أصدق انوُ نحنَ أواننا فات..
كيفن سنين الحب تفوت وياداب ظلال افراحها جات..
وكيف نفترق نقطع صلاتنا يوم مابدت بينا الصلات..
فات الأوان شيع غرامنا الإتولد ساعتو اللي مات..
فات الأوان ماتت دموع تعطر صدي الماضي اللي كان..
وفات الأوان والإنكتب علي جبينا الليله بان..
أنا عشت من قبلك غريب ماعرفت تقدير الزمن..
احبابي من قبلك دموع واصحابي من قبلك شجن..
كان عمري حفنات من ضياع ما ليه قيمه ولا تمن..
ويوم ماعرفتك كان سنين العُمر ولن وإنتهن..
فضلت إتحسر واقول ليه ماعرفتك من زمان..
الله..
الله..
الله.. لحبي الإندثر يوم ماظهر ماضاق شباب..
الله..
الله..
الله.. لقلبي الإحترق يوم إنفتح للجنه باب..
الله..
الله..
الله.. لشمعاتي الطفن يوم الظلام بالفرحه داب..
الله..
الله..
الله.. لعمري الإنتهي يوم إبتديت أحسب حساب ..
وقول الوداع فات الأوان ياريته فات قبل الأوان ..



