Uncategorized

من أعلى المنصة ياسر الفادني الإتحاد الأوروبي يطلق رصاصة مطاطية على ذيل التنين !

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

الإتحاد الأوروبي يطلق رصاصة مطاطية على ذيل التنين !

في خطوة تشبه الإحتفال بهدفٍ بالخطأ، يعلن الاتحاد الأوروبي بفخر أنه تحرك عبر معاقبة عبد الرحيم دقلو، كأن الرجل هو بؤرة الزلازل أو مهندس الفوضى، بينما الجميع يعرف أين يقف مركز الثقل الحقيقي… لكنهم يفضّلون ضرب ظلّ الأزمة لا رأسها

أراد الأوروبيون إظهار أنيابهم المصفرّة، فاختاروا الرجل الثاني: الذيل لا الرأس، التمثال لا الأسد ، قرار يجعل المراقب يتساءل: هل حقاً عجزت أجهزة إستخبارات كاملة عن رؤية الصورة؟ أم أنها رأت الحقيقة بوضوح… ثم قررت مغادرتها؟

الحسابات الدولية معقدة، وغياب رأس المليشيا أو ظهوره يزيد المشهد غموضاً؛ مرة يُرى، مرة يُسمع، ومرة يبدو وكأنه نسخة رقمية أُدرجت في لعبة فيديو، لا قائداً فعلياً في ساحة حرب، لذلك إختار الأوروبيون الطريق الأسهل: معاقبة من هو في المتناول

لكن العقوبات نفسها فقدت منذ زمن قدرتها على التأثير. تُعلن، تتصدر العناوين، ثم تتلاشى على الأرض كدلو ماء يُسكب على غابة تشتعل، أميركا فعلتها قبلاً، والاتحاد الأوروبي يعيد العرض ببرودٍ مثير للشفقة

الأسوأ أن هذا القرار يكشف ضحالة القراءة الخارجية للمشهد السوداني. كأنهم يقولون: اضرب أي شخص وستبدو خطوة شجاعة، بينما الحقيقة أنهم تجنبوا المواجهة الحقيقية، وفضّلوا وضع ملصق سياسي على أزمة تزداد اشتعالاً

إني من منصتي انظر….حيث أقول …. يبقى السؤال ذاته معلّقاً، ساخراً ولاذعاً:
هل يعاقبون الظل ويتركون الجسد؟
أم أن الجسد نفسه أصبح ظلاً… ولا يريد أحد أن يعترف بذلك .

مقالات ذات صلة

إغلاق