Uncategorized
ياسر الفادني يكتب ….. جنرال القضارف يعيد تشكيل المشهد

ياسر الفادني يكتب …..
جنرال القضارف يعيد تشكيل المشهد
يشهد المشهد العام في ولاية القضارف جولة جديدة من إعادة تشكيل المقاومة الشعبية، وهي المرة الثالثة التي يُقدم فيها الوالي على حلّ لجانها، غير أن هذه الخطوة تبدو هذه المرة مختلفة في دوافعها ومقاصدها، إذ يظهر أن الوالي بنى قراره على رؤية محددة يسعى لترسيخها عبر اختيار أشخاص يعتقد أنهم الأقدر على تحقيق الهدف الذي يتصوره لدور المقاومة الشعبية في هذه المرحلة
ومع أن المقاومة الشعبية في الولاية ظلت، عبر مختلف تشكيلاتها، ساحة لخلافات متكررة سرعان ما تطفو إلى السطح، إلا أن تكرار الحلّ من قبل الوالي يشير إلى قناعة راسخة لديه بأن الوضع الداخلي لتلك اللجان لم يعد يسمح لها بالقيام بأدوارها كما ينبغي، وقد رأى أن المعالجة تحتاج إلى إعادة بناء لا مجرد إصلاحات سطحية، خاصة وأنه اختبر بنفسه خلال فترة وجوده في الولاية طبيعة العلاقات الداخلية ودوائر التأثير والصراعات التي تعيق العمل وتقلل من جدواه
ومن الواضح أن الوالي، بعد الفترة التي قضاها في إدارة شؤون الولاية، أصبح أكثر إلماماً بشخصياتها الفاعلة، وأكثر قدرة على التمييز بين من يحملون الكفاءة والرؤية وبين من يصنعون نفوذهم من باب الولاءات والمجموعات الضيقة، والدليل على ذلك التعديلات الإدارية التي أدخلها مؤخراً، والتي انعكس أثرها على أداء الجهاز التنفيذي نحو الأفضل، مما يعزز الانطباع بأن الرجل بات أكثر ثقة في قراراته وأكثر قرباً من معرفة مواطن الخلل
إن اختيار قيادات جديدة للمقاومة الشعبية يجب أن يتم بقدر كبير من التروّي والتدقيق، لأن هذه اللجان ليست مجرد تكوينات شكلية، بل هي واجهة مجتمعية تحتاج إلى أشخاص أصحاب مسؤولية وقدرة على العمل دون إثارة انقسامات جديدة، وما يجب أن يحذر منه الوالي هو ترك باب الاختيارات مفتوحاً لمساحات التأثير غير الرسمية، أو السماح لقيادات بعينها بفرض خياراتها، فذلك قد يعيد إنتاج الأزمة نفسها في ثوب جديد
ويبقى الأمل معقوداً على أن تكون التعيينات المقبلة قادرة على تجاوز أزمات الماضي، وأن تأتي بشخصيات تضع مصلحة الولاية فوق أي اعتبار، وفي هذا السياق، فإن رسالة ينبغي أن يعيها أهل القضارف جميعاً: إن الخلافات المتكررة لا تصنع قوة، وإن الريح تذهب عن أي جماعة حين تنقسم على نفسها، ولعل المرحلة المقبلة تكون فرصة لتجاوز التشاكس وبناء مقاومة شعبية أكثر اتساقاً مع تطلعات الناس واستحقاقات المرحلة.


