Uncategorized
أعلى المنصة ياسر الفادني معجزة في وسط القضارف… أربعة عشر رجلاً يهزمون المستحيل

من أعلى المنصة
ياسر الفادني
معجزة في وسط القضارف… أربعة عشر رجلاً يهزمون المستحيل !
في الوقت الذي يخوض فيه جنود معركة الكرامة أعظم ميادين البذل والفداء، ينهض جنودٌ آخرون في جبهة مختلفة، لا يقل عطاؤهم صلابة ولا أثرهم حضوراً… جنود يحملون دفاتر الجباية بدل السلاح، وينثرون الطمأنينة في زمنٍ يحتاجه الوطن، هؤلاء هم رجال ديوان الزكاة بمحلية وسط القضارف، المؤسسة التي أثبتت رغم الظروف القاسية التي تعصف بالبلاد أن العمل يمكن أن يكون نموذجاً مضيئاً، إذا حمله رجال يعرفون معنى الأمانة والإخلاص
زكاة وسط القضارف، هذا العام، لم تكتفِ بالعمل الروتيني، بل تجاوزت كل التوقعات لتتربع على قمة محليات السودان في الجباية، بعد أن حققت رقماً غير مسبوق لامس ال 30 ترليون جنيه ، في إنجاز لا يشبه إلا حجم عزيمتهم، وهو إنجاز لم تصنعه جيوش من الموظفين، بل 14 موظفاً فقط و 7 موسميين، حملوا على أكتافهم مسؤولية محلية مترامية الأطراف، يعملون بأربع عربات، اثنتان منها في حاجة إلى الصيانة… ومع ذلك لم يتوقفوا لحظة، ولم يعرفوا التراجع
قوة أدائهم لم تكن صدفة؛ فالانسجام بينهم، وعلاقاتهم الرفيعة مع المكلفين، وروح الخدمة التي يتحلّون بها، جعلت المزارعين يأتون إليهم طواعية بزكاة أموالهم. مزارع واحد سلّم 2000 جوال ذرة دفعة واحدة، في دلالة على الثقة والوعي، وعلى أن القلوب إذا اطمأنت إلى عدالة المؤسسة، أقبلت عليها بلا تردد
نزاهتهم كانت العلامة الفارقة: لم يُفقد جوال واحد، ولم تُسجَّل مخالفة واحدة، وكل ما جُبي موجود الآن في المخازن، بوضوح وشفافية تحترم حق الله وحق الفقراء، وهذا وحده يكفي ليقال إن هذه المحلية ليست فقط ناجحة، بل نزيهة وشريفة، وقادرة على أن تكون قدوة لغيرها
والفضل في ذلك يعود إلى القيادة الرشيدة التي يشرف عليها والي ولاية القضارف الفريق الركن محمد احمد حسن رئيس مجلس الأمناء، وإلى المتابعة الدقيقة من أمين ديوان الزكاة بالولاية الأستاذ بشير محمد عمر
، ثم إلى الهادئ الخلوق فائق عبد الله عثمان مدير ديوان الزكاة بمحلية وسط القضارف ، وطاقمه الذين أثبتوا أن العمل حين يكون لله، يُثمر ولو انعدمت الوسائل
القضارف بخيرها لا تزال تتفرّد… ووسط القضارف تلمع هذا العام كـ قمر مكتمل وبحر عطاء لا يجف وما صنعه هؤلاء يستحق أن يُكرّم، لا بوصفه إنجازاً إدارياً فحسب، بل باعتباره نموذجاً نادراً لكيف يكون الإخلاص قادراً على صناعة المعجزات…. وكيف يكون التوزيع العادل لمصارف الزكاة واحتواء النازحين بالتنسيق مع لجان الزكاة القاعدية .




