رأي
*حميدتي صناعة الإسلاميين الفاخرة????* ✍???? *بروفيسور علي عيسى عبد الرحمن*
٠???? *ميدتي صناعة الإسلاميين الفاخرة????*
✍???? *بروفيسور علي عيسى عبد الرحمن*
حميدتي في الأصل هو صناعة الإسلاميين وقد تحدث الرئيس البشير (فك الله اسره) بأن أفضل قرار اتخذه في حياته هو إنشاؤه للدعم السريع وتلكم هي الصناعة الأولى ، فقد اوجد البشير الإسلامي الجنرال حميدتي من العدم ، ليرتقى حميدتي فيما بعد هذا المرتقى الصعب .
تأتي صناعة الإسلاميين الثانية للجنرال حميدتي بعد أن تماهى حميدتي مع اللجنة الأمنية وفعلوا فعلتهم وانقلبوا على رئيسهم ، فقد كان معظم مستشاري حميدتي من الاسلاميين ، سواء في المجال السياسي أو الإعلامي أو الاجتماعي وحتئ البروتوكولات ، فإن الإسلاميين هم من نظموا حياة حميدتي وهذا لا ينكره أحد . وكانوا هم وراء طموح حميدتي واستراتيجياته لحكم السودان .
صناعة حميدتي الثالثة من قبل الاسلاميين هي التي نتفيا ظلالها الان ، فبعد الاختلاف بينه والبرهان ، اختار الاسلاميون الانحياز الى البرهان ربما برمزية قيادته للقوات المسلحة (صمام امان البلاد) او باعتباره امتداد لمسرحية اللجنة الامنية التي تاتي اخيرا لتضع الامور في نصابها وينتهي المشهد الدراماتيكي .
فعل الإسلاميون ذلك بعد أن فشلت جهودهم في ترويض حميدتي بالطبع لانه اختار المعسكر الإقليمي المعادي للإسلاميين ، لم يفشل الإسلاميون في ترويض وكسب حميدتي فحسب ، بل فشلوا في تحييده أيضا وبذلك لجأ الإسلاميون الى شيطنة حميدتي وهو ما تنضح به أقلامهم الان .
اختار حميدتي معسكر قحت 3طويلة بالطبع لا حبا في قحت التي تصنفه من الد أعدائها، وقد اخرجها من فردوس السلطة ولكنه ارتمى في احضان قحت مكرها لا بطلا ، وقد قيل ( الخلا ولا الرفيق الفسل )
صناعة الإسلاميين لحميدتي في هذه المرحلة وشيطنته تعني تسويقه لأعداء الإسلاميين في الداخل وأعداء الاسلام في الخارج باعتباره عدو الإسلاميين المبين ، ليصبح بذلك حليف محتمل لأعداء الإسلاميين وبذلك تحتفي به الثلاثية والرباعية والخماسية وفولكر ليعزف بذلك على وتر الاطاري النغمة الشجية للجميع ويرقص الجميع ، والبرهان ( كراعو فوق رقبتو) ينفذ الاطاري ليعود الفضل إلى حميدتي وتكتمل هنا مراسم الصناعة الثالثة ويصبح حميدتي هو البطل القومي .
صحيح من حيث لا يدري فقد عمل حميدتي لصالح الاسلاميين ،
فمن الحقائق الثابتة أن حميدتي هو من صنع تصحيحية ٢٥ أكتوبر من قصف تمهيدي وتدوين مركز لحكومة قحت 4 طويلة وانتهى الأمر باعتصام القصر الذي حشد له حميدتي ، كلا من حملة السلاح الموقعين على سلام جوبا وغير الموقعين كما حشد الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وجاء الإسلاميون الذين دعموا الاعتصام زرافات ووحدانا ، فيضطر البرهان (كراعو فوق رقبتو) ويتخذ قرارات 25 أكتوبر المجيد التي اعتقت البلاد والإسلاميين من ربقة قحت 4 طويلة ، فتنفس الإسلاميون الصعداء ولعل الحقيقة التي يجهلها الكثيرون أن الاختلاف الرئيس بين حميدتي والبرهان وذكره حميدتي للبي بي سي أن البرهان تراجع عن تصحيحية 25 اكتوبر ومظاهر التراجع منها عودة حمدوك ونقض الغزل الذي نسجه البرهان وتدخل القضاء لصد البرهان عن قراراته التراجعية ويأتي الاتفاق الاطاري كأكبر مظهر من مظاهر تراجع البرهان ، عن تصحيحية 25 اكتوبر ومواقف البرهان المترددة هي التي حملت حميدتي إلى الاتجاه المعاكس وتبني الاطاري على غرار ( علي وعلى أعدائي ) بل ذهب به الأمر إلى التوبة والندم على جهوده في تصحيحية 25 أكتوبر على الرغم من انه اكبر إنجاز وطني له في حياته وكما قال الإمام الغزالي ( محمد بن محمد بن محمد ) في كتابه المنقذ من الضلال وقد كفر بالفلاسفة والفلاسفة ومذهب المتكلمين واختار التصوف قال الغزالي ( عسى ذلك أن يكفر الله لي سيئاتي ويبارك لي حياتي ، فتصحيحية 25 أكتوبر هي أفضل إنجازات حميدتي وكان عليه أن يتراجع عنه مهما كان .
طموح حميدتي لا تحدها حدود ، فقد استطاع بذكائه تفكيك القوات المسلحة بأن جعل عددا مقدرا منها ينتقل إلى الدعم السريع حيث المن والسلوى ، (أما بالذهاب السريع إلى اليمن أو الحصول على الوضع الافضل بالدعم السريع ) ، ويستوي في ذلك الضباط وضباط الصف والجنود في هجرتهم من القوات المسلحة إلى الدعم السريع ، ومن جانبها فقد رفدت القوات المسلحة الدعم السريع بخيرة ضباطها .
الجنرال حميدتي هو من دغدغ مشاعر القوات المسلحة يدعمه السخي للوحدات العسكرية والادارات الخدمية (وان انت اكرمت الكريم ملكته) ، وبذلك أحدث اختراقات قد لا يعلم احد مداها ، بحيث تجعل ميزان القوة يميل إلى صالحه .
طموح حميدتي الشخصية عززت انقسامات الجبهة الداخلية .فلو قدر لحميدتي أن يستقر في تحالفاته لانجز الكثير تجاه طموحاته ولكنه غير مستقر ، فليس هنالك وصلا بينه والبرهان، كما اختلف مع رفقائه من مجموعة سلام جوبا وموقفه عدائي مع الاسلاميين فحميدتي هو وراء إفشال مبادرة نداء أهل السودان بانتقادها وعدم دعمها بمكونات الإدارة الأهلية وبعض طوائف الصوفية من انصاره مما قلل حماس البرهان تجاهها ، وتمثل مبادرة نداء اهل السودان خط الدفاع العظيم للاسلاميين لاعادة ترتيب المشهد ، ولكن حميدتي سعى بكل ما اوتي من قوة لافشالها وذات ما يقال عن مبادرة القاهرة التي لعب فيها الإسلاميون ( عبر افراد ) دورا أقل مقارنة بمبادرة نداء أهل السودان ، فالهدف الاستراتيجي من مبادرة القاهرة للإسلاميين هو إسقاط الاتفاق الاطاري بينما مبادرة نداء أهل السودان ، تمثل عودة الإسلاميين إلى المشهد .
الان انقسمت البلاد إلى قسمين ، أنصار البرهان وأنصار حميدتي وحتى صاحب الطريق الثالث احتار أحد القسمين.
لعبت أقلام الإسلاميين دورا كبيرا في صناعة الاستقطاب والتصعيد حتى بلغ المشهد إلى هذا المفترق .
بلغ التصعيد بين الجنرالين ذروته لدرجة المناورة بالقوات ، ولكن لا يبلغ الأمر أكثر من هذا ، فليس من صالح الطرفين المواجهة المسلحة ، وليست هناك أي مواجهة مسلحة كما ذهب البعض وسممو الأجواء بنذر الحرب الاهلية القادمة ، فإن كانت ثمة مواجهة لا شك أن البعثات الأجنبية سوف تجلي رعاياها وهم أدرى من الجميع بحقيقة ما يدور ، لن تطلق طلقة واحدة بين الطرفين في الخرطوم إلا طلقة طائشة تستهدف أحد المتظاهرين .