منوعات
التيمان مشوار سنين: كتب /معتصم طه
التيمان مشوار سنين: كتب /معتصم طه اللهم لك الحمد ولجلال وجهك بلغنا عامنا السابع والخمسون اذا اطللنا علي الحياة توأم في العام ألف وتسعمائة وسته وستين لشهر مارس في يومه السادس توامان في أسرة والدي الراحل المقيم طه محمد احمد
واختارت واحتارت الاسرة فتم اختيار حسن وحسين ثم تبددت الحيرة وابي يكتبنا في شهادة الميلاد متوكل ومعتصم وكانت في عهدنا توزع مجانا ويكتب في جهتها الاخري عبارة ( مجانا) بالقلم الأحمر وايضا عبارة خير غذاء للطفل لبن امه بعيدا عن عائلة ليلاك اللبنية ان جاز التعبير(سيرلاك/بيبيلاك)وهي البان تتكون من فول الصويا وبعض الفيتامينات..في قرية القرير في السادس من مارس للعام ألف وتسعمائة وستة وستين أطلقنا صرخة الميلاد علي يد الداية بت منصور وكانت امرأة مهابة الجانب تخاف منها النساء لرجاحة عقلها وإتقان عملها ومن حكاياتها التي سارت بها الركبان انها ذهبت لتوليد امرأة في احد أحياء القرير الثمانية وكان الشتاء قارسا وهي معها منذ السادسة مساء وبعد عشر ساعات ووسط ضجيج النسوة وهن نساء فوق السبعين سمعن صرخه الطفل وخبطن علي الشباك (جابت شنو)واغتاظت الداية لانها كانت تعالج قطع الحبل السري فمدته لهن بالشباك وكان الشعر يكسوه وقالت لهن بسخرية(قرد قرد) كان الزمان اخضرا وتربينا وسط اعمام ابي وامي الجزولي وعلي ومحمد صالح ومحمد نور والد امي العزيزة بخيتة محمد نور في تلك البقاع تلقينا تعليمنا الابتدائي وكان نظار المدرسة بدكام عليهم شابيب الرحمة ابن عمتي عبد الرحمن تاج السر الصحابي واستاذ الاجيال علي حسان وعبدالله ابراهيم كانوا إباء قبل أن يكونوا اساتذة علمونا برد اليقين والنظرة الثاقبة وفوق هذا وذاك في النشاط المدرسي وفي المسرح قمنا بتمثيل مسرحية الخليفة عبدالله التعايشي وكان سيداحمد محمد علي نعيم هو بطل المسرحية في شخصية الخليفة عبدالله وعادل رزق الله في دور الزاكي طمل وكاتب السطور في دور عبدالرحمن النجومي وسيداحمد عبدالله الشيخ في دور حمدان ابو عنجه وعبدالعزيز عمر بابكر في شخصية محمود ود احمد وتوامي في دور علي ود حلو وتاج السر محمد الحسن في شخصية الأمير يعقوب. عندما قمنا بذلك كان مخرج المسرحية الأستاذ وخريج جامعه القاهرة فرع الخرطوم في تخصص علوم الأستاذ فضل المولي عطا السيد جبنا بتلك المسرحية في أندية القرير السبعة نادي العامراب وكنا في ضيافة العم محمد طه مصطفي وفي نادي قوز قرافي في ضيافة الخال علي حضيري وأما نادي السوق فكان العم موسي عطا الله وخضر بشير عليهم شابيب الرحمة .انتقلنا للثانوي او المتوسطة وكانت دفعه مميزه نجح منها أربعون تلميذا وتم تدريسنا بالاميرية في داخليتها اكلنا الجبن الهولندي والساردين الانجليزي وكان حله اللبن بعد العشاء حاضرة تغرف ماتشاء وكان معنا طباخين ظاهرين بمثابة اعمام واخوال واباء علي الطيب واسماعيل وعلي حربي في تلك البقاع درسنا الانجليزي علي يد الاب الرحيم علي عثمان كرار وكانت له طريقة رائعه في توصيل المعلومة حتي الكلمات التي تزيد عن سبعة أحرف يضع لها لحنا موسيقيا حتي تتسرب وتدخل لعقولنا الصغيرة ودرسنا مصطفي حسن مادة الرياضيات وحمبيرابي مادة الجغرافيا والسر شورة اللغة العربية وسيداحمد الرشيد العلوم والراحل سيداحمد علي الانجليزي أيضا وكان الاسبلنق كل خميس تجمع الكراسة وتهم ان كانت لك غلطة فالجلد صبيحة السبت ينتظرك…دخلنا مروي بكل القها وكبريئاها داخلياً ت نبته والبركل وفصول خلدون ومتنبي كان الفادني مديرا وابا للجميع والأستاذ علي سيداحمد من منصوركتي استاذا للعربية ويوسف السمت للتربية الإسلامية وسمير المصري للفرنسبة كنا اشقياء حتي كلاب المدرسين كانت تهابنا وفي مرة من الزمن تم اخافة سمير بكلب من كلاب سكن الأساتذة بواسطة عبود جبريل وهو الآن جد لعدد من الأحفاد كان يجاوبني في اولي خلدون بابكر محمد نور ومدثر عطا المنان وياسر حسن صديق وعبود جبريل وكان المصري الذي عضه الكلب ساخراويقول للكنبه التي إلينا وهي الاخيرة(قوم يااللي وراك احسن منك)ويقصد ان جالسي الكنبه الأخيرة احسن منهم الحيطة..كان دوري الداخليات مثل الدوري الأوربي وهتافات المساطب عندما تغلب البركل مهيرة (قاعدين بتعملو ايه ماتقوموا تروحو )في احد ليالي الشتاء القارسة بقي احد الطلاب بسفرة الطعام وهي مكونه من ستة وثلاثين تربيزه تسع كل تربيزه اثني عشر طالبا للأكل بقي ذلك الطالب يجمع ماتناثر من بقايا الخبز حتي زارته ضبعة شق صياحه في زنكي السفرة وابقظ الطلاب لان النوم كان عند التاسعة تنوم او تتناوم المهم ان تكون بسريرك قامت الضبعه هاربة في خلاء دير الغزالي والطلاب يشيعونها باعواد الخيزران والطوب وعينها تلتمعان في الظلام ولكن ام عامر نجت من ميته بشعة ..غادرنا للمقرن الثانوية اتي الراحل المقيم اخي مخمد طه ووجد متوكل يصنع طمبورا واخذنا للدراسة معه بالخرطوم درسنا في المقرن كنا محظوظين إذ نجد أمامنا استاذ ليل ولاجئة الليل اوغل لاتنامي الأستاذ الكبير محي الدين فارس وكان استاذا للغة العربية زاملنا دحدوح وحضرنا الكاسات المحمولة جوا ايام وزير الإعلام التوم محمد التوم الذي أسقط الكاروري في الدائرة خمسة مروي عدنا للقرير لنعمل بحقل التعليم مرت الايام كاساتذة في تنقسي وتتقاسي وكريمة ومحمد ربيع الذي وقع علي وثيقه التاسع من أغسطس 2019 درسناه في كريمة النموذجية ايام كان لمعاهد التأهيل التربوي صيتها تخصص متوكل في التاريخ واللغه العربية وانا في العربي والجغرافيا وكان د.عبد المجيد ود.امنه حمد النيل وعدد من دكاترة الزمن الجميل بمثابة إخوة كبار قيل ان يكون مدرسين لنا يراجع معنا حصص النموذجية ويلاحقنا بأدب وذوق في رسومات الخرط او مايسمي بالتعينات عندما غادرنا الخرطوم كنا في معية إخوة كرام واتذكر جيدا ونحن في بداية الثمانينات نزلنا في بيت خالي محمد وعمتي فاطمة مغيرين لان السفر كان باللواري وهي ذاتها التي غني لها المغني ياللوري تشيل منو …وتصحبني اختي عواطف وابنه عمتي لتشتري لنا هدوم العيد من سوق ام درمان كانت ايام جميلة أمد الله في ايام اختي وابنه عمتي لانها كانت بمثابة الأخت الكبري ..في بري ومسجد جامعة الخرطوم كام لنا شرق ان نعيش مع أناس له معزه خاصة الراحل بكداش احمد المصطفي موسس ساهور وصاحب ديوان المديح النبوي الاشهر وعبدالله ادريس اخر امين اقتصادي للمؤتمر الوطني والمحامي ادم سعد وعلي محمود عبد الرسول وكان حينها موظفا بأحد البنوك وإبراهيم الطويل وخالد محمد ادم اخ عمار محمد ادم المهم عدنا للقرير وكانت الاماني ان نصير مدراء مدارس او مدراء مرحلة متوسطة او ابتدائي مثل جدي علي خلف الله ولكن رساله من محمد طه يكتب فيها عبارات مازالت ترن في أذني احبابي التيمان اتمني ان تكون محطة التدريس طريقا لدخول جامعة الخرطوم مثلما فعل عمي وعمكم عوض علي ، قضيت سبعة أعوام وعدت لكلية الإعلام بجامعة ام درمان الإسلامية لاتخرج من اعلامها في ١٩٩٨ ودرس متوكل كلية التربية بجامعة صنعاء ..بعد رحيل محمد طه الأليم عاد متوكل ليمسك معنا الوفاق بتعرف اني من أجلك مشيت مشوار سنين وسنين مشيت في الليل الى الغربة على الكلمات ودمع العين وعشتك لما فارقتك .. حروف تتغنى بيها حنين بتعرف انت ما بتعرف . لو مافي محبة ماعندك الحبة اتمني ياتوامي العزيز مثلما شهدنا شهقة الميلاد تكون زفرة الرحيل بعد عمر نوح عليه السلام.