رأي
من أعلي المنصة ياسر الفادني السعودية وإيران التصافي ….من بعد التجافي !
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
السعودية وإيران
التصافي ….من بعد التجافي !
الذي يقرأ التاريخ جيدا يجد أن كل الحروب التي إندلعت في العالم ليس فيها منتصر ولا مهزوم وبالذات الحروب الدينية التي نشبت في العصر الحديث ، الحرب الدينية التي كانت ضروسا ودار رحاها في أوربا في القرن الثامن عشر والتي كانت بين الكاثوليك والبروتستانت والتي إستمرت سنين عددا حصدت من الأرواح ماحصدت لكنها إنتهت وتحولت إلي حرب سياسية ثم تلاشت تماما بل توحدت كل أمم أوربا في حلف واحد
الصراع الذي نشب بين السعودية وايران بدايته صراع ديني بين الشيعة الإيرانية والسنة السعودية وزادت الشقة بينهما إلي أن وصلت إلي حرب في اليمن دمر مادمر وقتل من قتل واشرفت السعودية علي تحالف عريض لكسر شوكة الحوثي في اليمن إلا أن الأخير رتب وضعه وطور الته العسكرية للنزال حتي وصل به الأمر أن يمتلك أسلحة لا تمتلكها مليشيا بل تمتلكها دولة مثل الطائرات المسيرة التي ظلت تضرب جنوب السعودية ووصل بها الأمر أن ضربت العمق الإماراتي ، الحرب في اليمن ليس فيها كاسب ولا خاسر لكن الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني
إيران من جانبها بذلت قصاري جهدها من أجل وضع قبضتها علي المشهد السياسي والعسكري في لبنان أولا بدعم حسن نصر الله الذي له قوة ووزن كبير في لبنان وفي اليمن بدعم الحوثي سياسيا ولوجستيا ، ودعم النظام الحاكم الان في سوريا ، إيران تتقوي بحلفاء مثل تركيا والصين وروسيا وكل هذه الدول إن ذكرت أمام الولايات المتحده يتخطف لون وجهها ! ، التحالف والدعم جعل لإيران وضعا مهما في هذه الدول لايمكن تجاوزه سياسيا ولا عسكريا
التقارب الإيراني السعودي سوف يكون له أثر إيجابي في المنطقة المازومة من سنين خلت سوف نري قريبا الحوثي في الرياض وسوف تحدث مصالحة وطنية شاملة في اليمن وسوف يرجع التعاون التجاري والمصلحي بين الدولتين وبلاشك سوف يؤثر هذا إيجابا في تلاشي الأزمة السورية التي ثبتت هناك ردحا من الزمان
الولايات المتحدة تنظر إلي هذا التقارب نظرة عميقة ربما ترحب به ظاهرا لكن باطنا هذا التقارب يزعجها ويزعج فتاتها المدللة إسرائيل، بلاشك أن هذا التقارب له أثر طيب في الساحة العربية بصفة خاصة والإسلامية بصفة عامة ، الحرب عندما تنتهي يتصافح القادة وتتحير ام الشهيد وتسأل هؤلاء القادة : من فيكم قتل إبني ؟ .لعن الله الحرب .