رأي

*الباشا محمد الباشا طبيق ✍️يكتب إضاءات حول خطاب حميدتي في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري

*بسم الله الرحمن الرحيم*

*الباشا محمد الباشا طبيق ✍️يكتب إضاءات حول خطاب حميدتي في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري*

خطاب الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع أمام ورشة الإصلاح الأمني والعسكري اتسم بروح المسؤولية الوطنية والصدق والامانة والانحياز الكامل لخيارات الشعب وهذا هو موقفه الثابت منذ التغيير وحتى الآن، خطاب حميدتي في هذه الورشة أكد لكل المراقبين للشأن السياسي السوداني أنه رجل دولة من الطراز الأول يتحلى بروح المسؤولية ومدرك لواجباته الوطنية وله نظرة ثاقبة وفاحصة لمستقبل السودان، وأن مصلحة الوطن فوق كل الإعتبارات الشخصية والإنتماءات
الحزبية الضيقة، وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة تلبي طموحات وأشواق أبناء وبنات الشعب السوداني وحُلمهم ببناء دولة حديثة ومتطورة تواكب ثورة التكنلوجيا والحداثة التي إنتظمت العالم أجمع، وأكد في هذا الخطاب إلتزامه
القاطع وقناعته بضرورة عملية الإصلاح الأمني والعسكري لأنها جزء من إصلاح الدولة وهي عملية صعبة ومعقدة تحتاج لادرادة وعزيمة وصدق وفق عمل فني كبير وجداول زمنية متفق عليها بعيدا” عن الإعلام لأنها مرتبطة بالأمن القومي وهذا ما أشرت إليه في مقال سابق لأن التصريحات الإعلامية والمطالبة بدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة لا تخلو من الأجندة والخبث السياسي،الإصلاح الأمني والعسكري، ليس نشاطا” سياسيا” ولا يجب أن يخضع لأية أجندة سياسية،فهو عمل وطني مرتبط بالأهداف العليا للبلاد، ويمس السيادة الوطنية ولا يقبل المساومة والتاكتك السياسي والمرواغة بعيدا” عن تصفية الحسابات والهوى الشخصي فالتعامل مع هذاالملف يتطلب حس وطني عالي وتجرد ونكران ذات، وأشار حميدتي في هذا الخطاب إلى تجارب بعض الدول في محيطنا الإقليمي والدولي مرت بنفس التجربة، فلابد من الاطلاع على هذه التجارب والاستفادة من ايجاباتها وسلبياتها في عملية الدمج، والحالة السودانية تختلف كثيراً عن تلك التجارب لأن معظم عمليات الدمج كانت لقوات نظامية وقوات اخرى متمردة على االدولة، وفي الحالة السودانية قوات الدعم السريع قوات نظامية أنشأت بقانون مجاز من مجلس برلمان منتخب ومفوض من. الشعب ولا يلغى او يعدل هذا القانون إلا عبر مجلس تشريعي منتخب وهذا الأمر يتطلب نفس طويل وجداول زمنية قد تستمر إلى سنين عددا، ومن الحكمة أن يطالب السيد نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع اخراج بند الإصلاح الأمني والعسكري من السجال السياسي ولا يخضع للمواقف السياسية ولا للخطاب العاطفي الموجهه لاستعطاف بعض المكونات الاجتماعية في مناسبات الختان والأعراس ولا سبيل لضوضاء الهتافات والشعارات، عملية الإصلاح الأمني والعسكري تتطلب مسؤولية وطنية كبيرة وتتم عبر لجان مشتركة وخبراء وطنيين وعمل فني دقيق داخل الغرف المغلقة، وأشار السيد النائب إلى الاجماع الوطني حول العملية السياسية وهذه غاية كل الشعب السوداني ويجب أن تكون الحكومة المدنية القادمة حكومة كفاءات وطنية بعيدا” عن المحاصصة السياسية والحزبية التي اقعدت البلاد وعقدت عبور الفترة الانتقالية والعبور إلى الاستحقاق الانتخابي، تحدث القائد عن الأدوار الوطنية العظيمة التي تقوم بها قوات الدعم السريع في كل المجالات الأمنية والإنسانية والتنموية وبناء السلام والعمل على تحقيق المصالحات القبيلية ويشهد كل الشعب السوداني على الأدوار المتعاظمة التي تقوم بها قوات الدعم السريع، ونلاحظ في الفترة الأخيرة اهتمامها بتطوير وحدة حقوق الإنسان داخل قوات الدعم السريع وهذا يؤكد مهنية هذه القوات وإحترافيتها وتفوقها في المجال على كثير من الجيوش، تظل عملية إصلاح الدولة وإصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية ضرورة وطنية ولكن وفق جداول زمنية متفق عليها بعيدا” عن المزايدة السياسية والأجندة للوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية كاملة الدسم يكون الحكم فيها عبر الإنتخابات الحرة والنزيهة وتتفرغ القوات النظامية لدورها الوطني وحماية البلاد و الدستور.

الخرطوم
27/3/2023م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق