رأي

هل تعود تركيا ومصر الي السودان تحت مظلة القوات الدولية بقلم علاء الدين محمد ابكر

هل تعود تركيا ومصر الي السودان تحت مظلة القوات الدولية
بقلم علاء الدين محمد ابكر

قبل مائتي عام ارسل محمد علي باشا والي ولاية مصر العثمانية جيش الي السودان وقبل أن يفعل ذلك طلب ( فرمان ) من الباب العالي في اسطنبول عاصمة السلطنة العثمانية وبالفعل تمكن محمد علي باشا بواسطة ذلك (الفرمان) من اقناع العديد من السودانيين بانه قادم للسودان بامر من امير المؤمنين السلطان العثماني واستطاع بالفعل من دخول مناطق عديدة في شمال السودان بدون مقاومة حيث انطلت على السكان المحليين تلك الخدعة وفات عليهم ان السلطان العثماني لا يمثل المؤمنين المسلمين فالخلافة الاسلامية انتهت بمقتل الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه وصارت من بعده ملك عضوض حيث كانت اقرب إلى الملك منها الي الشوري

ارسل محمد علي باشا بواسطة ابنه اسماعيل باشا رسالة الى اخر سلطان للفونج يطلب منه التسليم ولكن جاء رد محمد ود عدلان وزير سلطان الفونج الذي كان بمثابة رئيس وزراء السلطنة الزرقاء يحمل الكثير من الفخر والاعتزاز يرفض فيه الانصياع الى قوات الاحتلال شارح لقائد الجيش التركي المصري بان انتصارهم علي بعض القبائل لا يعني نهاية المطاف حيث اوضح الوزير لقايد الجيش التركي المصري علي انهم هم الملوك والذين انتصر عليهم هم الرعية وان سنار محروسة محمية بصوارم وقواطع هندية ورجال صابرون علي القتال بكرة وعشية ولكن الكيد السياسي والخلافات قادت الي مقتل الوزير محمد ود عدلان والذي لو عاش لتغير وجه السودان

واليوم ربما يعيد التاريخ نفسه فالحرب التي تدور الان في السودان قد تقود إلى وضع البلاد تحت بند الفصل السابع بالتالي قد يصوت مجلس الامن الدولي لصالح قرار بارسال قوات من الامم المتحدة لحفظ السلام وايصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين والاشراف على العملية السياسية الي حين استقرار السودان وبالطبع لن تخاطر الولايات المتحدة بارسال قواتها العسكرية الي السودان حتي لا تكون صيد سهل للتنظيمات الارهابية بمثل ما حدث لها في الصومال في العام 1992م عندما تورطت في صراع سياسي عسكري مع شعب الصومال المسلم الذي نظر إلى وجود القوات الأمريكية علي انه احتلال يستحق الجهاد مما قاد الولايات المتحدة الأمريكية الي سحب جيشها بشكل مهين ولايزال شبح الصومال يطارد امريكا حتي الان

لن يجد مجلس الامن الدولي حل افضل من دول تركيا ومصر وربما باكستان لاجل ارسال قوات دولية باعتبارها دول مسلمة قد تجد الترحيب من السودانيين ، وبالامس قام الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي باجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بغرض تقديم التهاني بفوزه بفترة جديدة في الانتخابات العامة التي انتهت قبل ايام في تركيا وقد اتفق الرئيسين السيسي اوردغان علي تبادل السفراء وفتح السفارات في كل من مصر وتركيا وهذا يعني عودة العلاقات بين البلدين بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات بعد حادثة رابعة العدوية التي تم فيها فض اعتصام الاخوان المسلمين المحتجين على الاطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين تلك الحادثة جعلت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يغضب بشدة من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فكانت بينهم معارك خفية ابرزها في ليبيا التي تشهد خلافات سياسية حادة حيث حاول المشير خليفة حفتر قائد جيش شرق ليبيا الزحف نحو العاصمة طرابلس وكاد يدخلها ولكن تدخل الجيش التركي في اخر لحظة انقذ حكومة الاسلاميين في طرابلس من السقوط امتد الخلاف بين مصر وتركيا الي الخليج العربي حيث قامت كل من السعودية والبحرين ومصر والامارات العربية بمقاطعة دولة قطر بحجة دعمها لجماعة الإخوان المسلمين فكان الحصار الشهير ولكن تدخل تركيا ساعد دولة قطر علي الصمود وبارسال قوات عسكرية تركية الي قطر تمكنت الدوحة من اخذ انفسهم من اي خطر قد يهدد وجودها خاصة وانها كانت تستعد لتنظيم فعاليات كاس العالم ، ربما المصالح المشتركة بين مصر وتركيا قد توحدهم نحو السودان ولكن ماهي طبيعة تلك المصالح ؟
مصر التي تريد اجهاض سد النهضة الاثيوبي لن تجد طريق اليه الا عبر السودان فوجودها ضمن القوات الدولية يضمن لها مراقبة مايحدث في اثيوبيا حتي لايتكمل السد الذي يهدد مصر بالجفاف وربما لا تستعين القاهرة بالعمل العسكري المباشر نحو سد النهضة ولكن عن طريق تغيير النظام السياسي في اثيوبيا بنظام يكون موالي لها قد ذلك انسب الحلول لها فانهيار السد في هذه المرحلة بعد امتلاء ضخم من المياه يفوق 74 مليار متر مكعب قد يعرض مصر ذاتها الي مخاطر بالنسبة إلى تركيا فالسيد اوردغان يظن نفسه مبعوث العناية الإلهية لاجل استعادة املاك السلطنة العثمانية التي انهارات في العام 1923 بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى وتقسيم ممتلكاتها والسودان كان جزء من منها بواسطة الوجود المصري الذي كان في السودان فمصر ظلت ولاية عثمانية حتي العام 1922 تدفع الجزية الي السلطان العثماني بالرغم من احتلالها بواسطة الانجليز في العام 1882 عقب معركة التل الكبير ضد احمد عرابي وكما قلت فان السيد رجب طيب اردوغان يعلم انه لن يسطيع ضم كل الدول التي صارت اليوم مستقلة ولكنه يريد ان يضمها تحت مظلة ثقافية دينية اقتصادية من خلال دعم جماعات الاسلام السياسى فى العالم العربي والإسلامي ويجب لفت انتباه القارئ بان اخر زيارة للسيد رجب طيب اردوغان الي السودان في العام 2017م ابان عهد المخلوع البشير تعهد اوردغان بصيانة الاثار العثمانية في مدينة سواكن التي تقع في شرق السودان والتي كانت ذات يوم تتبع بشكل مباشر الي الخليفة العثماني في اسطنبول

العالم اليوم لايعرف الا المصالح ولا نريد سوداننا ان يكون غنيمة للغير فالشعب السوداني ظل محرم من موارده الطبيعية التي تذهب الى الغير بدون وجه حق فالقوات الدولية مهما كانت فانها تظل نوع من انواع الاستعمار والاستغلال لثروات البلاد ، اذا الافضل للسودانين الاتفاق ونبذ الخلافات والنظر إلى مستقبل الاجيال القادمة فلا ينبغي تحميلهم العيش في ظل وجود اجنبي نعم لدينا احزاب سياسة لا تنظر الى مصالح السودان بقدر ما تهتم بمصالح الدول الأخرى وهولاء يجب كشفهم وفضح مخططاتهم فالسودان للسودانين بالتالي يجب علي السودانيين النظر الي مصالحهم الوطنية والاستفادة من موارد بلادهم الغنية بشرط نبذ الجهوية والقبلية والعنصرية حتي لا يستغلها اعداءهم في الايقاع بينهم

علاء الدين محمد ابكر
????????????????????9770@????????????????????.????????????

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق