خواطر بين يدي زوجة بين نارين للروائية تيسير محمد عوض
كتب.. عصام الصولي تفتح رواية زوجة بين نارين القاصة السودانية تيسير محمد عوض باب النقاش مشرعا علي مصراعيه لأهم تحدي قد يواجه المؤسسة الزوجية بل في اعتقادي هو التحدي الأعظم الا وهو المفاضلة بين الاستمرار تحت سقف واحد بين الزوجين رغم اشتعال الخلافات والمشاكل بينهما والتي قد تتجاوز في احايين كثيرة حد المعقول الذي لا تخلو منه أي تجربة في اي بيت في العالم اتصل إلي حد لايصلح معه السكوت والصهينه بحجة مصلحة الأبناء والحرص علي سلامتهم النفسية أو اللجوء للخيار الصعب وهو الفراق بإحسان غض النظر عن مترتبات تلك الخطوة وتأثيرها على الأبناء.
نعم كما قالت بطلة الرواية مريم قد يكون الطلاق هو افيد للأبناء وصحتهم النفسية من استمرار الزواج وسط العواصف والأنواء تتقاذفه المشاكل وتعصف به عصف ورقة في شجرة مهما كانت جزورها ضاربة في أعماق الأرض.
وبالرغم من الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي في البيوت السودانية إلا أن ما يزيدها حطيت واشتعالا التدخلات الخارجية من داخل العائلتين أو من خارجها وهو الأمر الذي قصدت في ظني الرواية التحذير منه .
تميزت الرواية بحيكه فنية وسرد متناسق وبأسلوب مبسط ومفهوم لكل أنماط الجمهور المتلقي مهما اختلفت درجات تعليمهم وثقافتهم وميولهم الاجتماعية سيما وأن موضوع الرواية يمس اي بيت ويهم أي زوجين لاسيما شباب الأزواج والمقبلين علي الزواج .
وتأتي أهمية مثل هذه الروايات في هذه المرحلة الحالية التي تفشت فيها وبشكل ملفت ظاهرة إتمام عقد القران بمجرد تقدم الشاب لخطبوة فتاة وقبل أن يراها احيانا وأضحت عرفا اجتماعيا معمول به ليلغي اهم محطة من محطات الزواج وهي الخطوبة التي كانت تتيح للطرفين فرصة للتعارف والاحتكاك والدراسة المتأنية كما نادت به الرواية .
تيسر محمد عوض قاصة شابة تمتلك مفردة رصينخ والحمام واسع بجوانب الموضوع الذي انتخبته ليكون عضم الظهر لروايتها الشيفه ذات الأسلوب الرشيق والجاذب والتي تجعلها تحجز مقعدا متقدما في ارفف المكتبة السودانية كاضافخ للقاصات السودانيات بخاصة والقصة السودانية بعلمه قد تعيد لنا امجادنا وريادتنا العربية التي أسس لها بناة الرواية السودانيين العظام وفي مقدمتهم العالمي الطيب صالح.
