الكلام دخل الحوش
رحلة الشقاء والعذاب..كتب عصام الصولي …2
توقفنا في الحلقة السابقة عند وصولنا الي مدينة المنتقل العاصمة الإدارية الجديدة لولاية الجزيرة واول شعور انتابني هو الشعور بالارتياح كون المدينة تضج بالحيوية والحركة وشكل الحياة منسابة وطبيعية ومنظر الباعة والأسواق المفتوحة وموقف المدينة الكبير تختلط فيه اصوات كبسمجية المواصلات السورية كون المدينة بما أنعم الله عليها بنعمة الأمن معبرا سالكت لكل مدن السودان .فتسمع أحدهم ينادي كسلا كسلا واخر يدعو المسافرين لعطبرة وثالث الدمازين ورابع لسنار وسنجه.
وسنجه هذه كانت وجهتنا التي اخترناها ملاذا لنزوحنا .
السفر علي خط النار
سلكنا طريقا محفوفا بالصعاب والمخاطر متجهين نحو سنار .طريق ترابي وعرا يمتد علي أرض جدباء غفرت تنتظر الخريف لتروي ظمتأها يقول العارفين أن هذا المعبر الوحيد للنجاة مهدد بالتوقف التام مع هطول أول مطرة. طوت بنا الحافلة أرضا بلقعا لا تلوي علي شيء لايوقفها الا كثرة الارتكازات التي مررنا بها وبعد التفتيش والتقصي يسمح لنا بالمغادرة مررنا علي مجموعة بائسة من القري منسية لا ذكر لها علي الخريطة في منطقة هي حاليا مسرح عمليات كبير عبرنا جبال سقدي وجبل موية بسلام رغم أن اليوم السابق علمنا أنه دارت معركه شرسة الجات السلطات هناك لإرجاع المواصلات الي المناقل
في هذا الطريق الحيوي رأينا الباصات السورية العملاقة والشاحنات المحملة بالبضائع الي جانب الحافلات والدفارات وكل انواع السيارات كل ذاهبا الي وجهته.
احوال المسافرين القادمين من مناطق اجتياح المليشيا سيما في قرية الجزيرة هادئة كمن كتب له عمرا جديدا .
سنار
بلغناها بعد شق أنفس ومعاناة امتدت لساعات توقفنا طويلا في الارتكازات المتقدمة لاحظت هنا أن التفتيش كان مشددا وفي سوقها الكبير كانت محطتنا الأخيرة لتتلقفنا حافلة أخري حيث سنجة المدينة التي شهدت المفارقة العجيبة صرخة ميلادي الأولي .
نتوقف الي لقاء في الحلقة القادمة