رأي

لارتياد المساجد….آداب وفضائل وحكم مرعية بقلم: سالم بن سيف الصولي

لارتياد المساجد….آداب وفضائل وحكم مرعية
بقلم: سالم بن سيف الصولي
قال تعالى: قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُون (الأعراف:29)
وقال تعالى: (يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف:31) ومن الأحاديث أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضى إِلى بيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرائِضِ اللَّهِ، كانَتْ خُطُواتُهُ، إِحْدَاها تَحُطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرى تَرْفَعُ دَرَجَةً رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشائش” وقال صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا:
لايَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا، لذلك بأن الله قد أمرنا في كثير من الآيات القرآنية الكريمة والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا ونهانا ونحن في بيت الله، كما إن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قام به بعد وصوله للمدينة المنورة وقت الهجرة هو بناء المسجد وآخا بين المهاجرين والأنصار، وذلك ليكون مدرسة وموضع للعبادة وتعليم وتعلم وخدمة وبؤرة الإنطلاق للجهاد في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله في الأرض، وكان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضآ مجلسا لإستقبال الوفود من الأمصار القادمة لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك حرم في أرضية المسجد البيع والشراء وحتى السؤال عن الضالة، فماذا دورك أخي المسلم وأنت قادم على الله لي أعظم عبادة التي فرضت في السماء السابعة وعمل بها الأرض، وقد تكون هذه هي آخر عباده لك وآخر لقاءك بربك، وكما قال أحد العلماء نحن نصلي هذه الصلاة ولا ندري هل قبلت أم ردت ، فمابال قوم يتخذوا من المساجد موضعآ مستديمآ بل ينازع عليه إذا أحد أتا قبله ،كما إن المساجد ليست موضعا لتصفية الحسابات بين الارحام والأقارب، فهل بيوت الله وضعت لهذا أم إنها وضعت لنظام إلهي لذلك لاتجد الراحة والطمأنينة في العباده ما دامت المشاكل واقعه في أرضية المسجد لأن الخلافات ليس لها بيئة هنا وتسوية الخلافات والغتية ليس لها مكانه، فالأولى أن تبعد حالك عن هذا المكان الطاهر الذي تتخذ منه ملك وليس لك أيها المسلم في بيت الله مكان أوملك فملكك في مكانك ، والذي يحدده مكانك هو وصولك إلى المسجد .
كما أنه آن الأوان لتقليل من نسبة الوافدين الذين يعملون بمهنة مؤذن أو الإمام، مع العلم بأن العمانيين من حملة الشهادات الجامعية تخصص شريعة إلا أن الوافد مازال يتصدر جموع المصلين في إمامتهم رغم القرارات بمنعهم بوجود العماني ، كما إنني أناشد الجهة المعنية وعلى رأسهم معالى الدكتور / محمد بن سعيد المعمري بأن يسن قانون ثم يلي ذلك القانون متابعة مباشرة من قبل المعنيين الذين يؤول إليهم أمر الإشراف ومنحهم الصفة الضبطية القانونية التي تجيز لهم إتخاذ الإجراءات اللازمة حيال كل من تسول له نفسه العبث في مكان العبادة ، أو مضايقة مرتادي المساجد ، وقبل الختام نتذكر قوله تعالى:(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
حفظ الله عُمان وسلطانها المعظم والأمة العمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق